“لبنان “وطن للملجأ أم وطن للمنفى ؟
ريتا بشارة
كما نعلم ، تاريخ لبنان يمتد إلى العصور القديمة، حيث كانت المنطقة تسكنها العديد من الحضارات والإمبراطوريات، مثل الفينيقيين والرومان والعرب والصليبيين والعثمانيين وغيرهم. وقد حكمت فرنسا لبنان لمدة ٢٣عامًا قبل الاستقلال في٢٢ تشرين الثاني ١٩٤٣. ومنذ ذلك الوقت، شهد لبنان حروبًا داخلية وصراعات سياسية واجتماعية واقتصادية، ولكنه ما زال يحتفظ بمكانته الثقافية والتاريخية المهمة في المنطقة. على مر العصور، خضع لبنان لموجات من السيطرة الخارجية لشعوب ودول أتت من كل الأصقاع، ومنهم قدماء المصريين والآشوريين والبابليين والفرس والإغريق والرومان والعثمانيين والفرنسيين. اذا عدنا الى الماضي ، ننوه بأن لبنان كان موطنا لاقدم الحضارات البشرية في العالم ، فنلاحظ ان ميزة لبنان التاريخية انه صار ملجأ للشعوب المضطهدة والجماعات الدينية والمذهبية والاتنية التي اصلتت على رقابها السيوف في شرق استخدم العنف والقتل سبيلا الى السلطة والحكم، فهذه الفئات ما وجدت لها ملاذا امنا الا جبال لبنان المتواضعةوالفقيرة والحامية من الجور والظلم والاستعمار والاضطهاد ،فجلبت عليه الاثقال والهموم .
اذا فنحن غرباء في هذا الوطن ونزلاء فيه ، وكل فرد منا حفيد لهذه الشعوب المختلفة ، و ما يزال هذا الوطن الجريح والمتعب لا راحة فيه ولا سلام ، يرزح تحت اثقال ضيوفه والهاربين اليه.مما يدفعنا الى السؤال ، هل لبنان هو ارض وضعت لتلاقي وجمع ولم المجموعات المشتتة والمنثورة ام ضحية لخطط واستراتيجيات لشن الحروب على المجتمعات المستضعفة كون اللاجئ والهارب هو سبب وحافز لافتعال النزاعات وليس نتيجة لها ؟ ام لبنان يسير نحو الزوال كونه المنفى الصامت للشعب المضطهد والمعزول والمغلوب على امره فحسب؟