مركز لتطوير المهارات في جامعة الروح القدس… لسد الفجوة بين التعلم الأكاديمي والاحتياجات العملية للصناعة
أطلقت جامعة الروح القدس – الكسليك “مركز تطوير المهارات” خلال حفل رسمي حضره وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، النائب نقولا الصحناوي، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد الركن يوسف حيدر، نقيب المهندسين في بيروت عارف ياسين، رئيس الجامعة الأب طلال هاشم، أعضاء مجلس الجامعة، عميد كلية الهندسة في الجامعة البروفسور جوزيف الأسد، إضافة إلى عدد من شركاء المركز والأساتذة والطلاب وفعاليات سياسية وعسكرية وديبلوماسية ونقابية وبلدية وتربوية وثقافية…
حفل الإطلاق الرسمي
حجيج
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة تقديم لعريفة الحفل الأستاذة في الكليّة الدكتورة ماري ريتا حجيج نوّهت فيها بالرؤية التي يتمتع بها هذا المركز الذي يتم إطلاقه رسميًا اليوم، بتوجيه ودعم مباشر من رئيس الجامعة.
الأسد
ثم قدّم عميد كليّة الهندسة في الجامعة البروفسور جوزيف الأسد عرضًا مفصّلًا عن المركز، متناولًا فكرة تأسيسه وأهدافه ومهامه على صعيد بناء القدرات العملانية عبر جمع ثلاثة أفرقاء أساسيين الجامعة والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص. يعمل المركز على تحديد حاجات الشركات والمؤسسات الخاصة، العمل على تصميم برامج التدريب مع المنظمات الدولية بناءً على المعايير الدولية من أجل تدريب اليد العاملة المناسبة وادخالها في سوق العمل عبر المؤسسات الخاصة.
ياسين
من جهته، أشار نقيب المهندسين في بيروت عارف ياسين إلى أنّ “الشعب اللبناني يؤكد، مرة جديدة، أنّ لبنان سيبقى منارة الشرق مهما واجه صعوبات وعاش أوقات عصيبة. وقد عرف لبنان، بعد الحرب الأهلية، تراجعًا في مستويات عدة، إلا أنّ السياسات التعليمية في القطاعين العام والخاص ما زالت تعطي نتائج إيجابية وتُثبت أنّ لبنان سيبقى منارةً للعلم والمعرفة وجامعة الشرق ومستشفى الشرق أيضًا. ويأتي لقاؤنا، اليوم، في إطار هذه الروح المتطلعة إلى الأمام والتطوير خدمةً للبنان واللبنانيين. ويترتب علينا أن نعمل جاهدين لنبقى في بلدنا ونحافظ عليه ليكون، كما دائمًا، مساحة للتعدد الديني والثقافي والسياسي. ويكمن دورنا الأساسي في الحفاظ على مستوى التعليم الهندسي العالي ومراقبة الجامعات وما تقدمه من برامج هندسية”.
الأب طلال هاشم
وألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب طلال هاشم كلمة اعتبر فيها أنّ “الجامعة لطالما كانت ملتزمة ببناء أصحاب الرؤى والمبتكرين والقادة. وإنّ مركز تطوير المهارات ما هو إلاّ دليل واضح على هذا الإلتزام، فهو يشكّل جسرًا بين العالم الأكاديمي والمتطلبات الديناميكية لسوق العمل العالمي. وفي هذا الإطار، جرى تأسيس هذا المركز انطلاقًا من الحاجة إلى تدريب شبابنا على مختلف أنواع الوظائف وتحسين فرص توظيفهم على المستوى المحلي والدولي، والتأقلم في عالمٍ يعرف تطورًا تكنولوجيًا متسارعًا، وإعداد المتدربين وتزويدهم بالمهارات الضرورية. ومما لا شك فيه، إنّ فكرة تأسيس المركز من شأنها أن تبني مستقبلاً لتمكين الطلاب والمجتمع الأوسع وتغرس المعرفة والمهارات العملية الضرورية في السوق العالمي الذي يشهد على تطورٍ جدّ سريع”.
وتابع: “تكمن مهمة مركز تطوير المهارات في تنمية المهارات الشاملة التي تلبّي احتياجات سوق اليوم وابتكار الغد. ويسعى المركز إلى أن يكون حجر الأساس في التطوّر المهني ومحرّك النمو الاقتصادي في ظل تشجيع المستفيدين من خدماته ليكونوا منشئي الوظائف وليس مجرد طالبيها، وبالتالي، ليكون لهم أثرًا إيجابيًا للمساهمة في التنمية المستدامة في لبنان والخارج. هذا ويجسّد المركز وعدنا الصريح لنقدّم ليس التعليم فحسب، إنما تمكين المهارات المستهدفة للجميع، ويفتح الباب أمام فرص جديدة ويعكس التزامنا بأنّ كل فرد في المجتمع يمكنه أن يسخّر قدراته ويساهم بفاعلية في مجتمعه”.
الوزير القرم
وألقى وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم كلمة قال فيها: “بما أننا في عصر الابتكار، بات ضروريًا للبنان ليس أن يشارك في الثورة الرقمية فحسب، بل أن يقودها متسلحًا بمواردنا وبالقوة العاملة الماهرة والطموحة. ومن هنا، تلتزم وزارة الاتصالات بكبح هجرة الأدمغة التي تواجه أمّتنا وبالصمود والمحافظة على المتميزين في وطنهم ليحظوا بفرصتهم للتفوق والابتكار. وفي ظل هذا الحدث، نعترف بالحاجة إلى علاقة تكاملية بين العالم الأكاديمي وعالم الأعمال. ولهذه الغاية، أطلقنا حوارًا استراتيجيًا مع أقطاب الصناعة لنضمن أن تتماشى خبرات مؤسساتنا التعليمية مع متطلبات سوق العمل ومع الفرص التي يتيحها”.
وأكد: “إنّ مهمتنا واضحة، فهي تتمثّل بمزامنة المسارات التعليمية مع مسارات الأوساط الصناعية وبتعزيز مكان عمل جاهز واستباقي في مجالات عدة، مثل 5G، الذكاء الاصطناعي، الأمن الإلكتروني… وقد قامت الوزارة، بالتعاون مع أوجيرو، بوضع بنى تحتية رقمية حيوية لتطوير هذه القطاعات. إنّ هذا الحدث ليس مجرد افتتاح، بل هو تعبئة تدعونا جميعًا إلى تحويل القدرات إلى عملٍ وفعل. نحن هنا لنبني الجسور بين أفكار اليوم وتكنولوجيات الغد، بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، وبين تطلعات شبابنا ونمو اقتصادنا”.
الوزير بوشكيان
وفي ختام الجلسة، تحدث وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان مؤكدًا “أن الحياة في لبنان لن تتوقّف. العدوان لن يردعنا عن المواجهة، والتقدّم، والعلم، والبناء. قدرنا العيش بالخطر والتحديات، قرارنا التغلّب والانتصار عليها. لن تمحوا أحلامنا ومشاريعنا. نحن أقوياء بإيماننا ورجائنا وكرامتنا”. وقال: “سلام إلى أهل الجنوب الصامدين، دعاؤنا بالشفاء الى المصابين، عزاؤنا الى أهالي الضحايا، ضحايا الاجرام”.
وأضاف: ” نلتقي اليوم لإطلاق مركز تطوير المهارات. أهنئ جامعة الروح القدس ورئيسها على هذا المشروع الحيوي-الاستراتيجي-العملي- الهادف الى ربط الأكاديميا بالصناعة، أي ايجاد نوع من التفاعل والتكامل بين المجال التعليمي والحقل الصناعي. الفرص متاحة، يجب تأمينها بشكل يلائم ويلبّي الحاجات المطلوبة. الامكانات كبيرة والاستثمارات جاهزة. وأجزم أن الجامعات في لبنان مهيّأة أيضًا ومستعدّة ببرامج تعليمية جديدة ومتطوّرة”.
وختم مؤكدًا: “نحن نعمل على تخفيض العجز وتكبير حجم الاقتصاد. الخلل في الميزان التجاري لن يدوم. وستعود ثقة المغتربين بلبنان أكثر فأكثر. شبابنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الصناعية هي القيم المضافة في مجتمع طموح يتمتّع بقدرات ومؤهّلات تجذب الآخرين، وتجعل منه شعباً فخوراً عزيزاً ومميّزاً”.
الجلسات
وكان قد سبق الحفل انعقاد جلسات تناولت المواضيع التالية: “الإبحار في المشهد المهني والتقني في لبنان”، المواهب الجاهزة للتكنولوجيا: تنمية المهارات اللازمة للعصر الرقمي القادم”، و”بذور الاستدامة نحو مستقبل مرن”، بمشاركة نخبة من الخبراء والاختصاصيين في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا والصناعة…
عن المركز:
تجدر الإشارة إلى أن مركز تطوير المهارات في جامعة الروح القدس يعد مبادرة رائدة تهدف إلى سد الفجوة بين التعلم الأكاديمي والاحتياجات العملية للصناعة. ومن خلال برامجه المتعددة الأوجه ودوراته التدريبية المتخصصة، يضمن المركز تجهيز الأفراد بالمهارات والمعرفة اللازمة لتلبية المتطلبات المتطورة باستمرار للقوى العاملة. يكمن الهدف الأساسي للمركز في تعزيز بيئة التعلم المستمر والنمو المهني. ومن خلال دمج الرؤى الأكاديمية مع الخبرة العملية، يطمح المركز إلى تنمية جيل جديد من المهنيين الجاهزين للصناعة.
وقبل إطلاقه رسميًا، حقق مركز تطوير المهارات بالفعل إنجازات كبيرة. وشهد على العديد من قصص النجاح للمستفيدين، مما يدل على فعاليته وتأثيره العميق على مسيرتهم المهنية.
ومن خلال فهم الطبيعة الديناميكية للصناعات، يسعى المركز إلى التعاون مع خبراء وقادة الصناعة، مما يضمن أن تبقى المهارات المتاحة عبر المركز ذات صلة ومتوافقة مع احتياجات سوق العمل.