مؤسسات أمل التربوية تحيي ذكرى مرور ثلاثة أيام على وفاة رئيس مجلس ادارتها المفتش التربوي العام السابق الدكتور رضا سعادة في بلدة عربصاليم .
حمدان : إنتخاب رئيس للجمهورية يشكل مدخلا أساسياً لرسم خارطة طريق لانقاذ لبنان
أحيت مؤسسات أمل التربوية واهالي بلدة عربصاليم ذكرى مرور ثلاثة أيام على وفاة رئيس مجلس ادارة مؤسسات أمل التربوية الدكتور رضا سعادة بحضور علماء دين وشخصيات تربوية واجتماعية وعضو هيئة الرئاسة لحركة أمل الدكتور خليل حمدان ممثلاً دولة الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والنائب على عسيران ورئيس المكتب السياسي لحركة أمل الحاج جميل حايك ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة سماحة الشيخ حسن المصري والمدير العام للمؤسسات الدكتور بلال زين الدين على رأس وفد من إدارة المؤسسات ونائب رئيس الاتحاد العمال العام السيد حسن فقيه
قدم الاحتفال الاستاذ نائل سبيتي وكانت كلمة للرئيس نبيه بري ممثلاً بعضو هيئة الرئاسة للحركة الدكتور خليل حمدان جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين
اصحاب المعالي والسيادة والفضيلة احباء الراحل المرحوم الدكتور رضا سعادة السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
لقد شرفني أخي دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري ان القيَ كلمته في هذا الحفل الذي يضم وجوهاً كريمة صادقة ووفية ومحبة لرجل طالما بذر عمره على درب العلم والمعرفة من اجل غد واعد وعلى راحتيه انداحت العتمه واتلعت زيتونتنا جيدها.
الدكتور رضا سعادة ايها المغروس في الآفاق وردا وشموسا سلام عليك حيث اخذت اهبتك وقد ملأتَ الارض حضورا بسعيٍ واصب مع صلاة الفجر واذان المغيب من مؤسسه الى اخرى تستطلع التلامذه وتضارعُ المعلمين والعمال والاداريين همومَهم، هذا مشجبٌ لهمومك بإصرارٍ ولا اروع. تأتي النحلات تتعلّم دأبا وانتظاما وعطاءً، وانت تسدي أبجدية الشهادة بألقها، تكتمل بمسيره العلم والعلماء، وهذا المدى والصدى لتاريخٍ يُختصر بكلماتٍ اتمّها من صنع مجدا وعزةً لهذه الأمة علماءَ وشهداءَ وشهداء وعلماء. فمسكينةٌ هي الكلمةُ، كيف تبقى قاصرةً امام فيض عطائك…. انا في موقعٍ لا أُحسدُ عليه، كيف أعبّرُ عنك بقليل الكلام وعقاربُ الساعه لا ترحم. فالنخلُ لو مات لا تحنو قوائمه كحده السيف مشحوذا وان غمدا.
أما يحيا الجذر في التراب دفينا …اجل اعرفك غيبا وتهجئة ومن سمع بك ليس كمن رآك .
ايها الأعزاء…
يطوي العمرَ المديدان ولا فَوْتَ من الموت، ويسير بنا قطار الحياة فنترجّلُ منه الواحدُ تلو الاخر حيث ترسو مراكب السنين في موانئ الختام، وخيرُ الزاد التقوى والعلمُ النافعُ والعملُ الصالحُ. هكذا طوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ… فزعتُ فيه بآمالي الى الكذب
حتى اذا لم يدع لي صدقه املاً…. شرقت بالدمع حتى كاد يَشرَقُ بي.
اخي الدكتور رضا سعاده ايها الراحل العزيز والاخ الكبير خفافا نصبو اليك نلوذ بالصمت ازاء تقاسيم الحزن ومخزون الأسى. سياجُ القلب يخترقه ألمُ الفراق. أيها المتسربلُ مهابةً وحضورًا لم نعهدْ فيك التواري والغياب. نغالبُ النفسَ عن السؤال، ما بالُ الربيعِ أتانا شاحبَ المحيّا باهتا، يبحثُ عن خارطة ألوانه؟ وما بال الوردِ يذوي في نيسان؟ ميادينُ ذكرياتك طويلةٌ تغوص في اللجج وتقول: الحقيقة بحرٌ في لججها الامان وعلى شاطئها الخطر، وانت مع المؤمنين ومنهم دون ضوضاء وتخاف من الله
ولا تخاف على الله وانت في جهوزية تامة للاجابة عن صرف المال العام. وصفناك بالمتشدّد بالانفاق. تقول: المالُ العام والدماء، لا يجوز التفريط بهما. أخالك تعمل لغدك لآخرتك لا لتصفيف الضعفاء وسماع مديحٍ واطراءٍ وعطاءٍ متحفظاً على صرف النفوذ لجاه او لمكسب دنيوي. الدكتور رضا الباحث والمؤلف والكاتب واللغوي والخبير بجدارة حتى انقطاع النفس حتى ترسخَ في ذاكرة التربية والتربويين عبر اشواك الادارة. ولاطمتَ موجها في العلم والتربية وفيما كثيرون يعبرون الحياة من دونِ أثر.
ايها الراحل العزيز عهدنا اليك ان نستمرَّ فيما سلكتَ لتبقى مؤسسات امل التربوية منارةَ علمٍ وشلالَ عطاءٍ ولتبقى أمل.
ايها الاخوه ايها الحفل الكريم
كل مواصفات التربية والتعليم بأمثال الدكتور رضا ترتسم ملامح المستقبل الواعد وهو من تلك القله التي وضعت كل رصيدها المعرفي والاداري في خدمة المحرومين والمستضعفين ومن هنا نرى خسارتَنا الكبيره بفقده رحمه الله تعالى سواءٌ أكان مسؤولا تربويا أم في وزارة التربية او في مؤسسات امل التربوية،حيث بات انموذجا ومنارةً تكرّسُ هذا الارتباط المقدس بين العلم والخبرة والخدمة، وكم نحن اليوم بحاجةٍ لتسخير الطاقات العلمية والادارية لحل المشكلات والمعضلات التي تعترض بلدنا بالإستفادة من تلك النخب لنكون في خدمة العملية التربوية التي هي في خدمة الناس، وهذا يعدُّ عاملا من عوامل النهوض الوطني.
ايها الاخوة…
الحديث عن المرحوم الدكتور رضا سعادة كرئيس لمجلس ادارة مؤسسات أمل التربوية يقودنا للحديث عن العمل المؤسساتي في مسيرة الامام المغيب القائد السيد موسى الصدر الذي دشن وأرسى مفتتحا عهد المؤسسات في بداية حضوره الى مدينة صور وبقي الامام حاضرا رغم الغياب من بيت الفتاة الى معهد الدراسات الاسلامية ومؤسسة جبل عامل المهنية التي وضع حجر الاساس لها عام 1964 وهاجرالى بلاد الإغتراب لاستكمال صرح هذه المؤسسة حتى كانت حاضرةً لاستقبال ابناء الفقراء من مختلف المناطق اللبنانية وخرّجت العديد من الشهداء والخبراء وكبار المهندسين والمثقفين والتقنيين ومنهم من تسلم مواقع قيادية في اكثر من بلد في المنقلب الاخر من العالم وما زالت حاضرةً تستقبل ابناء الفقراء لتأخذ بيدهم لاكتساب الخبرات التقنية والفنية. اما يكفي ان نذكر علم الشهيد مصطفى شمران وتفانيه، إذ كان معلماً بالقدوة. واستمرت المسيرة بمؤسسات امل التربوية بتوجيهٍ ودعمٍ واصرارٍ من الاخ الرئيس نبيه بري، وارتفع البنيان باسم القادة والشهداء على مساحه لبنان من الهرمل الى بعلبك ومن السلطانية والعباسية وصور ومن البقاع الغربي الى الخيام ومن البيساريه الى تول النبطيه ومن بيروت طريق المطار الى جنة الكرامة وكما يقول الاخ الاستاذ نبيه بري: بين الطلقة والطلقة نهضت مؤسسات امل التربوية باسم الشهداء، وآخر هذه المؤسسات مؤسسة زهرة الإقليم مؤسسة شهداء اقليم التفاح وهي ستنطلق العامَ الدراسي المقبل لتكون في خدمة أهلنا.
اننا في حركة أمل ومع وجود هذه المؤسسات التي تضمُّ اكثر من ستة عشر الف تلميذ وتلميذة نؤكد انّ بناء هذه المؤسسات هو مساهمة فعّاله في عملية النهوض التربوية ومساندة لأهلنا في الظروف الصعبة وعلى الرغم من بناء هذه المؤسسات، فإننا نعتقد في حركة أمل انّ الرهان على المدرسة الرسمية بشكل اساسي اضافة للمدرسة الخاصة وبالتالي فإن الدوله معنية بإنعاش المدرسة الرسمية لتتكامل المسيرة التربوية بالتعليم الرسمي والتعليم الخاص لأنّ عملية النهوض التربوي أساسٌ في مسيرة النهوض الوطني وعمليه النهوض الوطني ليست ضربة حظ، انما ينبغي ان تقوم على اسس عملية دقيقة مع الحفاظ على التنوع لان الغاءَ التمايز والتنوع نوع من انواع الارهاب الفكري والوصول الى برّ الأمان لن يكون الا بالحوار والا كما يقول احد المفكرين: إنّ الصراع هو الجامع الاوحد لاطراف لا يجمعها شيء اخر.
ان لغة الحوار هي لغة الامام الصدر لغة الحريصين على لبنان وسيادته وتماسكه وعيشه الداخلي والحوار مفردة ليست طارئة على قاموس حركة أمل فالامام الصدر الذي ذاع صيته وعلا صوته في المسجد والكنيسة على قاعدة انّ الطوائف نعمة والطائفية نِقمة نؤكد عليها في مسيرة حركة امل بقيادة الاخ الرئيس نبيه بري لحفظ لبنان وابنائه كي لا تعلو مكوّنات لبنان الطائفية على الكيان الوطني وبالتالي الى الذين يراهنون على استقرار لبنان على حساب المقاومة وسلاحها عليهم ان يتعلّموا من التجارب. وما يقوم به العدو الصهيوني الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء من الاقتحامات المتعددة للمسجد الاقصى واعتقال المصلين وهم يؤدون الشعائر الدينية بإسلوب إجرامي. هذا العدو الذي كان يروّج للتقسيم الزماني والمكاني للقدس، يريد اليوم تهويدَ كلِّ الأماكن بحملة مدروسة، بناء المزيد من المستوطنات على حساب اصحاب الحق الشرعي من الشعب الفلسطيني الأبيّ. ويبقى الخيار ما قاله الإمام الصدر:احذروا العصر الإسرائيلي” … إنّ الازمات المتمادية على اكثر من صعيد اصابت من الناس مقتلا واننا نعتقد انّ المدخل الاساسي للحلول في لبنان يبدأ ببناء مؤسسات الدولة وانّ انتخاب رئيس الجمهورية مدخلا اساسيا وجوهريا لرسم خارطة طريق لانقاذ لبنان، اذ نؤكد على ان الوزير سليمان فرنجية يمتلك المؤهلات والمواصفات الضرورية لتأمين شبكه أمان في علاقات تخدم لبنان على المستوى الداخلي والعربي والاقليمي والدولي، وبالتالي نقول للذين يراهنون على الوقت اننا لا نملك ترف الوقت ونتساءل: ألا يجدر بكل الأطراف الإستفادة من التقارب بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية والرعاية الصينية؟ وإلى متى ستبقى سياسة إدارة الظهر لسوريا التي هي عمقنا العربي وستكون المدعوّة الى القمة العربية المقبلة؟ وهذا يُعدُّ سقوطا لسلاح العدو الصهيوني الأمضى المرتكز على الخلافات العربية كما قال الامام السيد موسى الصدر. لذا فإنّ التفاهمَ الداخلي يؤسسُ لبداية خروجٍ من الازمه التي تجتاح لبنان وشعبه من اقصاه الى أقصاه
وأخيرا…
اخي الحبيب الدكتور رضا سعادة لا نقول وداعاً فأنت معنا في كل انجاز يتحقق ومع المعلمين الذين كتبوا وصاياك على صفحاتهم الاولى ومع التلاميذ عندما يحققون النجاح ونحن فخورون بمجلس إدارة وإدارة عامة ستكمل المشوار كما كنت معهم ستبقى في قلوبهم جميعاً …
باسمي وباسم حركة أمل باسم اخي الرئيس نبيه بري باسم مؤسسات أمل التربوية باسم اخوتي في كشافة الرسالة الاسلامية اتقدم من اهلنا الكرام آل سعاده وآل حمود ويونس والمصري وعموم اهالي بلدة عربصاليم بأحر التعازي وعهدنا ان نستمر في عملية البناء بشعار التربية والتعليم للمساهمه في بناء أجيال الغد في بناء لبنان عشتم وعاش لبنان.
وتخلل الاحتفال قرآن الكريم للمقرئ الحاج حسين ابراهيم وكلمة العائلة القاها الدكتور محمد رضا سعاده مستذكرا حياة الراحل وفي الختام مجلس عزاء حسيني للمقرئ الشيخ حسين نجدي.