تذكر ما حدث لروما!
ريتا بشارة
اذا استرجعت شريط الازمنة الى الوراء ، تستذكر كل الاحداث التاريخية التي وقعت وخاصة اذا ركزت على الإمبراطوريات او الدول العظمى الحاكمة بشكل مباشر وشبه مباشر عبر العصور والتي كان يحكمها عاهل يلقب بألقاب التفخيم والتمجيد كظهور أباطرة بمسميات مختلفة عبر التاريخ فبعضها أطلق عليه لقب الملك مثل بريطانيا وبعضها لقب بالقيصر مثل روسيا القيصرية أو زعيم الاتحاد السوفيتي بأسماء مختلفة مثل السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي ورئيس الاتحاد السوفيتي على غرار المثال :امبراطورية مصر القديمة (الفراعنة )( من سنة 3150 وحتى سنة 31 ق.م)، الامبراطورية الرومانية (753 ق.م – 509 ق.م)،الامبراطورية الأكادية (2200-2300 ق.م)، الامبراطورية الفارسية (27-476ق.م)، الامبراطورية الاشورية (609-934ق.م)، الامبراطورية الصينية -حكم كينج- (1890–1912)،الامبراطورية الروسية (1721-1917)، الدولة الأموية (661–750م)، الدولة العثمانية(1299-1922)، الاستعمار البريطاني(1600-1955)،الاتحاد السوفياتي (1917-1989) والخ….ترى انها سقطت وانهارت! واذا اطلعت على اسباب وعوامل زوالها تدرك اذن ان الطمع والطبقية و الانانية في الاحتفاظ بالكرسي على حساب الشعب و أولويات مصلحتهم ، ووجود منافسين أقوياء هزموها عسكريا واقتصاديا مثل ما حدث مع الامبراطورية الفرنسية والألمانية، والافراط في توسيع الامبراطورية مثل ما حدث مع الامبراطورية الرومانية والعثمانية، وهزيمة الامبراطوريات أمام خصومات ضعفاء بدعم من امبراطوريات منافسة اخرى هي الدوافع الخطيرة والجسيمة التي ادت الى هدمها السابغ .اذا نظرت كيف كانت روما الكبيرة والقوية تحكم العالم انذاك وكيف سقطت بسبب أسوأ القيادات الفاسدة والخائبة والغير الكفوءة والطماعة التي مرّت على تاريخها بالاضافة الى الامبراطورية العثمانية التي في ذروة قوتها امتدت عبر ثلاث قارات وشملت مجموعة واسعة من الثقافات والأديان واللغات و ازدهرت لمدة 623 عاما وانهارت بسبب التضخم والتنافس والبطالة ،لقد كان كل قسم من أجزاء المملكة الضخمة متنوعا ثقافيا واقتصاديا، وأراد سكانها في النهاية التحرر.وبالتالي الامبراطورية التي “لا تغيب عنها الشمس”، التي كانت على عرش أكبر الإمبراطوريات مساحةً فى التاريخ، ومع حكمها لأكثر من ربع سكان العالم وقيادتها للتطور العلمي والاقتصادي فى التاريخ الحديث فإن سلطتها لم تقف عند حدودها الجغرافية بل امتدت إلى جميع أنحاء العالم فكانت الحرب العالمية وخسارة الهند أكبر النكسات التي تعرضت لها الإمبراطورية والتى أدت فى النهاية إلى انحسارها والى ماهنالك ….فتلاحظ وتستنتج ان كل قوة عظمى ارضية ستضغف مع الوقت ، كل امبراطورية ستنتهي وستولد ولاية وزعامة اخرى وهكذا دواليك …فيجب على السادة ان يتعلموا من التاريخ ومن التجارب الماضية الخاذلة ان الجبروت والظلم والطغيان وسيادة شريعة الغاب لا يؤدي الى جداء او منفعة . والعبرة التي تتعلمها من استحالة وجود لكيان سرمدي سواء كانت امبراطوريات او دول في حكمها خارج قوانين التنمية والتطور والعقلانية والرشادة القائمة على حقوق الاخرين بموجب المعايير المقبولة من كافة اصحاب المصلحة المشتركة في الوجود.فتكتفي فقط بهذا الشريط القصير للتذكير بضرورة دراسة انتقادية للتاريخ لاخذ العبر والدروس المفيدة لواقعنا الحالي والمستقبلي ، والتفكير بالحاضر والمستقبل وكيفية تحسينه من البكاء او التباهي بالماضي.فتذكر ما حدث لروما!