كتاب مفتوح إلى دولة الرئيس المكلف القاضي نواف سلام…. مع التمني له بنجاحه في تشكيل حكومة وطنية جامعة للكفاءات في وطننا الحبيب لبنان
كتب العميد البروفسور المهندس تيسير عبَّاس حميَّة العاملي في صحيفة البناء
أيها اللبنانيون الشرفاء تحياتي لكم ومحبتي سائلاً الله عز وجل أن يكون لبنان وطناً لكل بنيه بمن فيهم أولئك الذين طعنوا المقاومين الشرفاء في ظهرهم وتماهوا مع العدو الصهيوني وبرروا التدمير البربريّ للبنان وإبادة جزء من الشعب اللبناني وأظهروا حربهم الضروس على وسائل التواصل المرئية والمسموعة والمقروءة… آملا أن يتوقفوا عن ذلك من أجل مصلحة لبنان…
أتمنى أن يكون لبنان لجميع أبنائه وطناً بمن فيهم الذين لا يكلّون ولا يملّون من صناعة الفتن الداخلية ليلاً نهاراً وسراً وجهاراً ويقبضون الأموال الطائلة ثمناً لفتنهم وخدمة لأعداء أمتنا… متمنياً عليهم أن يكتفوا بما لديهم ويعودوا إلى حضن الوطن…
أتمنى أن يكون لبنان وطناً لجميع أبنائه بمن فيهم أولئك النواب والمسؤولون الفاسدون المرتشون والمرتهنون للخارج والذين يأتمرون بأوامر الأميركي عند كل استحقاق وطني، كما بات واضحاً لكل ذي عقل لبيب والذين يرفعون لواء التغييريين والسياديين والمستقلين… وأن يتوقفوا عن إعطاء ولائهم للدول الأجنبية وأن يحصروا ولاءهم للبنان وفقط لبنان…
إن أول تجربة يخوضها دولة الرئيس المكلف القاضي نواف سلام سوف تحدّد المستقبل لوطننا الحبيب لبنان، خصوصاً أن دولته صرّح أنه لا يريد إقصاء أيّ لبناني وأن يده مفتوحة وممدودة لكلّ اللبنانيين… نتمنّى له أن ينجح في مهامه ويكون لبنان ملاذاً لكل أبنائه…
دولة الرئيس نواف سلام نتمنّى عليكم بادئ ذي بدء وأنتم القاضي والحكم أن تبعدوا عنكم أولئك الوصوليين والانتهازيين المربوطين بالخارج ويأتمرون به ويدّعون التغيير والسيادة والاستقلال والذين يعملون ضدّ شعبنا وضدّ مقاومتنا وضدّ جيشنا الوطني في الليل والنهار ويعملون على زرع الفتن بين اللبنانيين أينما حلّوا ولهم شاشاتهم الإعلامية المتماهية مع العدو الصهيوني الإرهابي. ونتمنى عليكم أن تضعوا حداً لأولئك الموتورين الذين يحاولون تدمير الوطن عبر تصريحاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية في كل زمان ومكان وهؤلاء معروفون من القاصي والداني، فحبذا لو يكون هؤلاء خارج دائرتكم الوطنية…
يا دولة الرئيس المحترم، إنّ إمام المحرومين المغيّب سماحة السيد موسى الصدر كان أول من نادى بإلغاء الطائفية السياسية من الدولة اللبنانية واستمر دولة الرئيس نبيه بري على هذا النهج وقد بُحّ صوته وهو يطالب بأن يكون لبنان دولة مدنية عصرية خارج القيد الطائفي إلا أنّ الطائفيين والذين يدّعون السيادة والحرية ما زالوا يرفضون ذلك حتى اليوم وهم الذين يريدون شرذمة الوطن وتفتيته وتقسيمه، فهل يمكن لدولتكم الموقرة أن تساهموا في إلغاء هذه الطائفية البغيضة التي تمنع لبنان من الرقي والتقدم والاستقلال الفعلي؟!
يا دولة الرئيس إن وطننا يسرح العملاء فيه ويمرحون منذ عشرات السنين وهم عدة الشغل التي يستخدمها العدو المحتل ويحاربنا بهم، فهل يمكن لدولتكم المحترمة أن تفعلوا شيئاً لتضعوا حداً لهذا التفلت الموجود في وطننا الحبيب لبنان والذي يساهم في تخريب وتدمير أمتنا على جميع الأصعدة؟
يا دولة الرئيس إنّ أرضنا ما زالت محتلة ومزارع شبعا وكفرشوبا تئنّ وتطالب أن تعود إلى حضن الوطن في الوقت الذي ما زال العدو الصهيوني يقتل اللبنانيين ويدمّر قراهم وبيوتهم في جنوب الليطاني وفي شماله، وقد وعدتم أن تحرّروا هذا الوطن من ربقة الاحتلال حتى آخر شبر من أرضه.. ونتمنى أن تنجحوا في مهامكم وتكونوا رئيس الحكومة الجامع للبنانيين جميعاً على أسس راقية ومبادئ الأخلاق السامية.
يا دولة الرئيس المنتخب، إنّ الفساد والمفسدين في الأرض يعششون في هذا الوطن منذ إعلان الجنرال غورو عن قيام دولة لبنان الكبير عام 1920 وذوو الكفاءات مبعدون وممنوعون من القيام بواجباتهم الوطنية لأجل أن يكون لبنان بلد التقدّم والازدهار، فهل يمكن لدولتكم الفاضلة أن تنصفوا ذوي الكفاءات والوطنيين المخلصين وتبعدوا المفسدين في الأرض من أن يطأوا أرض حكومتكم حتى تحموا هذا الشعب من كيدهم ومؤامراتهم ومن أن يأخذوا بالوطن إلى الهلاك إن لم نقل إلى جهنم؟
يا دولة الرئيس إنّ التعليم الرسمي كان منارة من منارات الشرق الأوسط في القرن الماضي، فهل عساكم أن تعيدوا لهذا التعليم الرسمي مجده وعهده وتألقه وأن لا ينحصر الاهتمام بالتعليم الخاص الذي فرّخ ويفرّخ منذ أكثر من مئة عام في كل سهل وواد وفي كل جبل وهضبة وفي كل قرية ومدينة والكل يغني على ليلاه حيث البرامج التعليمية المرتبطة بالتعليم الخاص تشكل مزيجاً مزركشاً يأتي من كل حدب وصوب إن لم نقل من كل دولة عصا وكتاب وجزرة؟
يا دولة الرئيس لقد وعدتم بإعادة إعمار ما دمّره العدو الصهيونيّ الغاصب في البقاع وبيروت والضاحية والجنوب فعساكم توفقون في تنفيذ خطتكم، وعسى أن لا يأتيكم غداً أنصار “جماعة الستة والستة مكرر” الطائفيون ليطالبوكم بإنصافهم وإعطائهم جزءاً من الأموال المخصصة لإعادة الإعمار، إذ أن التدمير لحق بجزء محدّد من اللبنانيين وليس بكل بيوت اللبنانيين، نتمنى أن لا يصطاد المفسدون في الأرض في الماء العكر…
يا دولة الرئيس، لقد صودرت أموال المودعين وبقدرة قادر اضمحلّت ثم اختفت ثم غارت في دهاليز السياسة المحلية والدولية، نتمنى من دولتكم ان تنصفوا أصحاب الودائع وتساهموا في حلّ هذه الكارثة التي أصابت الكثير من اللبنانيين وأصبحوا بلا مال ولا ممتلكات وهم يتسكعون على أعتاب البنوك الذين اختفت أموالهم بقدرة خفية معلومة مجهولة…
يا دولة الرئيس، شكراً لكم إنْ خصّصتم مكاناً لمتضرّري كارثة تفجير المرفأ في بيروت، وكلنا ثقة بقضائكم أن يعيد القضاء إلى العدالة والحق والاستقلال، لأننا سئِمنا كلبنانيين من أولئك القضاة المسيّسين الذين يجهّزون حكمهم بناء لطلبات الداخل والخارج والذين يساهمون شاؤوا أم أبوا في إثارة القلاقل والفتن في وطن لم يعد يحتمل كثرة الفتن والنعرات المنحدرة علينا من كل مكان أمام عدو يتربّص بنا الدوائر…
يا دولة الرئيس إنّ المواطن اللبناني لم يعد يستطيع أن يؤمّن علاجه الصحي ولا تأمين الدواء لأنّ المستشفيات تضاعفت مطالبها المادية عدة أضعاف بالنسبة للعام 2019 ولا حسيب ولا رقيب من قبل الدولة فهل لكم أن تعيدوا الأمور إلى نصابها وأن تكون هناك مراقبة لتسعيرات العمليات الجراحية والأدوية المخصصة للأمراض المستعصية في المستشفيات والصيدليات في لبنان، وأمام عدم تمكن صناديق الضمان من التغطية الطبية المطلوبة، هل يمكن لحكومتكم أن تسعى لإرساء البطاقة الصحية كحلّ مستدام لكل المواطنين دون الوقوف على أبواب المستشفيات أو المسؤولين والزعماء؟…
يا دولة الرئيس، إن لبنان لا يحتمل أن يتماهى بعض أفرقائه مع العدو الصهيوني وأن يعلن بعضهم من قصر الشعب في بعبدا بأنّهم انتصروا على فئة من اللبنانيين ويحاولون جاهدين إقصاء مكوّن لبنانيّ أساسيّ دافع منذ ما قبل الاستقلال وما زال يدافع عن تراب لبنان عبر آلاف الشهداء الذين قدّموا دماءهم فداء عن لبنان وعزته وكرامته دون أن يطالبوا بأي مكافأة، فهل يمكن اليوم وأنتم مكلفون بتشكيل الحكومة أن تقضوا على أحلام أولئك عبر إقصاء بعض المكوّنات اللبنانية التي ساهمت وتساهم في صناعة مستقبل لبنان وتدافع عن هويته العربية منذ تأسيسه…؟