سلطان العشّاق
الأديبة زينة جرادي
وكأني هاربةٌ من أساطيرِ عِشقٍ
مضطرِبَةٌ كنارٍ في حطب
ارتدتِ المرايا خيالَكَ كَلَوحةٍ مُعلَّقة
تعودُ على شَفَتَيْ نهرٍ بضحكةٍ باهِتَة
بعد أن عَرَا العينينِ من دمعي رَمَدْ
تبحثُ عمّا انسكبَ من حنيني يومًا
تُشرِقُ من عُمْقِ الظلام
مُمْتَطِيًا قِنديلَ العَتْمَةِ حينَ يغيبُ وجهُ الشمسِ
تَأتيني على فِراشِ الوِصال
مُرتديًا وجهَكَ الحريرِ لأرحلَ معك
كنجمةٍ انبَثَقَ نورُها
فأضاءت تقودُني إلى نفسِ الطريق
يرتجِفُ جسَدي ويُجافيني النوم
تحترقُ نظراتي برؤيتِك
هَمَستُ حينَ لفَّكَ شالُ الرحيل
لم يبقَ من أحلامي إلّا القليل
اختَنَقَتْ فُصولُ الحُبِّ المستحيل
أغلقتَ قلبَكَ كَنايٍ سُدَّتْ عيونُهُ فتوقَّفَ لحنُه
كَحَطَبٍ عجوزٍ في مواقِدِ الحُبِّ هَمَد
ترقُصُ رقصَةَ النَّدَمِ على حِفَافِ الجوى
أتنسى أنكَ ظِلّي
أنكَ الكونُ تُداعبُ كُلّي!
تسألُني عنِ الأحلامِ الصاخبةِ تحتَ الرَّماد
اِشربْ كأسَكَ المُترَعَ بالدُّموع
فالقلبُ المُدَجَّجُ بِالذكرى مهجورٌ على حَافَاتِ وَعْد
إني تَعِبتُ من السُّهاد
من اللَّحاقِ بمن هَجَر
بَهِيٌّ أنتَ يا حُبُّ حينَ يتسابَقُ العاشقونَ إليك
آنَ لكَ أن تطرُقَ بابي
سلطانًا متربعًا في مِحرابي