أسامة مهران يكتب: عدنان يوسف ضيف فوق العادة
بقلم : اسامة مهران
قليلون هم المؤثرون في حياتنا، ونادرون هم الذين يتركون خلفهم وامانهم سيرًا طيبة ، وأسوة حسنة واعمالا جليلة ، لذلك لعبت الجامعات في الماضي دورا تنويريا من خلال هذه الشخصيات أكثر مما لعبته من خلال الأكاديميات واساتذتها وعلمائها وطلبتها النجباء.
من هذا المنطلق حرصت الجامعة الاهلية في مملكة البحرين منذ نشأتها قبل نحو ربع قرن من الزمان علي ارتباطها بهذه الشخصيات المؤثرة سواء عن طريق دعوتها للمساهمة في راس المال المكتتب به منذ النشأة أو عن طريق دعوة هذه القامات لكي تلقي بين الفينة والأخرى لالقاء محاضرات داخل الحرم الجامعي أمام الطلاب والأساتذة وكبار الشخصيات العامة لكي يعرضوا تجاربهم ويتحدثون عن سيرهم الذاتية وعن طريق كفاحهم في الحياة والعقبات التي واجهوها في مشوار العمر الطويل وكيفية تحقيق النجاحات والشهرة الواسعة رغم اي شيء وكل شيء .
من بين هذه الشخصيات التي شرفت بدعوتها لتحاضر عن مسيرة حياتها المهنية في الجامعة الاهلية هو السيد عدنان بن احمد يوسف أحد أهم رؤساء اتحاد المصارف العربية سابقا والرئيس المؤسس لمجموعة البركة المصرفية في مملكة البحرين مع رفيق دربه وابيه الروحي رجل الأعمال السعودي المعروف الشيخ صالح بن عبد الله كامل رحمة الله عليه .
ومن حسن الطالع أن السيد عدنان لبى الدعوة علي الفور نظرا للتاريخ الطويل الذي يجمعنا ، بحكم مهنتي كصحافي اقتصادي منذ نعومة اظفاري حتى الآن .
فكنا وجها لوجه أمام الجمع الغفير في مسرح الجامعة في تمام الحادية عشرة من صباح الثلاثاء الماضي اي اول امس . وقد بدأ اللقاء بكلمة للعبد لله واخرى للرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة البروفيسور عيد الله يوسف الحواج ورئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي بالإضافة إلى أعظم عالم رياضيات في العالم لعامي ٢٠٢٤ – ٢٠٢٥ البروفيسور المصري محمود عبد العاطي عميد البحث العلمي في الجامعة الأهلية.
المدهش حقا والغريب في هذا اللقاء الذي استمر زهاء الساعتين هي المعلومات والتجارب التي اثرى بها السيد عدنان اللقاء، التجربة الحية والكفاح الطويل الذي وقف وراء قصة نجاح هذا الرجل ، وكيف انه انتقل صغيرا ثم شابا يافعا من دواعيس وفرجان المحرق أهم المدن البحرينية العريقة ليعانق عنان سماء الصيرفة الاسلامية ويحولها من نظرية إلى صناعة ومن فكرة إلى حقيقة واقعة ومن مجرد مصرف إلى ٧٠٠ فرعا في قارات العالم الثلاث.
ومن مئات الموظفين الى الاف الموظفين الذين يحملون عشرات الجنسيات ، ومن التمويل النقدي الي المشاركة في رأس المال العامل ، ومن البحرين العامرة الى العالمية بتواريخها وشعوبها واراضيها الساحرة، تحدث عدنان عن كيفية تأسيسه لأول مصرف إسلامي في أوروبا هو المصرف الإسلامي البريطاني ، ثم المصرف الإسلامي الأوروبي، ثم كيف أسس في المهد مع استاذه ورفيق دربه السيد عبد الله عمار السعودي أول مصرف اسلامي تابع للمؤسسة العربية المصرفية أكبر مصرف عربي في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي .
عدنان يوسف من طرحه المستفيض لتجربة حياته كان يعلمنا معنى الوفاء ، وان انشغاله في عمله المصرفي الشاق لم ينسه رفقاء الدرب وأصحاب الفضل ، فتحدث عن المصرفي المصري الناجح عادل اللبان وعن المصرفي الأردني الكبير موسى شحادة وعن هيئات الرقابة الشرعية في المصارف التي ترأسها أمثال الشيخ العلامة الدكتور عبد الستار أبو غده والشيخ نظام يعقوبي وغيرهم الكثيرين مما لا يتسع المجال هنا للحديث الفياض عنهم خاصة مؤسسي العمل المصرفي الاسلامي في العالم العربي أمثال الأمير محمد الفيصل آل سعود مؤسس دار المال الإسلامي وبنوك فيصل والاثمار التابعة حول العالم ومؤسس مجموعة البركة المصرفية الشيخ صالح كامل ومؤسس بنك دبي الاسلامي الشيخ احمد لوتاه.
علاوة علي مؤسسي بنوك القرية الصغيرة في مصر وبنك ناصر الاجتماعي وبنك التنمية والائتمان الزراعي المصري . لقد ضرب عدنان يوسف في محاضرته أروع الأمثلة في الوفاء والاستغناء فلم يتحدث عن نفسه بل عن رفقته ، ولا عن أعماله الخيرية والاجتماعية الجليلة بل عن بلاده الحبيبة البحرين .
المصدر :صوت الاهلية