أفكار وآراء

مُفاجآت ومشهد متفجّر على ساعة “السيد”.. قرارٌ كبير عندما تدُقّ الثالثة!

كتب محمّد حميّة

تمّضي الأيام الفاصلة عن موعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطابه ثقيلة الوطأة، في ظلّ حالة من الترقب والحذر الشديدين وانشداد الأبصار والعقول إلى الساعة الثالثة من يوم الجمعة يترافق وانسياب مخيلات وأقلام المحلّلين السياسيين والإستراتيجيين والخبراء في علوم العلوم والحروب العسكرية والنفسية، وتنشط دوائر القرار الديبلوماسية والإستخبارية العالمية لاسيما في الدول الغربية والعربية لسبِر أغوار حزب الله للعثور على ما يُشّفي الغليل.. لماذا أُعّلِن عن موعد الخطاب قبل خمسة أيام فيما يُمكن الإعلان عنه قبل 24 ساعة أو 48 ساعة كحدٍ أدنى؟ ماذا ينتظر السيّد قيل ظهوره وماذا يُخبّئ من مفاجآت حتى ذالك اليوم الموعود؟ وكيف سيكون الميدان في غزة ومشهد الساحات؟ ما طبيعة وحدود المواقف والرسائل التي سيُطلقها؟ وهل يُعلن عن قرارٍ كبير بحجم الحرب المفتوحة على “إسرائيل”؟ وما هذه الثقة الكبيرة التي ثبّتت إطلالته قبل ستة أيام وقد تستجد أحداث تُبدل في الحسابات وموعد الظهور!.
العالمون بخلفيات وظروف إطلالات نصرالله الإعلامية يجزمون بأنه لا يظهر إعلامياً إن لم يكُن بحوزته مادة دسمة في الحالات والظروف الطبيعية، فكيف في ظروف كالتي تشهدها المنطقة وفي لبّ الصراع مع كيان الإحتلال وهو الذي لا تكاد تخلو خطاباته من ذكِر القضية الفلسطينية والصراع المقبل الذي سيُزيل “إسرائيل” من الوجود!
والمُدهش أن السيّد كان يعلم بموعد العملية البرية العسكرية الإسرائيلية في غزة! ما يعني أن توقيت الإطلالة مرتبطاً بها، إستناداً إلى المواقف السابقة للمسؤولين في حزب الله بأن الضوء الأخضر لتوسيع الحرب هو لحظة الدخول البري إلى غزة.. وباستنتاج منطقي بأن السيّد سيُعلن عن قرارٍ كبير لمحور المقاومة يتعلق بشكل المواجهة المقبلة. والأهم أن نصرالله هو الذي سيتحكم بالأحداث في الأيام الفاصلة عن الجمعة وهذا هو منّبع الثقة لتحديد الموعد قبل خمسة أيام.
تأتي إطلالة السيّد في سياق الحرب النفسية التي يبّرعُ فيها حزب الله وله الباع الطويل وخبرة عميقة في الحرب النفسية والمعنوية مع كيان الإحتلال، انطلاقاً من فهمه لطبيعة الكيان ومكامن القوة والضعف في جبهته الداخلية، وهذا من أهم عوامل انتصار الحزب في الحروب مع “إسرائيل”.
يلحظ الخبراء التدرّج في الظهور الإعلامي لنصرالله، من رسالته المكتوبة لاعتماد الشهداء في الجنوب أنهم “شهداء على طريق القدس”، إلى اللقاء المصوّر مع قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ثم ظهوره سيراً لثوانٍ أمام لوحة كتب عليها “حزب الله هم الغالبون”، ثم الإعلان عن إطلالة إعلامية الجمعة قبل 5 أيام.. الهدف تسديد ضربات إضافية للجبهة الداخلية المنهارة أصلاً من 7 تشرين حتى الآن، لكن نصرالله يستكمل الحرب النفسية بالمواقف والرسائل الذي سيطلقها يوم الجمعة المقبل.
المطلعون يشيرون إلى أن غياب نصرالله عن المشهد الإعلامي طيلة العشرين يوماً كان مطلوباً لتحقيق جملة أهداف منها تجيير الغياب خدمة للحرب النفسية ضد العدو وترك الإسرائيلي حائراً ومربكاً وإخلاء الساحة للمقاومة الفلسطينية لتثبت وجودها في الميدان وفي الحرب الإعلامية والتفاوضية واكتفاء حزب الله بالعمليات العسكرية ضد مواقع الإحتلال على طول الحدود مع فلسطين المحتلة كمرحلة أولى، ومراقبة المشهد عن بعد بكامل جوانبه للبناء على الشيئ مقتضاه.
أما وأن اتضح مسار الأمور وأفق حرب الإبادة الإسرائيلية – الأميركية المفتوحة على غزة، وتظهير مختلف الأطراف واللاعبين الدوليين والإقليميين والعرب مواقفهم، واقتربت المعركة البرية، وبعد سلسلة اجتماعات واتصالات بين أركان المحور وغرفة عملياته المشتركة وبعد تقييم الوضع العسكري في غزة، توفّر للسيّد رؤية واضحة وصارت الساحة مؤهلة لدخوله على الخط للإنتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة تحتاج قرارات استراتيجية حاسمة ومفصلية من محور المقاومة.
المطلعون يشيرون إلى أن نصرالله سيُجري قراءة شاملة على المشهد من مختلف جوانبه، ويشرح وقائع ضربة 7 تشرين وأبعادها الاستراتيجية وتأثيرها على القضية الفلسطينية ومجريات الحرب في غزة، كما سيوجه رسائل تحذير تصعيدية الى الإسرائيليين والأميركيين والأوروبيين والأنظمة العربية وسيُحذرهم من أن استمرار حرب الإبادة الاسرائيلية الأميركية للفلسطينيين في غزة لن يُشعل جبهة بعينها فحسب، بل سيُفجر المنطقة بأكملها تحت أقدام الإسرائيليين والأميركيين ولن يستطع أحد احتواءها، وسيؤكد على ثوابت الحزب ويعلن جهوزية المحور لتوسيع رقعة الحرب بحال استمرت “إسرائيل” بتجاوزها للخطوط الحمر ويرسم معادلات جديدة تختلف عن السابق، كما سيكرّر شعاره في بداية القتال في سورية ضد التنظيمات الإرهابية (حيث يجب أن نكون سنكون)، لكنه لن يدخل بتفاصيل الخطوات الميدانية التي ينوي الحزب القيام بها وسيترك العدو في حيرة من أمره، لا بل سيزيده حيرة. كما ليس بالضرورة أن يعلن توسيع الجبهة الجنوبية، وليست بالضرورة أن تكون بداية الحرب الإقليمية.
هذه المرّة لن يتحدث السيّد باسم حزب الله فحسب، بل باسم محور المقاومة كونه رئيس أركان المحور، والأيام الفاصلة عن الجمعة ستكون ثقيلة الوطأة وأشد إيلاماً على كيان الإحتلال وستحمل الكثير من التطورات والمفاجآت، لكن الأهم والمُذهل أنه في ذالك اليوم أن نصرالله وفي الوقت الذي يُطلق المواقف والرسائل والتهديدات ستكون المفاجآت تظهر توالياً في البر والبحر والجو وتشتعل الجبهات بالصواريخ والمواجهات، فتنقسم الشاشة إلى قسمين: الأول لنصرالله وهو يلقي خطابه والثانية مباشرة على الهواء تنقل المشاهد الحية مباشرة على الهواء، وللتذكير فقد سبق لنصرالله أن توعد بنقل مشاهد النار في “إسرائيل” مباشرة على وسائل الإعلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *