سوريا مع عودة كل سوري الى وطنه … والاقتراح الاردني المرفوض مسيء للكرامة
*كتب علي يوسف
بعد القرار الاوروبي الوقح بإبقاء النازحين السوريين في لبنان ..اختلفت التعليقات عليه بين الاحتجاج وبين من اعتبره استمرار لعقل الانتداب و بين الاستجابة “لعدم القدرة على المواجهة” وصولا الى تنحي من يُسمى وزيرا للخارجية عن ترؤس الوفد الوزاري اللبناني الى دمشق لوضع حلول لاعادة النازحين ..وبما يُمثّل انصياعا مذلا للقرار …
الا ان “اوركسترا ” التبعية للغرب اي جعجع وشركائه الذين كانوا من اصحاب الدعوة للاستقبال غير المشروط للنازحين في مهرجانهم الشهير في عرسال مع النصرة وداعش واصحاب دعوة فليحكم الاخوان تحركوا في اتجاهين :
الاول تحميل حزب الله مسؤولية عدم العمل لعودة النازحين مع انه من اشد الداعين الى معالجة هذا الموضوع من دون الوقوع في المشاعر العنصرية التي بدأت تظهر …
والثاني اتهام النظام السوري برفض عودة النازحين .. مرة بإعطاء اسباب سياسية على اساس ان هؤلاء هم معارضة وهم يعلمون ان هذا بمجمله غير صحيح لا واقعا ولا سببا .. ومرة بالنقل عن الرئيس الاسد الكلام عن عدم قدرة سوريا حاليا على استيعاب النازحين بسبب عدم القدرة على الإعمار وعدم توافر البنى التحتية لهذه العودة …..
واوقح ما ذهب البه هؤلاء هو نقل انباء غير صحيحة حول مباحثات الرئيس الاسد مع وزير الخارجية الاردني خلال زيارة الاخير لدمشق منذ ايام والتي من ضمن ما شملت مباحثاتها موضوع عودة النازحين السوريين في الاردن الى سوريا ….وعمدت مجموعة من الصحفيين الموالين للاوركسترا الى ترداد ادعاءات جعجع وشركائه وترويج انباء عن رفض الرئيس السوري لعودة النازحين السوريين في الاردن بسبب عدم القدرة على استيعابهم حاليا ..
والهدف من كل ذلك هو تبربر القرار الاوروبي الذي تقف وراءه الادارة الاميركية لكون هذه الادارة لم تستنفذ حتى الآن استخدام النازحين كورقة ضغط تهجيري ضد اوروبا وكورقة ضغط امنية واقتصادية ضد تركيا والاردن ولبنان وسوريا حيث تدعو الحاجة وبما يخدم اهدافا محددة وفقا للظروف …
وبحسب معلومات خاصة وكتبيان للحقيقة ان وزير الخارجية الاردنية طرح صيغة مركبة لعودة النازحين السوريين في الاردن تستجيب للرغبة الاميركية -الاوروبية بعدم العودة من جهة وتخفف من جهة ثانية ضغوط نزوحهم الاقتصادية والاجتماعية على الاردن ..
وتقضي هذه الصيغة بنقل الشباب السوريين النازحين الى الاردن بواسطة باصات للعمل نهارا في سوريا (اعمار سوريا) وعودتهم مساء الى الاردن … بما يحقق القرار بعدم العودة ويخفف من الاثار الاقتصادية للنزوح على الاردن ..
ومع تأكيد حق كل سوري بالعودة الى وطنه رفضت القيادة السورية هذا الاقتراح كونه يسيء الى كرامة السوريين ويتعامل معهم كسلعة و بما يتعارض مع كل القيم والمعايير الانسانية … بل وبحسب المعلومات المتوافرة ترك هذا الاقتراح استياءا كبيرا لدى المسؤولين السوريين ….
قضية عودة النازحين السوريين بكرامة هي الاساس بعيدا عن التعابير الملغومة الأخرى التي تستخدم للتشجيع على عدم العودة !!
*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين