القيادة بين الزعامة و المؤسسة : قدرية الانتماء ومصلحةالولاء
بقلم د. حسن محمود قبيسي
يوم هبط الإنسان عليها ؛سعى للأمن و تأمين احتياجاته ؛فقدس مظاهر الطبيعة و مكوناتها تحسبا و أملا. ثم في سياق تدرج تفاعله مع بيئته و محيطه كانت القبيلة عصبية تحمي، وتستمر الحياة الكريمة ما قويت وتعززت. القبيلة كانت المؤسسة المجتمعية في تطوره الجمعي نحو الأفعل: الاستقرار المكاني في جغرافيا كانت مرابع فضيعة فبلدة فمدينة فدولة مدينة فدولة وطنية فأمبراطورية فتفكك وعودة إلى وضعية من زمن مضى. الانتماء قدر لا فكاك منه ، لكن الولاء لا يكون إلا لمصلحة فردية أو جمعية. فالعصبية حجر الزاوية في القوة، ولا حقوق بلا قوة. في لبنان ، قبل ومع تكوينه وفي استمراريته ، نلحظ تفكك عصبيات/بيوتات سياسية/ وجاهات/ مؤسسات /أحزاب ، لمجرد رحيل المؤسس الزعيم القائد المرحلي، ويلفت صمود قلة بوجه كل المتغيرات وتداول الأيام؛ مما يحملنا على البحث عن المسببات والمحركات، ما دامت عوامل النشأة متشابهة وأحيانا كثيرة متطابقة: حفظ الوجود وصون الكرامة وتأمين الاحتياجات وتثببت نفوذ مكونات العصبية. في الحال الاولى : التفكك، هو المصير المنتظر بعد رحيل الزعيم الفردي الشخصاني ،كونه كان الضمانة وتغيب بغيابه ؛ما لم يسد زعيم بعده الفراغ ، فيحفظ كل مقومات الزعامة، ولا أهمية لوجود هامشي يفتقر إلى نفوذ يؤمن الحياة الحرة الكريمة بكل متطلباها.ولا تمسك بعصبية غاب مبتدعها أوباعثها أو مجددها، ولا البقاء على ولاء لمؤسس على رمل البحر. وهذا حال معظم البيوتات السياسية وكل الأحزاب والحركات السياسية في لبنان ماوصل منها إلى مستقره ، وحال من ينتظر … إلا من استمر الضمانة لعصبيته القبلية أو الحزبيةووجودها بعزة و كرامة و تأمين مصالحها . وهذا في ما ندر. و نستثني طبعا المؤسسة الدينية التي تتكرس الحاجة إليها كلما ضعف الإنسان وزادت نوائبه عن قدراته، وعحز عن التخلص منها فيلجأ ألى الله ،”ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.” بتغيير المنهجية و الإداة…. يكون الخلاص.