أفكار وآراء

اليوم ٤ ك٢، يوم مولدي… عدت يا يوم مولدي، عدت ايها الشقي :)

اليوم ٤ ك٢، يوم مولدي…
عدت يا يوم مولدي، عدت ايها الشقي 🙂
اليوم لا تَهُمُّ سنين عمري ، مهما كان عددها فأنا الآن ولدت من جديد… أنا طِفلة بعقل مُحاربٍ خاضت كل معارك الحياة ونجت بأعجوبة من أكثر مكائدها شرا …
و رغم كل الطعنات والرماح التي أصابتني ، و رغم جنوني وطيشي و شياطيني، التي صَنَعَتْها قسوة الماضي بداخلي ، شاء الله أن يُنقذني ، لأن في وسط كل الظلام والخراب والتعقيدات بأغواري، كانت دائما هناك نقطة نور تحمل روحا جميلة تربطني به

و في عز جراحي ، أخذتُ وحدي استراحة مُقاتل ، وظننتُ أن كثر النزيف سوف يقتلني، لكنها كانت هناك بجانبي…تلك الحراس النورانية التي كانت ترى كل تلك الاشياء التي أفعلها في الخفاء ، تلك الطيبة التي كنتُ امنحها دون مقابل ، وذلك الحب الذي كنتُ اعطيه بلا شروط ، و ذلك الخير الذي كنتُ أزرعه اينما حللتُ و ارتحلت ، وتلك النية النقية التي تعاملتُ بها مع كل من مرّوا في حياتي، فُكُتِبت لي ولادة جديدة …

و رغم كل أخطائي و ذنوبي و كل ذلك الخراب الهائل بأعماقي …أنقذني وهج خافتٌ بداخلي نابعٌ من طيبة قلبٍ و صفاء روح.
وفي تلك الاوقات الصعبة التي حسبتها نهايتي، لم يكن ذلك الألم المُفجع في صدري إلا رحيلٌ لطيور الظلام التي سكنت بين ظلوعي لسنين طويلة ، آلمتني و هي تتجمع بين طيات الكتمان كل تلك الأعوام ، و آلمتني أكثر و أنا أتعافى عندما كَسَرَتْ بوحشية ظلوعي لِتخرج أخيرا و تحررني من الماضي و ما فعله بي.

وها أنا اليوم ، ابتدأُ حياتي للتو ، لم تعد اشباح الماضي تسيطر عليّ، ولم تعد جراحي و خيباتي تجعلني اعيش سجينا بين جدران الأنا القاتلة ، لم أعد أخشى الناس أو الحياة ، لم أعد أخشى طيبتي الجميلة و رقة قلبي اللامتناهية …لم اعد اخشى اي شيء و أي أحد لأني أعلم جيدا أني قبل أن أقفل باب الماضي أخدتُ معي دروسي و حدسي ، و رغم أني قد ابدو هشًا و طيبا لكني أستطيع و بقوة و شراسة أن أحمي نفسي…

أنا اليوم صديقة الجميع حتى يثبت العكس و يتجرأ احدهم على لمسي…انا طائر حر ، انشر الحب و السلام و الخير اينما حللت، لكن لا اسمح ابدا لأحد بدعسي… الحياة الحقيقية ليست تلك التي نعيشها و الماضي فينا بل تلك نعيشها احرارا من قبضته .

اخترت هذه الصورة مع امي ، وهي تحضنني بين ذراعيها ، لتزيّن صفحتي… فالحمدالله على نِعمه، اكرمني بأغلى الهدايا اليوم ، حضنها… والله ما سرت في طريق هذا العام، و كل عام، إلا وكانت دعواتك يا أمي تسبقني حتى تمهّده لي، ولا شعرت بالأمان مهما كان الطريق مخيفاً إلا لأنني أعلم أنك لن تسمحي لأي شئ أن يؤذيني، أدامك الله حتى آخر لحظة في حياتي❤️
ريف سليمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *