وزير الثقافة افتتح فعاليات مهرجان الثقافة الروسية في بيروت: عالمنا بأشد الحاجة لاعتماد لغة الفن والإبداع والثقافة والفنون
افتتح وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والسفير الروسي الكسندر روداكوف، فعاليات “مهرجان الثقافة الروسية في بيروت”، في مقر المكتبة الوطنية، من تنظيم “البيت الروسي” وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، في حضور محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، القائم بالاعمال في سفارة قطر احمد العبيدلي، نقيب الممثلين نعمة بدوي، رئيسة الكونسرفتوار الوطني الدكتورة هبة القواس وشخصيات وفاعليات.
وألقى المرتضى كلمة بالمناسبة قال فيها: “سألتمونا سعادة السفير رعاية مهرجان الثقافة الروسية في بيروت وكان تكليفنا مدعاة فخر بالتراث الثقافي الكبير الذي طبع عاصمتنا بيروت بالإبداع الروسي في الموسيقى والمسرح والسينما والفكر والذي بدأ منذ أواسط القرن الماضي، فتحول إلى موالفة حضارية وثقافية بين الشعبين اللبناني والروسي، لعب المركز الثقافي الروسي دورا رياديا في توطيده وترسيخه وما رعايتنا لهذا الحدث سوى لتأكيد إستمرارية هذا الدور وتفعيله بين بلدينا”.
أضاف: “من بلادكم سعادة السفير خرجت أجمل الروايات في الأدب والفلسفة وأعذب الموسيقى الكلاسيكية والعلوم على أنواعها، والتي ما لبثت أن تحولت إلى تراث عالمي اجتذب أهل العلم والثقافة، خصوصا في الطب، حيث تخرج آلاف الأطباء اللبنانيين، ولا عجب في ذلك في بلد عمل على العلوم بشتى صنوفها ورعى علماءه ومفكريه وصدر معارفه ليس في أوراسيا فحسب بل في كافة أقطار المعمورة حتى باتت اللغة الروسية إحدى اللغات الست في العالم المعتمدة في الأمم المتحدة”.
وتابع: “لا يمكن أن نستذكر إسهامات روسيا الثقافية والحضارية دون استذكار متحف الإرميتاج في سان بطرسبرغ، الذي يحتوي على أكثر من ثلاثة ملايين مجموعة فنية تظهر التطور الثقافي والفني في العالم من العصر الحجري إلى الآن، ودون التنويه بغاليري تريتياكوف في موسكو الذي يحتوي على رسوم وأعمال فنية روسية تتعدى المئة وثلاثين ألف لوحة لأبرز الفنانين التشكيليين والرسامين والنحاتين في روسيا والعالم”.
وأردف: “إن وزارة الثقافة في لبنان تتطلع إلى علاقات وثيقة مع سفارتكم الموقرة في بيروت في زمن نحن أحوج ما نكون إلى نقل الصورة الحضارية لبلد موغل في التاريخ، تجمعنا معه أواصر أخوة وثيقة وتبادل ثقافي نتطلع إلى توطيده وترسيخه، لأن روسيا بنظرنا هي الحضن الذي أبرز منذ أكثر من مئة سنة المخزون الفني والإبداعي للشرق الأوسط، وسعى إلى تعريفه إلى العالم عبر متحف فنون شعوب الشرق والذي تضم مقتنياته قطعا وأعمالا فنية فريدة من تحف فنية ولوحات وتماثيل ومخطوطات من الشرق الأوسط والشرق الأقصى”.
وقال: “نرحب بكم سعادة السفير في فعاليات هذا المهرجان بالتعاون مع الصديق سعادة الأستاذ أمل أبو زيد الذي سعى إلى أن تكون أنشطة “البيت الروسي” معروضة بأبهى حلة، كما أرحب أيضا بفرقة الأوبرا الروسية التي ننتظر أن تشنف آذاننا وأسماعنا بمشاركة مغنية الأوبرا ليونورا كما بمسرح الأغنية الروسية “ليوبوفا” وبالمخرجة ماريا سوراي التي سنشاهد عملها السينمائي المتقن The Anger”.
وختم وزير الثقافة: “أهلا وسهلا بكم سعادة السفير وبضيوفكم الكرام في المكتبة الوطنية التي أضحت بحلولكم ضيوفا عليها بمثابة بيتكم، وعسانا نحول هذه الفاعلية إلى برنامج نشاط دائم يعكس عمق ما يجمعنا في عالم هو بأشد الحاجة إلى اعتماد لغة الفن والإبداع والثقافة والفنون”.
روداكوف
وكان روداكوف قد وجه الشكر في مستهل كلمته الى المرتضى “على جهوده لتعزيز العلاقات بين البلدين”، كما رحب بالحاضرين شاكرا اهتمامهم بالثقافة الروسية، وقال: “نعمل على تنمية التعاون الثقافي والإنساني بين بلدينا، على الرغم من الأوضاع المعقدة التي نمر بها، سواء على المستوى الدولي أو اللبناني”.
أضاف: “من الصعب المبالغة في تقدير أهمية بناء علاقات صادقة ومنفتحة، خاصة عندما يتعين التعامل مع محاولات عدوانية لفرض أنماط روحية وأخلاقية غريبة”.
وتابع: “ننظر اليوم إلى روسيا على الساحة العالمية، انها دولة صادقة يمكن الوثوق بها ومدافعة عن القيم التقليدية، فالسياسة الروسية تهدف إلى تعزيز روح الشراكة والثقة المتبادلة في العلاقات الدولية”.
ولفت روداكوف الى أن “الفنانين الروس يقدمون مساهمة كبيرة في تعزيز صورة روسيا كدولة ديمقراطية تدعو إلى عالم متعدد الأقطاب، مع الحفاظ على تنوعها الثقافي والحضاري، ويبدعون بشكل فعال في مواجهة “روسافوبيا” التي يعمل الغرب على نشرها مع محاولات إلغاء روسيا ثقافيا”.
تخلل المهرجان حفلة غنائية لأوبرا ليونورا ومسرح الأغنية الروسية “ليوبافا”، بالإضافة إلى أغان شعبية وحديثة عن روسيا، ومعرض لوحات لفنانين لبنانيين وروس.