Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-seo-pack domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/haidyolj/lebanonlightsnews.com/wp-includes/functions.php on line 6114

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the arabic-webfonts domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/haidyolj/lebanonlightsnews.com/wp-includes/functions.php on line 6114
السعودية الجديدة: من التموضع الى الدور الاستراتيجي اكتمال ثورة بن سلمان شرطها الامن القومي -
أفكار وآراء

السعودية الجديدة: من التموضع الى الدور الاستراتيجي اكتمال ثورة بن سلمان شرطها الامن القومي

*كتب علي يوسف

يشكل قرار مجلس الوزراء السعودي الانضمام الى اتفاقية شنغهاي متابعة طبيعية لثورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المتمثلة بنقل التموضع السعودي من الانضواء في المحور الغربي الى أن يكون جزءا وطرفا في المحور الشرقي المتمثل في مجموعة البريكس التي تعمل على الغاء الاحادية الاميركية – الغربية وعلى اعادة الاعتبار للقانون الدولي والمؤسسات الدولية بعد ان عبثت المافيوية الاميركية بكل القوانين والقيم والمعايير التي تنظم العلاقات الدولية …..
واذا كان التموضع السعودي الجديد اتى في اطار ازالة التناقض بين أمن الاقتصاد السعودي الذي اتجه شرقا وبين امن النظام الذي كان تحت حماية المحور الغربي وبحيث يتحقق التوازن بين الامن الاقتصادي وبين امن النظام كجزء من اعادة الاعتبار للأمن القومي الشامل والمتوازن بما يعزز الاستقرار وهو الشرط الاساس لتحقيق التنمية …
واذا كانت ضرورة تسريع خطوات التمشرق في ظل تسارع التطورات الدولية في ضوء الحرب الاوكرانية وتداعياتها المحتملة وفي ضوء الاوضاع و التوترات الوطنية والاقليمية والدولية في اكثر من منطقة في العالم والتي تأخذ جميعها ابعادا دولية … قد فرضت تدخل صيني لتسريع عودة العلاقات السعودية – الايرانية وتدخل روسي وايراني لتسريع انهاء توتر العلاقات التركية – السورية وكذلك تسريع عودة العلاقات السعودية – السورية و عودة سوريا الى الجامعة العربية …إضافة الى عقد قمة استراتيجية بين الرئيسين الروسي والصيني تم خلالها توافقات و توقيع انفاقات تدخل جميعها في اطار رؤيا استراتيجية لتحقيق اهداف مجموعة او محور البريكس …..
في ضوء كل ذلك بات السؤالان الملحان الذي يُفترض الإجابة عليهما :
١- هل يكفي التموضع السعودي الجديد حتى يتحقق الامن القومي السعودي والاستقرار المنشود ومن دون الحاجة لربط حقيقي وقوي بين الامن القومي السعودي و بين الأمن القومي العربي والأمن الإقليمي ؟..
٢- هل يكتفي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان صاحب الخطوات الثورية بأن يكون مشاركا في محور البريكس بدل ان يكون مشاركا في صناعة قراره مستفيدا من الامكانات الضخمة للسعودية وعبر المشاركة الاساسية في قيادة مشروع امن اقليمي ومشروع امن قومي عربي ومشروع تشابك امني اقتصادي تنموي اقليمي ؟…..

قبل الجواب على السؤالين لابد ان نشير الى ان الامير محمد بن سلمان استهل سلطته بمجموعة خطوات ثورية بغض النظر عن مدى صحتها او نتائجها أو جدوى اهدافها أو مستقبلها …. إلا انها جميعا جاءت تحت شعارات ثورية: سعودية جديدة ،شرق أوسط جديد ، شرق أوسط يوازي اوروبا بأهميته أو أهم ، … مع وعود بأن يتم ذلك خلال سنوات قليلة ….
إلا ان هذه الشعارات في ظل الإنضواء تحت العباءة الغربية كانت لها خطوات كارثية وكجزء من سياسات اميركية- غربية أوصلت المنطقة الى انهيارات كارثية من الحرب على اليمن الى ضرب الدول المركزية ومشاريع الارهاب وتغطية تمزيق سوريا والعراق وليبيا وانهيار الوضعين السياسي في لبنان وتونس وتراجع الدور العربي لمصلحة الدورين التركي والايراني و استحداث فتنة سنّية -شيعيّة لتحجيم وضرب الدور الايراني في المنطقة نتيجة تبني ايران لمشروع تحرير فلسطين ،و التشجيع على التطبيع مع العدو الاسرائيلي لتأمين تكتل يحمي من العدو الوهمي المستحدث وهو ايران واستحداث خلافات حاسمة مع قوى المقاومة من لبنان الى فلسطين وتعزيز التناقضات العربية وحتى الخليجية الخ ….وبالطبع أضرت هذه السياسات بالسعودية والخليج كما اضرت بكامل المنطقة…..وافقدت السعودية والخليج ثروات مالية ضخمة وافسدت العلاقات البينية بين دول المنطقة …
ولكن الاكتفاء النفطي الذاتي الاميركي الذي
حوّل العلاقة الاميركية – السعودية من علاقة استراتيجية ترتكز على علاقات اقتصادية الى علاقة مشوهة حيث اختصرت الولايات المتحدة الاميركية علافتها بالسعودية بعلاقة حماية لقاء المال و الرغبة في جعلها رهينة لسياساتها المتعلقة بالتحكم في سوق الطاقة وابتزاز منافستها الصين في مجال تزويدها بالنفط …
هذه العلاقة المشوهة الاسترهانية المافيوية هي التي دفعت الأمير الثوري بن سلمان الى التحول نحو الشرق واستعادة القرار السيادي الاقتصادي والسياسي والامني وتغيير التوجهات الى حيث المصلحة السعودية الحقيقية والى حيث تموضعها في محيطها الفعلي وبداية المرحلة الجديدة التي استهلها بالخطوة الاكبر في في الشكل والمضمون والاستراتيجيا باعادة العلاقات مع ايران كأوضح مؤشر الى حجم ونوع التحول والذي يفرض على الدول المعنية به دراسة سياساتها في ضوئه ….

من التموضع الى الدور
———————————
ألإجابة الحقيقية على السؤالين الملحّين يجب ان تنطلق من مسلمات ومن وقائع … والمسلمات تؤكد :
أ- اننا في مرحلة متغيرات كبرى ستحصل ونحن في مخاضها وقد تتميز بحروب وتوترات في أكثر من مكان ومنطقة في العالم ..
ب-أن الأمن القومي لأي بلد لا يمكن ان يتحقق فقط من داخل حدود البلد ومن خلال قدراته ….
ج- أن المعطيات التكاملية بين الدول المتجاورة أو ذات الأبعاد القومية المشتركة أوالدول في الاقليم الواحد وانطلاقا من المصالح المشتركة والقدرات والحاجات يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار وتكون جزءا من سياسة وواقع الأمن القومي والاقليمي الضروري لتحقيق الاستقرار والتنمية..خصوصا في واقع تعدد الأقطاب والاستقطاب على المستوى الدولي ….
د-انه في حالات نشوء المحاور وطاولات المفاوضات فمن لا يجلس على الطاولة عليه ان يتوقع أن تأتي الحلول على حسابه.. وكلما ازدادت اهمية المفاوض من حيث الموقع الجغرافي والامكانات البشرية والاقتصادية والمواد الاولية وكذلك وبنفس الاهمية كلما ازدادت قدرته التشابكية استطاع ان يكون في موقع اكثر فاعلية يعزز استقراره لمدى تاريخي أكبر كما يعزز قدرته على تحقيق التنمية والرفاه لشعبه ……
و الوقائع تؤكد :
أ- أن أهم معضلة واجهتها الدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية واتفاقية سايكس بيكو هي إنشاء الكيان الصهيوني الغاصب على حساب فلسطين والشعب الفلسطيني وأن كل ما تشهده هذه المنطقة من مؤامرات وحروب وتفتيت وصراعات قديمة ومستحدثة هدفها واحد وهو عدم تمكين الفلسطيين او الدول العربية او احداها من امتلاك القدرة على تحرير فلسطين او حتى على منافستها وابقاء السيطرة على موارد هذه الدول وسياساتها التنموية ..
ب-ان لا استقرار ولا امن قومي ولا تنمية طالما هذا الكيان موجوداً..
ج- ان الأمن القومي الحقيقي يبدأ من فلسطين وانه يشمل عندها حكما كل الدول العربية بما يُعطي قوة لهذه الدول في اعادة رسم خارطة التوازنات الاقليمية وبحيث يؤدي الامن الاقليمي القائم على هذا التوازن دوره الفاعل في اعادة رسم خارطة التوازن الدولي الجديد…
الخلاصة
————
انطلاقا من كل ذلك فإن ثورة الامير بن سلمان الجريئة والشجاعة والتاريخية على المستوى الداخلي وكذلك ثورته وانتفاضته لتحقيق استقلال القرار السعودي وتحقيق التموضع الشجاع الجديد لأخذ دوره في المشاركة في محور اعادة رسم خارطة التوازن الدولي الجديدة البريكس واعادة العلاقات مع ايران تمهيدا لشراكة استراتيجية..كل ذلك يفترض استكمالا برؤيا جديدةتنسجم وهذه الثورة وتقوم على اقدام المملكة السعودية على:
١- اعادة حمل شعار تحرير فلسطين كجزء من استعادة الحقوق الفلسطينية وتحقيقا للأمن القومي العربي وبالتالي السعودي..والعودة عن مسارات التطبيع….
٢- انهاء الحرب على اليمن فورا والسعي لتحقيق توافق سريع يعيد بناء دولة اليمن نظاما واقتصادا لتكون جزءامنالامن القومي العربي..
٣- جعل القمة العربية المقبلة في السعودية مناسبة لإنهاء الخلافات واقرار خطط من شأنها اعادة بناء وحدة الدول التي تعرضت للحروب والازمات و كذلك اعادة اعمارها عبر مشاريع واضحة أسوة …
٤-وكذلك استعادة دور السعوديةفي قيادة خطط واضحة لإنقاذ الدول العربية المتعثرة اقتصاديا كمصر والاردن وتخليصها من براثن صندوق النقد الدولي واستعادة مسارات التنمية فيها وكذلك مساعدة الدول المتعثرة سياسيا واقتصاديا مثل لبنان وتونس على تجاوز ازماتها عبر مشاريع وخطط بدل الدعم المالي فقط….الخ…….
٥-ان كل ذلك هو من ضمن الشروط التي تحقق الامن القومي ويعزز الأمن الأقليمي ويعطي البعد الاستراتيجي لثورةبن سلمان ويحقق فعلا الشرق الاوسط الجديد المبني على مصالح شعوبه و على انقاض مشروع الشرق الاوسط الجديد الاميركي – الصهيوني….
*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *