حول عملية طوفان الأقصى و ذيولها: أجمل التاريخ كان غدًا
حول عملية طوفان الأقصى و ذيولها:
أجمل التاريخ كان غدًا
المؤرخ و الكاتب السياسي د. حسن محمود قبيسي
وسط المتابعة – ليس إلا – العربية و الإسلامية ،والدعم اللامتناهي الأمريكي والغربي استلحاقًا ، تكون هزيمة العدو الصهيوني بمنعه من تحقيق أهداف حربه ، هي المكسب المقدور عليه،إن عملنا. وإشعال حرب أهلية هدف و أسلوب ، هوالإنجازالاستراتيجي الأهم و ما زال يعمل له منذ 1975 حتى اليوم. فحذار.
الحقيقة أن هناك محفزات مقتصرة على ما تهيء للمراهنين على سراب نصر صهيوني في صحاري مخيلاتهم القاحلة ، و مقدمات الحرب الأهلية الفاعلة بجعجعة القتلة المدانيين .
في مجريات الحرب و خضم المعارك ؛ كل مهاترة أو فرز أوتراشق بين أبناء الوطن الواحد «جدل بيزنطي » أقل تداعياته : الهزيمة ، وفي سقوط بيزنطة ومنها عبرة . ولا مساواة هنا بين المفتري المتعامي عن مجازر العدو الصهيوني و المفترى عليه، و تشكيك جماعة ما خصنا بسؤال«الحق على مين »؟على العدو أم على أهلنا و مواطنيننا ، والمساواة بينهم أو الوقوف على الحياد ، وأحيانًا تحميلهم المسؤولية ، خيانة وطنية من أولئك السفلة، خيانة وطنية نعم ، ولا تجني عليهم .
فكفى مهاترات … كفى مزايدات .
مربع الانجازات : الاستعداد و الاستدراك
-الحرب تعبئة و تثويرو تدريب وإعداد و تجهيز ، هذا على الصعيد العسكري ؛للتصدي . وعلى مستوى الصمود تأمين المستلزمات الحياتية والخدمات الاجتماعية للجماهير، لا للبيئة الحاضنة وحدها، فهي ليست المتضررة وحدها.
وتعزيز التحالفات السياسية المحلية والإقليمية و الدولية على الصعيد السياسي ، وتتقدم الوحدة الوطنية الشعبية، على سائر التحالفات و العلاقات ، حتى لا تتفلت جماعة أو شخص من موجباتها ، وتشرد .
– الإعلام ، ويمكن استدراك تقصيره وفشله فورًا بنقلة نوعية، من إشاعته أجواء من الأحباط بتصويره دمار مناطقنا وجثث شهدائنا المجاهدين والمظلومين، دون عرض ما ينزل بالعدو الصهيوني كرد على جرائمهم ، وإن كان وراء عرض تلك الجرائم حصرًا على شاشتنا فضح العدو الصهيوني أمام الرأي العام العالمي ، فهناك ترتيبات أخرى لفضحه و زعزعة ثقة المحتلين الصهاينة بحكومتهم و جيشهم وبقدرتهم ، وتثبيت مشاعر القلق و الخوف وانتظار الأسوء .
– طموح بعض الحلفاء ،ظنًا منهم أنه آن الآوان لمشاركة فعلية كاملة ، و تهرب آخرين من تحمل مسؤولياتهم ، بذريعة أن قيادة المقاومة لا تشاورهم و لا تطلعهم على كل كبيرة و صغيرة لاتخاذ القرارات التكتيكية و الاسترايجية ، بعيد كل البعد عن أسس العلاقات الجبهوية بين حلفاء الصف الواحد ؛ فالقرار بين الحلفاء للأقوى، والقوة متنوعة ، وفي المثل الفرنسي Qui donne ordonne» « قاعدة مركزية للعمل الجبهوي .
حققت قوى الممانعة العربية – حصرًا -عدة أهداف في مرمى العدو: أوقفت هجمة التطبيع ،و أجهضت المشروع الإبراهيمي ،و أشعرت الصهيوني أن لا استقرار في فلسطين ،وأفشلت محاولات الصهاينة بإطلاق سراح أسراهم ،
ونزل بجماهيرها ما انزلت بالصهاينة – ولو بنسب متفاوتة كمًا و نوعًا وهذا له أسبابه – من تهجير وقتل و تدمير و ….
وهذا ليس وحده اعتبار النصر و الهزيمة . الإرادة و القناعة أهم من المحصلة العسكرية .
قناعتك أنك لم تُهزم ،وإرادتك في استكمال نضالك،خطوات على طريق النصر .
اكتساحات نابليون وهتلر بعده أوروبا لم تحسم تداعيات الحروب ولا نتائجها. وفي تنصيب هتلر للخائن الفرنسي «بيتان» وتدميره للندن وستالينغراد و هشاسة المحصلة ، كلها تؤكد استحالة الجزم بمن سينتصر في النهاية ، وفي كل حروبنا مع الصهاينة ، كنا نخرج أقوى وتنبثق مقومات أشرس أكثر جذرية .
ف«أجمل التاريخ كان غدًا«.