الحزن يلف لبنان.. إعلان الحداد الرسمي على البابا فرنسيس لـ 3 أيّام
الحزن يلف لبنان.. إعلان الحداد الرسمي على البابا فرنسيس لـ 3 أيّام
صدر عن الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه البيان التالي: “أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام الحداد الرسمي على وفاة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من تاريخه ولغاية يوم الأربعاء الواقع فيه 23 نيسان 2025 ضمنا، بحيث تنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع الحدث الجلل، وعلى أن تتخذ الإجراءات ذاتها يوم الصلاة لراحة نفس قداسته وتشييعه”.
هذا، ولف الحزن لبنان مع وفاة البابا فرنسيس، وتوالت المواقف المعزية.
الرئيس عون: ونعى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون البابا فرنسيس الذي انتقل الى رحمته تعالى قبل ظهر اليوم وقال في بيان: “ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل قداسة البابا فرنسيس، راعي الكنيسة الكاثوليكية وصوت الإنسانية الصادق، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الإنسان والإنسانية”، معتبرا ان “رحيل البابا فرنسيس ليس خسارة للكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل هو خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات.”
وأضاف: “إننا في لبنان، وطن التنوع ، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي، فلطالما حمل البابا الراحل لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبدا دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوعه. لقد كان البابا فرنسيس رجلاً استثنائياً بتواضعه وبساطته، وفي الوقت نفسه قائداً روحياً فذاً بحكمته وشجاعته. عمل بلا كلل من أجل بناء جسور التواصل بين مختلف الأديان والثقافات، ودافع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، وناضل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافاً”.
وختم الرئيس عون: “باسم الجمهورية اللبنانية، رئيساً وشعباً، أتقدم بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى الكرسي الرسولي المقدس، وإلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وإلى جميع المؤمنين الذين أحبوا البابا فرنسيس وتأثروا برسالته السامية. وأننا فيما نشاطر شعوب الدول الشقيقة والصديقة حزنهم العميق، نصلي معهم أن يتغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع الصبر والسلوان. وفي هذه اللحظات الحزينة، سوف نستذكر بكل إجلال وتقدير مواقف البابا الراحل الإنسانية النبيلة، ونعاهده على السير على نهجه في تعزيز قيم الحوار والتسامح وبناء عالم يسوده السلام والمحبة والعدالة”.
بري: من جانبه، نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري البابا فرنسيس وجاء في بيان النعي: “من إنجيل يوحنا: “أنا هوَ القيامةُ والحياةُ وكُلُّ مَن يحيا مُؤمنًا بـي لا يَموتُ أبدًا”.
ومن القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم: “وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ” صدق الله العظيم.
في زمن القيامة والرجاء والأمل قال عظته الأخيرة ورحل… حمل صليبه ومشى… خفق قلبه الذي إتسع لكل الناس لفقرائهم ومستضعفيهم ومعذبيهم آخر خفقه بالمحبة. أطلق العنان لصوته صرخة أبدية: “أبتاه إغفر لهم لإنهم لايعلمون ماذا يفعلون”.
وأضاف الرئيس بري: “في لحظة الإنسانيه فيها بأمس الحاجه الى الكلمة التي تجمع ، نفقد قامة ما نطقت إلا بالحق كلمة ، “وفي البدء كانت الكلمة”. نفقد الإنسان القسيس ، الراهب الزاهد المتعبد ، الذي طلّق الألقاب وإرتقى بالرسالة السماوية إرتقاء يسوعياً ، بأن لا تساوي بين حب الله وكره الإنسان. هو كل ذلك وأكثر من ذلك ، هو قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، يرحل وعينه وقلبه وكل جوارحه مع فلسطين ومع لبنان ومع كل المعذبين في الأرض. بإسمي وباسم المجلس النيابي أتقدم من اللبنانيين عامه وأبناء الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والعالم ومن مجمع الكرادلة في حاضرة الفاتيكان بخالص العزاء سائلين للراحل الكبير الرحمة والراحة الابدية وللإنسانية بغيابه وفقده الصبر والسلوان”.
سلام: كذلك، نعى رئيس الحكومة نواف سلام البابا فرنسيس وقال: “برحيل الحبر الأعظم، البابا فرنسيس، يخسر لبنان سنداً متيناً، ويخسر العالم رجل المحبة والسلام، نصير الفقراء والمهمشين، المعروف بتواضعه وقربه من الناس. هو الذي وقف دوماً إلى جانب لبنان، ولطالما صلّى له ورغب بزيارته”.
أضاف: “كل العزاء لحاضرة الفاتيكان، والمسيحيين عموماً، وكل محبّي الحبر الأعظم … وما اكثرهم”.
وختم: “لقد ترك قداسته إرثاً عظيماً في سعيه إلى السلام العالمي وتحقيق العدالة. وكيف ننسى وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها مع سماحة شيخ الأزهر … وكيف ننسى زياراته أقاصي الأرض دفاعاً عن الأخوة الحقيقية وتكريس الحوار بين الأديان … وهو ما للبنان ميزة وقدرة وفرادة بأن يكون أرضاً وأهلاً لهذا الحوار”.