المرتضى احيا عيد البشارة في المتحف: كل يوم نحفظ فيه وحدتنا ونفرح فيه بتنوعنا ويحرص فيه واحدُنا على الآخرِ منّا ويطمئنه في وجوده وايمانه ومقدّساته وحضوره الفاعل يكون عيدًا من أعياد مريم العذراء.
حيا وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى عيد بشارة السيدة مريم العذارء في المتحف الوطني بحضور حشد من الوزراء والنواب والسفراء والشخصيات العامة وبعد مقدمة من الاعلامي روني الفا جاء فيها :”
أنا العذراء القاتمة،ما كنتُ كذلك،حزني على شعبي
بدّل ألواني ،أنا العذراء الشاحبة ،من كل عذابات الناس.
انا الأمُّ والحضنُ،أنا الجميلةُ في الرجاء،أشعُّ به
إلى كل الشعوب..
مِن فرنسا ،الى اوروبا
وإفريقيا ،بسطَتِ العذراء يدها،وقالت:”
أحبوا بعضُكُم بعضًا
كما أحبَّكُم ولدي.”
نستذكرُ ثوبَكِ،عطرَ قداسَتِكِ، بشارَتُكِ
ونتعجّبُ يا مريم ،كيف نختلفُ ، ونتخالفُ ،
ونتخلّفُ عن مواعيد اللقاء
وأنتِ تسكنين القرآن والإنجيل.
ونحنُ صغارٌ ،كنا نرنّمُ ترتيلَتَين
اليك الورد يا مريم
يهدى من ايادينا
فهلمي واقبلي منا
عربون حب أكيدٍ مِن أيادينا
حروبٌ تملئُ الأرضَ
وبغضٌ عنه لا نرضى
أضحَينا كلُّنا مَرضى
وليس فينا
سواكِ من يداوينا
سواكِ من يداوينا
وأخرى
من كلمات سعيد عقل
وغناء فيروز
يا مَريَمُ البكرُ
فقتِ الشمسَ
والقمرَ
وكلَّ
نجمٍ بأفلاكِ السماء سرى
يا نجمةَ الصبحِ
شعّي في معابدنا
ونوّري عقلَنا والسَّمعَ والبَصَرا
وحقيقةً ،حقيقةً
ألا نخجلُ بعد كل هذا الحب لها ألا نتعانقَ؟
انها البشارةُ
لنا كُلُّنا، من هذا المتحف
الذي أبكانا وأبكَيناه
نعود الى لبنان
من عيون مريم
نتوب الى لبنان
عذبناهُ وصلبناهُ وأتعبناهُ
وأنهكناه.
وكأني بهذا المتحف
لو كان له فمٌ يتكلّم
لقال
أرجعتموني كما كنتُ
فارجِعوا كما كنتُم..
نصلّي البِشارةَ
بأصواتٍ عذبَة
حتى لا تبقى أصواتٌ معذّّبَة!!
و
كانت قصيدة من الشاعر الزجلي حبيب بو انطون قال فيها:يا عيد البشارة الامل ما خاب
و رغم الوجع و ظروف قهارة
حتى يسوع يعود بعد غياب
منك العدرا ناطرة زيارة
لما الدوا عالهَينه ينجاب
و يشفي جروح قلوب منهارة
و لما يحس التاجر الكذاب
مع شعب حلمو عم بيتوارى
و لما البنوكي العم تقص رقاب
يردو الودايع بعد الخسارة
و لما رئيس بيعملو النواب
بتكون هيدي اجمل بشارة
من سنين في شيطان وَقعنا
تقسم وطنا و كلنا ضعنا
لعبو الدول فينا و كانو كتار
و صارت الحرب الما لها معنا
ميلة الشرقية المسيحي اختار
و مسلم الغربية ما يقشعنا
و خط التماس الكان خط النار
عالمتحف من الحرب وَجعنا
و اليوم للماضي انمحى الآثار
البطائفية كتير لَوعنا
و متحف وطنا تحت سقفو صار
بِ محمد و يسوع يجمعنا
بلش شهر رمضان بالفعل المليح
الشهر للي طُهرو احتَل اعلى مرتبي
و قبلو ابتدا صيام للي قام من الضريح
و بعجايبو خلص قلوب معذبي
لما التقو الصومين عالخط الصحيح
صرنا سوا بأصدق نوايا طيبي
بالصوم ذاتو عم نصلي عالمسيح
و بالصوم ذاتو عم نصلي عالنبي
محمد وسام المرتضى أسودك
بترَجف الإعدا بتطليعة
رفعت الوزارة لأبعد حدودك
و متل النسر قلّعت تقليعة
بيقَدرو بلبنان مجهودك
درزي و سني و صخرة البيعة
ما بتكمل حكومي بلا وجودك
و لبنان ما بيكمل بلا الشيعة
ثم كانت كلمة لرئيسة مجلس ادارة الكونسرفاتوار الوطني د. هبة القواس شدّدت فيها على اهمية هذه المناسبة الوطنية الجامعة بعدها كانت كلمة للوزير المرتضى ورد فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم: ” واذكر في الكتاب مريم”؛ صدق الله العظيم
أصحاب المعالي والسعادة، السيّدات والسادة
نجتمعُ في ذكرى بِشارةِ مريم التي تقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا، مريم سيدةِ نساء العالمين رمزِ القداسةِ والنموذج الإنساني الأبهى للطاعة، ،
نجتمع في رحاب عيدها لنعلن عن تمسكّنا بوحدتنا كلبنانيين مجتمعين حول تكريم السيدةِ العذراء آملين أن يقودَنا هذا البعدُ الإيمانيُّ الوحدويُّ إلى وحدةٍ كاملةٍ في سائر مناحي حياتنا الوطنية”.
وقال :”إنه يومٌ جامعٌ وطنيًّا وإيمانيًّا يملي علينا أن نُطيعَ جميعُنا في عِلاقاتِنا الإجتماعية والسياسية والقانونية، دستورَ الإنصافِ والمحبةِ والتعارفِ والكلمةِ التي هي أفضل، في كلِّ جدالٍ ينشأ بيننا، كي نستطيع أن نحمي وطننا ووجودَنا فيه، فالإيمانُ أيًّا كان طريقُه ينبغي أن يجمعَ ولا يفرِّق.”
وأضاف:”لقد اختبرنا في لبنان السلام والخصام واكتشفنا أن الكلمةَ السواءَ التي يخاطبُ بها بعضُنا بعضًا هي الكفيلةُ بحفظِ وطننا. وهي المدخلُ إلى إزالة جميع المعوّقات التي تقفُ حاجزًا دون إنجاز الاستحقاق الدستوري الأوّل أي انتخابِ رئيسٍ للجمهورية. فوجب علينا من ثّمّ اللجوء الى الحوار والتلاقي والاتحاد حول المصلحة الوطنية العليا أمّا انتظار الاتفاقات الإقليمية أو الدولية فإنّه لا يجدي قطعًا.”
وتابع المرتضى :”فمريم كانت سيدة نفسِها لا تخضغ لغيرِ الله، ولذلك قبلت كلمة ربّها فورًا حين بشرّها الملاك، وحملت يسوع المسيح في أحشائها راضيةً مؤمنة، من غير أن تنظرَ إلى ما يتقوّله عنها الناس، من حَسَنٍ أو سوءٍ، هكذا علينا نحن أيضًا أن نحتضن الكلمة الحسنى في قلوبِنا وأفكارِنا وأعمالِنا، وأن نلوذ بها وحدها، ونظلَّ أسيادَ أنفسِنا فلا نتوقف عند ما يخططه أو يراه لنا الخارج.”
وتتفقون معي أيها الأحبة على أن البشارةَ كما علمتنا إياها مريم هي تحريرُ النفسِ من الخوفِ والطاعةُ المطلقة للحقِ والاستعاذةُ الدائمة من الشيطان الرجيم. لذلك أدعو إلى التركيز في ثقافتِنا السياسيةِ على ما يجمعُ أبناءَ هذا الوطنِ حولَ الحقِ والقيمِ والمصلحةِ المشتركةِ في حفظِ التنوّعِ والوعي لما يُحاك لنا ومن غير هذا الوعي لن ننجح في حفظ الكيان وصونِ سيادته. “
واردف :”أيها الحضور الكرام،
ليس هذا مقامَ خُطبٍ أو عظات. لكنَّ الواجبَ دعاني، في هذه المناسبةِ التي ألَّفَت قلوبِ اللبنانيين ووحَّدتْها، إلى التذكيرِ بما ذكَّرْت. وبي رجاءٌ أن يكونَ كلُّ من أيام السنةِ عيدًا للبشارة نحيا في ظلال معانيه الساميةِ ” فكلّ يومٍ لا يُعصى الله فيه هو عيد” على ما يقول الإمام علي سلام الله عليه”
مستطردا :”ومن هذا الباب يصح القول:
كل يوم نحفظ فيه وحدتنا، ونفرح فيه بتنوعنا، ويحرص فيه واحدُنا على الآخرِ منّا ويطمئنه في وجوده وايمانه ومقدّساته وحضوره الفاعل يكون عيدًا من أعياد مريم العذراء.”
وختم وزير الثقافة قائلًا:”السلام على صاحبة الذكرى وعلى ثمَرَة بطنها سيدِنا يسوع المسيح يوم ولد ويوم غادر عالمنا الأرضي ويوم يعود مخلّصاً، والسلام عليكم جميعًا وعلى وطننا الحبيب لبنان ورحمةُ الله وبركاته.”
وتلا الكلمات امسية فنية للمناسبة احيتها فرقة les Solites de Beyrouth بقيادة المايسترو. فرناندو عفارة رافقه الاورغنيست الفرنسي ايف لا فارغ وتخللها اناشيد صوفية من وحي المناسبة لكل من الاب افرام حبتوت وأحمد حويلي.