الهدنة سياسيا …… : نتائج .. واقع … اكاذيب .. مخاوف ….
*كتب علي يوسف
يمكن تلخيص معاني هدنة العدوان على غزة بوقائع سياسية ثابتة منها :
١-فشل اهداف العدوان إن لجهة تحرير الاسرى بالقوة او لجهة القضاء على حماس أو لجهة تهجير الفلسطينيين من غزة …
٢-اضطرار العدو الارهابي الصهيوني المجرم لقبول تبادل الأسرى وهو احد شروط المقاومة الفلسطينية الذي كان في طليعة نتائج عملية طوفان الاقصى والذي عبرت عنه المقاومة بشعار تبييض السجون الصهيونية …
٣-تحوّل هزلي للدور الأميركي من آمر بالعدوان ومشارك فيه دعما وميدانا الى دور وسيط كما يحلو لبيان الخارجية القطرية وصفه ..
٤-ظهور عجز القمة الإسلامية -العربية عن القيام بأي دور فاعل بأي اتجاه كان ولو حتى تحت المظلة الأميركية بما يوضح الذل الاستتباعي والتطبيع الانصياعي للدول العربية والاسلامية المطبعة مع العدو أو تلك التي تلهث للتطبيع ….
٥- ظهور دور العار الذي قامت به كل من قطر ومصر جليا بحيث جاء هذا الدور وللأسف “وسيطا” …وسيطاً بين الاجرام الصهيوني للنظام القاتل للأطفال والنساء وتنفيذ المجازر والتدمير والتي شملت المدارس والمستشفيات واماكن العبادة وكل الأماكن التي يمكن ان يحتمي فيها المدنيون في غزة وبين الشعب العربي الفلسطيني في غزة الذي يتعرض لحرب الإبادة المجرمة… وقد نفذت مصر وقطر هذا الدور المخجل على المستويات العربية والقومية والانسانية والقيمية والحقوقية تحت اعلان انه يتم بالتعاون مع الدور الإجرامي الاميركي الذي يصفانه بالوسيط وبكل وقاحة الذل والانصياع والتبعية و العار على المستويين القيمي والاخلاقي … …
الهدنة واقعاً
—————
لا شك بأن الهدنة كانت حاجة ملحة لجميع الأطراف …
فهي حاجة ملحة للقيادة السياسية ولجيش الكيان الغاصب بعد الفشل المدوي في تحقيق الاهداف المحددة للعدوان وبعد الضغط الكبير الذي بدأ نتيجة الاستنكار الكبير والمتجه للتوسع للمجازر الصهيونية وبعد انساع العمليات العسكرية لمحور المقاومة والتي وصلت الى حد الحرب الإقليمية ثم إلى حد الحرب العالمية بعد التهديدات اليمنية في ما يتعلق بباب المندب ..
وهي حاجة فلسطينية بعد وصول الوضع الى حالة مأساوية خطيرة على كل الاصعدة االمعيشية والصحية والخدماتية وكل ظروف وامكانات العيش والأمان .. وبات مقبولا خصوصا بعد ان تأمن ظرف سياسي يحقق انتصارا واضحا للمقاومة وذلك بقبول العدو بالتفاوض معها لتبادل الاسرى بما يشكل اعترافا بسقوط الشعارين السياسيين الاساسيين للعدوان وهما القضاء على المقاومة وتحرير الاسرى بالقوة .
وهي حاجة لأكثرية الدول الاسلامية والعربية الداعمة سراً للعدوان الفاشل والتي باتت محرجة جدا امام شعوبها بعد ان وصلت المجازر الى حد لم يعرفه العالم قبلا وبعد ان بات ذل وانصياع وتبعية هذه الدول عبئاً ثقيلا غير محمود النتائج المستقبلية خصوصا اذا توسعت الحرب في اتجاه تحقيق خسا ئر كبيرة للمحور الغربي سيتحملن الجزء الأكبر من نتا ئجها ….
أكاذيب
———
وتخلل هذه الحرب مواقف “بطولية” ادعائية كاذبة في محاولات لكسب انجازات من جيب الغير …
هذه المواقف تمثلت بموقف كل من مصر والأردن من مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة باتجاه سيناء المصرية ومن الضفة الغربية باتجاه الاردن ..
وقد حاولتا مصر والاردن اظهار موقفهما وكأنه نابع من دعمهما للقضية الفلسطينية وهو في الحقيقة نابع من مصلحتهما ولا علاقة له بدعم الفضية الفلسطينية .. ولو كان غير ذلك فأين كان الموقف المصري من فتح معبر رفح والذي خضع في التعامل معه للقرارات والرغبات الصهيونية على نحو كامل رغم ان هذا المعبر هو بين مصر وبين غزة غير المحتلة ولكن مصر تخلت عن سيادتها وسمحت لجنود اسرائيليين بتفتيش الشاحنات التي ستدخل الى غزة في المعبر وعلى الارض المصرية … كما ان الرئيس المصري قال علنا متوجها الى قيادة العدو انه في حال ارادوا افراغ غزة من المدنيين للقضاء على حماس يمكنهم نقل المدنيين الى النقب ثم اعادتهم بعد انجاز مهمة القضاء على حماس بما يؤكد عدم معارضته لتصفية حماس و ان خوفه من تهجير المدنيين الفلسطينيين يتعلق بتهجيرهم الى سيناء واقتطاع ارض لهم من الارض المصرية وليس موضوع حقوق الفلسطينيين في ارضهم وحق المقاومة بتحرير الارض …
كما ان موقف الاردن ينحصر في عدم تهجير الفلسطينيين الى الاردن لأنه يعلم ان ذلك سيتدرج الى تحويل الاردن الى دولة بديلة للفلسطينيين وبالتالي انهاء عرشه …
ولو كان هم مصر والاردن هو القضية الفلسطينية لكانا قد اتخذا على الاقل قرارا بتعليق اتفاقات التطبيع الانصياعي على الاقل ان لم نقل الغاء هذه الاتفاقات المذلة لا ان يكون موقفهما اقل عروبة بل و أقلّ انسانية حتى من مواقف دول ليست عربية وبعيدة عن المنطقة كدول اميركا اللاتينية مثلا ….!!!!
ولا تكفي الاشادة الكاذبة البروتوكولية بموقفي مصر والاردن من قبل حماس وآخرين لتغطية هذا التكاذب العروبي ….!!!
مخاوف
———-
سأكتفي في هذا الموضوع بالإشارة الى أنني قرأت في كلمة اسماعيل هنية بعد بدء الهدنة ما يتضمن ملامح لخفض السقف السياسي لحماس تحت غطاء الاشادات بأدوار الوساطات و مواقف الاكاذيب العروبية ….!!
سوف اتحفظ حاليا بذكر التفاصيل والخوض فيها خصوصا وان مواقف وتضحيات القيادة الميدانية لحماس من السنوار الى ابو عبيدة الى المقاتلين الشرفاء العظام في القسام في الميدان هي نماذج لأشرف وانصع المواقف والتضحيات ..
ويبقى التساؤل حول سر التحولات التي تصيب قيادات فلسطينية وحتى غير فلسطينية بعد زياراتها لقطر ومصر بدءاً من خالد مشعل وباقي السلسلة …..!!!
*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين