أفكار وآراء

مسرحية التمديد لقوات الطوارىء تطورات خارج المنطق للسهو المتواطىء

*كتب علي يوسف

عندما اسمع النقاش الدي يجري حول موضوع البونفيل اظن وكأن موضوع وجود البونفيل قدر محتوم وان الجدل يتعلق بشروط هذا البقاء .. وعند التدقيق يتبين ان لبنان هو من يطلب التجديد لوجود هذه القوات ويُفترض بهذه الحالة وعلى نحو بديهي انه هو من يحدد دور هذه القوات والدول الاخرى اما ان تقبل او ترفض ؟؟؟
ولكن لدى التدقيق اكثر يتبين ان لبنان يتقدم بطلبه هذا في ظل وجود موقفين في لبنان :
– الاول هو موقف من يُسمّون انفسهم سياديون وهم في الحقيقة يريدون ان يكون هناك قوات دولية اجنبية في كل لبنان والهدف تحقيق السيادة بالقوات الاجنبية للتخلص من “احتلال لبنانيين آخرين للاراضي اللبنانية” قاموا بأسوأ عمل وهوتحرير الارض اللبنانية من العدو مما ازال عن اللبنانيين ذل الاحتلال والتبعية والانصياع الذي يتمتع به هؤلاء السياديون على اعتباره قمة السيادة ؟؟؟؟!!!!ولا تستغربوا كيف يعقل ذلك فهي ميزة وفرادة لبنانية لا يمكن وصفها بالجهالة لأنها كلمة لطيفة للتعبير عن هذه الحالة …
-الثاني هو موقف المتهمين بالاحتلال والذين تعودوا للأسف ان يقفوا دائما في موقف الدفاع عن انفسهم ويبررون يوميا تضحياتهم وتحرير لبنان لاقناع السياديين انهم قاموا بذلك بحسن نية وانهم لم يقصدوا ابدا الاضرار بالذل الذي يتمتع به السياديون ويعتبرونه انتماءا للغرب الحضاري وثقافة حياة …ويتصرف هذا الفريق وكأنه متهم دائما وانه لا مجال الا لايجاد طريقة لتحقيق رضى الفريق الآخر خوفا من انهيار الوطن المنهار ..!! اضافة الى انه وكأن ما هو قائم قدر محتوم مفروض من اتفاقية سايكس بيكو التي لا يمكن المساس بها وكأنها كتاب الله ..؟؟؟؟

وبغض النظر عن موقف الفريقين لم اجد تبريرا واضحا للمطالبة بالقوات الدولية فهي لو اعتُبرت قوات حفظ سلام فكيف يقبل لبنان بدورها لتحقيق السلام في وقت لا يزال لديه اراض محتلة يجب تحريرها …؟؟؟
واذا كان وجودها لمنع الاعتداءات الاسرائيلية فهي منذ وجودها ومنذ مجيء القوات الدولية الى لبنان لم تمنع يوما الاعتداءات الاسرائيلية ولم تمنع الاحتلالات الاسرائيلية للاراضي اللبنانية وهي كثيرة وما تزال مستمرة وآخرها الاحتلال المستجد للجزء اللبناني من قرية الغجر ؟؟؟؟
وفوق كل ذلك “سقط سهوا ” العام الماضي من وزارة الخارجية اللبنانية ووزيرها الحالي ابو حبيب والحكومة اللبنانية الحالية اضافة بنود على قرار التمديد الذي طلبه لبنان تتناقض والسيادة اللبنانية ..!ثم يذهب الآن لطلب الرحمة للتراجع عن تعديلات جديدة مقترحة اميركيا تفوق بمفاعيلها ما سقط سهوا العام الماضي لجهة الاعتداء على السيادة اللبنانية ..!!؟؟؟
في الحقيقة لا استغرب السهو ولا استغرب مشروع التعديلات الجديدة بثقة غربية عالية بل اعتبره ارادة مشتركة وتواطؤاً للاسف بين جزء من القوى اللبنانيةالسيادية والتبعية على المستويين السياسي والرسمي وبين القوى الغربية بقيادة اميركية وهو مايبرر هذا الاصرار والثقة الغربية .. ولأنهم يعلمون جيدا ان المواقف اللفظية لا تعبر عن المواقف الفعلية .. ولأنه لو كانت المواقف المعلنة حقيقية واذا كانت القوى الغربية مصرة على غيّها واذا كانت قوات الطوارىء لا تقدم ولا تؤخر في منع الاعتداءات الاسرائيلية واذا كانت التعديلات تريد تحويلها الى أداة لحماية اسرائيل واذا كانت حماية لبنان الفعلية تأتي من قواه الذاتية ومن قوة الردع التي امنتها المقاومة واذا كان للبنان اراض ما تزال محتلة ويجب تحريرها ..اذا كان كل ذلك فلماذا لا يسحب لبنان طلب التمديد لقوات الطوارىء ولو اغضب هذا الامر دعاة احتلال لبنان من القوى الدولية لتحريره من القوى اللبنانية ؟؟؟

*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *