أفكار وآراء

سوريالية السيادة العميلة وسوريالية الوطنية : فرادة الانفصام اللبناني ..!!

*كتب علي يوسف

لبنان بلد فريد من نوعه تركيبته فريدة من نوعها ما يُسمّى سلطاته فريدة من نوعها قواه السياسية فريدة من نوعها في وقاحتها وحتى شعبه فريد في فرادته ..!!!!
رأيت بالأمس صورة هوكشتاين والسفيرة الاميركية يستمتعون بالمناظر الجميلة والخدمة اللبنانية المميزة في احد مطاعم الروشة … واستغربت طبعا بأني لم ارى مساعد هوكشتاين بوصعب (نائب رئيس مجلس النواب .. في لبنان ) في الصورة رغم انه هو من اعلن موعد زيارته .. قد يكون السبب تكليفه بشيء ما … !!!
وتأملت في حالة الانفصام اللبنانية ..
اميركي اسرائيلي خان العداوة الاميركية للبنان وسوريا والعراق وايران وخان اصوله الاسرائيلية خلافا لبعض السياديين اللبنانيين الذين يعلنون تأييدهم العلني لأميركا والغرب (على الاقل)ليعمل على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين اسرائيل وبين لبنان بما يحقق المصالح اللبنانية ويؤمن للبنان الانقاذ الاقتصادي من نتائج الحصار الاميركي الذي تنفذه اميركا لمصلحة اسرائيل ..!!!!!
ومعجزة هذا الاتفاق انه وان كان استيعابا لقدرة ونية المقاومة على تعطيل استخراج الغاز من كاريش تم الوصول بنتيجته الى معادلة : السماح للبنان بالحفر في البلوك رقم ٩ (حقل قانا) من قبل الشركة الاميركية الفرنسية توتال الشريكة لاسرائيل في ارباح هذا البلوك في مقابل بدء الاستخراج في حقل كاريش …
لا شك بأن هوكشتاين خائن ..دَعَمنا للحفر في مقابل الاستخراج من قبل اسرائيل والاقرار بشراكة اسرائيل في حقلنا( اذا تم الاستخراج في ما بعد طبعا )… هكذا تكون القوة عندنا و الفطنة والذكاء حين نستخدم عدونا لتحقيق مصالحنا ضد بلاده …!!!!!!!!
واذا قبلنا استخدام ترسيم الحدود كمصطلح وهو مصطلح العار الذي يشكل اعترافا باسرائيل وتجاوز جريمة اغتصاب فلسطين حين يكون الترسيم بين الدولتين اللبنانية والاسرائيلية ..!!!؟؟ فكيف نضمن ان الحفر في لبنان سيتحول الى استخراج اذا كان الذي ينفذ الحفر توتال وما ادراك ما توتال وتبعيتها للقرار الاميركي ؟؟؟؟؟!!!!
قد يقفز احد الفطينين اللبنانيين ليقول لك كما قال احد الوزراء (للاسف )ان توتال شركة دولية تحترم عقودها ويتناسى للاسف ان خرق توتال لتعهداتها لم يمض عليه الزمن ان في الحفر المشبوه والنتائج المشبوهة في البلوك رقم ٤ او في الامتناع عن تنفيذ عقدها في شأن التنقيب في البلوك رقم٩ الى مابعد الاتفاق البحري وتلقي الدعوة الاميركية للحفر للبنان مع كل ما تعني عبارة الحفر للبنان !!!
وقد يقفز احد الفطينين الآخرين ليقول لك : من غير المعقول ان تدفع توتال حوالي ٢٠٠ إلى ٣٠٠ مليون دولار ولا تقوم بالاستخراج ..وينسى هؤلاء ان الولايات المتحدة الاميركية دفعت ٥٠٠ مليون دولار للاعلام ل “تشويه صورة حزب الله”!!!!
واليوم يأتي الاسرائيلي الاميركي هوكشتاين ويتم استقباله بحفاوة كزعيم انقاذ لبنان من اعدائه الذين يأتي هو موفدا من قبلهم و يمثلهم ويأتي بتكليف منهم …
واسوأ ما يمكن تعبيرا عن هذا الانفصام هو ان زيارة هوكشتاين تأتي في نفس الوقت الذي تحاول فيه اميركا في مجلس الأمن ان تحوّل قوات اليونفيل الى شريط حدودي بديل لشريط العميل لحد ؟؟!!!
وكل ذلك لضمان مصلحة لبنان ؟؟؟!!
لبنان بلد سوريالي سوريالي العمالة وسوريالي الوطنية ولكن يبقى الانفصام زينة الفرادة اللبنانية …..؟؟؟

*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *