منوعات

الاعلامية د. حنان ضيا: الشخصية التي أثرت بي بشكل كبير هو الراحل طلال سلمان.

الاعلامية / د. حنان ضيا

الموقف الأكثر تاثيرا بي كان في معرض نقاش حلقة……

حاورتها هيام عبيد

من صير الغربية في جنوب لبنان… درست الحقوق في الجامعة اللبنانية . وتابعت دراساتها العليا في جامعة بيروت…العربية .
حصلت على دبلوم دراسات عليا.في القانون العام في العام ٢٠٠٦
دبلوم دراسات عليا في العلاقات الدولية .
وماجستير في. القانون الدولي .
حائزة على شهادة الدكتورة بدرجة جيد جداً في القانون الاداري….

 

*الإعلام والمسؤولية بين البحث والتدقيق والحقيقية اين تصب ؟

-على الرغم من أن العمل الإعلامي له مجالات مختلفة الا انها تصب في هدف واحد وهو البحث عن الحقيقة ، أن تتوجه للمشاهد الذي ينتظر أخبار اليوم وتنقل له الخبر هذه مسؤولية كبرى ، وبالتالي أنت مسؤول في اختيار الطريقة السلسة والحيوية التي تقدم بها هذا الخبر وهذا بحد ذاته فن تكتسبه على الشاشة مباشرة ولا يستطيع أحد أن يعلمك إياه .. أيضا ميزة العمل في غرفة الأخبار انها تمنحك الكثير من الخبرة في التحرير وصناعة التقارير، وهذا من شأنه أن يصقل خبرتنا في الاعلام .

عملت كمذيعة في النشرة الإخبارية لمدة خمس سنوات ، هذه الفترة كانت الرافد الأهم لمعلوماتي ولخبرتي المهنية ، صحيح الدور الأساس بالنسبة لي ولمذيعي الأخبار كان عبر الشاشة ، لكننا كنا جزءاً من فريق التحرير وهذا شكل إضافة كبرى على خبرتنا الإعلامية والصحفية …..

* عملتِ  في التغطيات المباشرة للعديد من الأحداث في العالم العربي وفي فترات حساسة الربيع العربي والحرب على سوريا والكثير من الأحداث الإقليمية والعالمية ، كيف تصفين التغطيات المباشرة وما هي أصعب المواقف فيها ؟

_في الحقيقة التغطية المباشرة هي التجربة الأهم والأجمل في مسيرة أي اعلامي، لتغطية الحدث المباشرة نكهة خاصة وحماسة لا يمكن أن تتلمسيها في البرامج الأخرى، ربما لأنها تحتاج الى جهوزية دائمة وحيوية لا تخفت مهما طال أمد التغطية ، لا بد أن ترافقك الحماسة من الدقيقة الأولى الى آخر لحظات التغطية ، لا مجال لترف التعب أو الارهاق طالما أنت على الشاشة ، ولكن لا أبالغ إن قلت أن التعب لا يجد سبيله اليك ما لم تنطفىء الكاميرا أو يستلم الهواء أحد من الزملاء.

الشاشة ومناقشة الحدث الفورية تمنح المقدم طاقة كبيرة كونه معني بنقل تفاصيل ومجريات هذا الحدث . لكن هذا لا يعني أن التغطية المباشرة دونها الكثير من الصعوبات ، أبرزها انها لا تمنحك الوقت الكافي للتحضير ، فيجب أن تكوني دائما جاهزة ليس كناقل للخبر فقط بل يجب أن تكوني أيضاً جاهزة للتعليق والتحليل ربما إن غاب ضيف أو تعذر وجوده ، هذا الهواء مفتوح وهو ملعبك فيجب أن تكوني بجهوزية تامة ، أيضاً من الصعوبات التي تعترض النقل المباشر هي الأحداث المفاجئة ، التي قد تضطري للتفاعل معها بعيداً عن حيادك المهني، لكن رغم ذلك أعتقد أنها التجربة الأروع ….

 

* تحت الضوء برنامج كان يغطي الاحداث الساخنة في العالم العربي ويا لها من أحداث ، ما هو الموقف الذي لا يرحل عن ذاكرتك ؟

_كثيرة هي المواقف التي نتعرض لها في البرامج المباشرة ، لكن الموقف الأكثر تأثيراً بي كان في معرض نقاش حلقة عن حدث في السعودية ، وكان ضيفي من الرياض يستمع بداية إلى التقرير الذي نعده في بداية الحلقة لينطلق بعده الحوار ، وعندما انتهى التقرير وبدأت الحوار مع ضيفي ، وإذ بي أفاجئ بغضب كبير منه يبدو انه استاء من التقرير وانهال عليّ بالإتهامات انت مذيعة متحيزة وقناتك متحيزة وووو الخ .. هنا ضبطت نفسي وبكل هدوء قلت له سيدي الكريم احترم رأيك ولكن كيف نكون متحيزين اذا كنت معنا وحضرتك معارض للموضوع الذي طرحناه ، تفضل الهواء لك والمساحة ملكلك لتعبر عن رأيك وهذه لغتنا بالحوار ، فإذا به يخفض لهجته وان كان بقي غاضباً .الأهم في هذا الموقف ان الهدوء الذي بدا عليّ لم يكن واقعياً تماماً لأن قدماي كانتا ترتجفان وكنت كالطفلة أتمنى أن اترك الهواء وأرحل . كان هذا الموقف في بداية مسيرتي المهنية وكنت أقدم هذا بالتوازي مع تقديم النشرة الإخبارية … .

*قدمتِ  برامج متنوعة سياسية وثقافية واجتماعية ، ما هو البرنامج الأقرب اليك والتجربة التي تعتبريها الأجمل بالنسبة لك؟

_كل تجربة ، كل برنامج قدمته كان بالنسبة لي كالإبن الذي اعتني به وأوليه الاهتمام اللازم ليخرج بالصورة التي أتمناها ، وكل برنامج منحني تجربة مختلفة وأضاف الى خبرتي في مكان ما ، لكن لا شك ثمة برامج تشعرين معها أنك في رحلة ولستِ في عمل،…..

*حاورتِ  العديد من الشخصيات .الشخصية التي تتمنين  التحاور معها ؟ولماذا هذه الشخصية بالذات؟

– حاورت العديد من الشخصيات في ميادين مختلفة ، سياسية ثقافية فنية حزبية ، وكل شخصية تحاوريها تفتح لك باباً للمعرفة ليس فقط في الحدث او الموضوع مادة النقاش ، إنما تجربة الأشخاص ولا سيما المؤثرين ، انصهار تجربتهم الإنسانية مع ميدان عملهم أو تأثيرهم يمنحك الكثير من الخبرة والعبر التي لا بد من التوقف عندها . الشخصية التي أثرت بي بشكل كبير هو الراحل طلال سلمان ، حاورته في مبنى جريدة السفير بعد اقفالها بفترة وجيزة، هذه الشخصية التي تختصر تاريخ الصحافة اللبنانية ، والذي كان يحمل في تعابيره هموم لبنان وتاريخه المؤلم .
أما الشخصية التي أتمنى أن أحاورها هي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغرابة وعمق وذكاء هذا الشخص والتجربة الغنية التي يتمتع بها …… .

.

* محاضرة جامعية في مواد القانون ، ومقدمة برامج في المجال الاعلامي ، كيف تجمعين  بينهما . وماذا عن المؤلفات والإصدارات هل هي اعلامية ام قانونية؟

_بين القانون والسياسة مشتركات كثيرة وترابط كبير، صحيح أنني قدمت من عالم القانون حيث درست القانون في الجامعة وأعمل على تدريسه الآن، ولكنني أخلصت لعملي في الإعلام، أحببت عملي ومارست مهنتي بكل تفاني، مع كل حلقة كنت أضيف إلى  هذه التجربة وأطور في شخصيتي الاعلامية، وفي نفس الوقت استفدت كثيرا من خلفيتي ومعلوماتي في عالم القانون ولا سيما القانون الدولي للبحث في العديد من المواضيع التي كانت تطرح للنقاش في البرامج، اعتمدت المنهج العملي في إعداد حلقاتي، كل حلقة اتعامل معها كبحث علمي ، هذا ساعدني كثيراً في تنظيم وتطوير الإعداد للبرامج والتعامل مع المعلومة من بوابة علمية .. في مجال التدريس في الجامعة أستفيد بشكل كبير من خبرتي في المجال السياسي لأسقط النماذج والأمثلة على النظريات القانونية الجامدة .. يعني بشكل أم بآخر بات كل مجال بالنسبة لي متمم للآخر ….
أما المؤلفات حقيقة كلها في المجال القانوني، أصدرت كتاب “وسائل فض منازعات عقد BOT ” دراسة في القضاء المقارن ، صدر عن منشورات الحلبي الحقوقية .
أيضا لدي مؤلفان في القانون “تأثير العولمة على قواعد القانون الدولي العام ” وهذا المؤلف استفدت منه بشكل كبير في الاعلام ونقاش الملفات الاقليمية والدولية في الاعلام .إضافة إلى دراسة في حقوق الطفل في المواثيق الدولية .
أما في السياسية فكان لي مجموعة مقالات سياسية لم تستمر طويلا لأنني فضلت أن أستثمر وقتي للكتابة في الشأ ن القانوني ، والآن بصدد العمل على مؤلف قانوني جديد إن شاءالله سيصدر في العام المقبل ………

*الإعلام والتدريس واجمل الانجازات
ولكل طالب وطالبة
يتمنون العمل في الاعلام؟

– في الختام أقول من المهم جدا أن نحب ما نقوم به ، لعل أجمل الإنجازات التي يمكن أن نحققها هي أن نجعل من مهنتنا هوايتنا، أن يكون الوقت الذي نعمل به مكلل بالحب والرضى، بهذا يمكن أن نحقق أكثر مما نتوقع.. أعشق مهتني في الإعلام والتدريس بالنسبة لي أجمل ما يمكن أن أقوم به .
وأتوجه لكل طالبة أو طالب يود العمل في مهنة الاعلام أعطِ لهذه المهنة تعطيك أكثر، كن أنت ، واصنع نموذجك الخاص ….

شكرا للصحفي فؤاد رمضان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *