خمس مفارقات في الرؤية والسياسات تحتاج الى مقاربات مختلفة لنلافي الانفجار ..!!
*كتب علي يوسف
اذا لم يصار الى مراجعات مكشوفة واعتماد مقاربات مختلفة في الرؤية والسياسات فإن البلد سيبقى بين حدين سياسيين في انتظار الانفجار بين حد الدحلانية العميلة وبين حد الخدّامية التي تضمر مالا تقول وتقول ما لا تضمر بتذاك هزلي لا ينفع الا في حالات تنفيذ الوصاية والقبول بالوصاية…
١- فمثلا عندما ما يقال ان هناك دولة ضمن الدولة في لبنان فهذا القول يحمل الحدين ..بالاهداف طبعا..الا انه في كل حال مجاف للحقيقة ..والحقيقة هي ان لبنان تكوينا وواقعا وسياسات لا يملك صفات الدولة واذا كنا نود تعبيرا دقيقا هو عبارة عن مجموعات تعيش في كيان غير واضح الهوية ولا الرؤية باستثناء هوية وهمية اعطيت له وهي هوية السمسار بين الشرق والغرب واستبدلت كلمة السمسرة بكلمة الوسيط وهو ما يتم حاليا اعتماده في تسمية الوسطاء في قضية حرب الابادة على غزة … وطبعا من طبيعة سلطة السمسار الزبائنية والتبعية والانصياع والاستذلال لأن الهدف هو الكسب المادي ولا مكان للكرامة في كل ذلك ..!!!؟ وحين تظهر اي مجموعة خصوصا اذا لم تكن اساسية في حساب تركيب توازن سلطة الكيان وتحمل قيما مختلفة تعتمد هوية ذات ابعاد قيمية وحقوقية وانسانية وسيادية وتعطي الاولوية للكرامة والشرف والقيم والحقوق على حساب المصالح المادية يتم اعتبارها خارجة عن “اللبنانية” الماركة المسجلة كشركة تابعة للغرب الاستعماري …!!؟؟؟؟؟
٢- والمثل الثاني المثير للاهتمام هو في محاولة استكشاف الفارق بين الحكومات الميقاتية في عهد الرئيس ميشال عون وبين الحكومة السلامية في عهد الرئيس جوزاف عون … الملفت ان الفارق بينهما ليس عميقا كما يعتقد الكثيرون ويعتبرون ان الحكومات الميقاتية هي كانت حكومات الممانعة وان الحكومة السلامية هي الحكومة المضادة للممانعة …!!!؟؟؟؟؟؟ هذا الاعتقاد سخيف ووهمي والحقيقة ان حكومات الرئيس ميقاتي كانت في عهد الرئيس ميشال عون تنصاع “تحت الضغط ” لتنفيذ المؤامرة الاميركية في افقار الشعب اللبناني تمهيدا لضرب المقاومة من خلال اضعافه و اضعاف عناصر المواجهة والصمود في حين ان الحكومة السلامية تقوم في عهد الرئيس جوزاف عون بالمشاركة الفعلة في تنفيذ المؤامرة الاميركية الهادفة لضرب المقاومة ونزع سلاحها وادخال لبنان في منطومة الدول الخاضعة للارادة الاميركية الصهيونية وان كانت المقاومة تشارك في هذه الحكومة بوزراء شهود زور على ما تدل ممارستهم ودورهم حتى الآن …!!؟؟؟؟
٣- والمثل الثالث الأكثر اثارة للاهتمام هو هذا الاختلاف المسرحي في تفسير البيان الوزاري الذي تم تكوينه بتجميع جمل كلٌّ يفسّرها على ليلاه تطبيقا للمقصد الذي وضعت من اجله ليحكم في النهاية ميزان القوى اذا ما استقر أو يؤدي الى الفوضى في حال عدم استقرار ميزان قوى ..!!؟؟؟
٤- والمثل الرابع المثير للدهشة هو الكلام عن الاستراتيجية الدفاعية من قبل المقاومة وحلفائها واستراتيجية الأمن الوطني من قبل رئيس الجمهورية وعدم فهم رئيس الحكومة لهذين العنوانين واستغرابه حول علاقتهما بموضوع نزع سلاح المقاومة وحصر السلاح بيد السلطة الذي نص عليه البيان الوزاري ..؟؟؟؟
وبغض النظر عن موقف نواف سلام المتماهي مع الموقف الاميركي بشكل كامل خصوصا وان حكومته بل السلطة بكاملها تم تشكيلها من قبل الجانب الاميركي بمساعدة سعودية ..!وبغض النظر عن محاولة رئيس الجمهورية استبدال الحوار حول “الاستراتيجية الدفاعية “بالحوار حول “استراتيجية الامن الوطني “بما يلغي عمليا فكرة الدفاع عن الوطن التي لا يخفي رئيس الجمهورية موقفه الواضح منها من كونها تتأمن عبر الدبلوماسية وتلغي بالتالي فكرة وضرورة المقاومة.. في عملية تذاكي لتحوير مهمة الحوار من الدفاع الى “الاستقرار الداخلي ” ..!!!؟؟
بغض النظر عن هذين الموقفين فإن طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية وكأنه مسألة دفاع عن الوطن هو طرح ناقص ووهمي ..!!!! فالاستراتيجية الدفاعية هي في الحقيقة مسألة تكوينية لمشروع دولة كونها تتعلق بتحديد الهوية والاعداء والاصدقاء والدور في الجغرافيا السياسية من جهة ومن جهة ثانية بمسألتي الامن الوطني و الأمن القومي انطلاقا من الهوية وهي بالتالي ليست حوارا حول سلاح المقاومة كسلاح مادي ؟؟؟!!!!
من هنا فإن الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية سيكون في حال حصوله وبالمحتوى المطلوب الاستراتيجي هو اول حوار على طريق تحويل الكيان اللبناني الى دولة لبنانية حرة مستقلة ذات هوية واضحة ومعززة برؤية للامن الوطني والأمن القومي و سيجعل من لبنان في حال نجاحه دولة رائدة في السيادة في المنطقة ودولة رائدة في مسيرتي التحرر والتنمية في المنطقة ..!!!؟؟
٥- والمثل الهزيل يأتي عندما يتنطح بعض المسؤولين والمثقفين والصحفيين والمحللين الى القول ان الدولة هي ارض وشعب ومؤسسات ..؟؟؟؟؟
وفي الحقيقة ان الدولة هي ارض وشعب وهوية وان المؤسسات هي ادارات تنفيذية في الدولة وليست من اركان الدولة ….! والفضيحة الاكبر حين يطلع علينا احدهم ويقول نريد ان نبني دولة المؤسسات..؟؟؟ فتصبح الدولة تابعة للمؤسسات ..؟؟؟ مع العلم ان التعبير الحقيقي هو القول مؤسسات الدولة فتكون المؤسسات تابعة للدولة .؟؟؟
وقد يعتبر البعض ان هذا الأمر هو خطأ شائع ولكنه ليس كذلك فمسألة تغييب الهوية في بنيان الدولة هو تغييب مقصود و لجعل الدولة كيان حكم وليس وطن مع ما يستتبع ذلك من تغييب لوعي يلغي الحصانة الفكرية الوطنية..؟ وهي امور تعمل عليها مؤسسات دراسات مهمتها تأمين وسائل تسهيل السيطرة والنفوذ …؟؟!!!!
هذه المفارقات في الرؤية والسياسات تحتاج الى مقاربات جديدة كمصلحة وطنية …!!!
*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحفيين