إلى كلّ امرأةٍ
عندما يمسحُ الوجود على جفني الأمل ، يعدُه بلقائك كي يشعل في جنونه شذرات الشوق الملتهب ، فيحرق كلّ اللحظات العجاف التي سرقت منه سحر محيّاكِ ، ويعظمُ اللقاء ..
أنتِ الأمُّ التي يرتمي في أحضانها التعب ، تهدهدُ أنّاته وتمسح عن جبينه عرق الخوف المرتجف .. فيبرأ الألمُ على صدرٍ يضجُّ بالأمان ويهمسُ للروح المتعبة بصلاة قدسيّة تمحو كلّ أثقال العمر الحزين …
أنتِ الحبيبة التي تملأ مساحة الذاكرة وتكبرُ في عبير الأمنيات لتلوّنَ فرح الربيع . عناقك وطن مسيّجٌ بالوجد ،
ابتسامتكِ زغردات مهاجرة من نبض الفرح ، وتلك الشفاه الخجلى تنحني لاعترافها أبجديّاتُ العشق ويطولُ الزمان…
أنتِ الصديقة التي تؤتمنُ على الأيّام ، يلوذُ بك الصمت بكبرياء والكلمات تتسابقُ إلى مسامعك علّها تصيرُ يومًا حكاية نجاة .. وفي رحلة النسيان تبقين وحدك في إطارٍ من حنين لأنّك كنت الحقيقة …
أنتِ الصابرة المجاهدة التي تحيل تجاعيد السنوات إلى جدائل معتّقة بالعِبر ، وتعاندُ أساطير النوم بحلم يسايرُ الليل الوحيد …
أنتِ المحاربة التي تنتصرُ في كلّ معارك المحبة ، وأمام نصلِ رمشك تكسّر جبروت البعد ولؤم الخذلان وتسابقت الكلمات لتفوز منك بسماح …
أنتِ العارفة بأسرار الصمت ، تنصتين إلى صدى آهاته بحكمتك الباذخة ، تغيثين الملهوف بلا منّة وتقسمين على السماء أن تنصفه بأمنية …
حواء يا مرآة الخلود …
أول القصّة وآخرها …
من رحمِ الجمال تولدين وتصيربن في كلّ عمرٍ حياة ، وتتقنين لغة الملائكة الذين يحملون إلى عينيك نورًا معمّدًا بالعطر .. فتشرقين ..وتشرقين … وتهلّلُ الطيور لتحيّي سيدة الأرض وابنة السماء …
كلّما فاضت عيناك بالدموع ، لا تمسحيها ! اتركيها تروي خدّيكِ بقطرات زمزميّة … وتفنّني في رسم كحلٍ أسود يدفن كلّ أحزانك …
رانية مرعي