بيان من المنظمة العربية لحماية ومساندة الصحفيين وسجناء الرأي عن الصحافة في يومها العالمي
ادلى المحامي عمر زين* بالتصريح التالي:
على اهمية المعاني التقليدية التي يرمز اليها اليوم العالمي للصحافة يدفعنا الوضع الاعلامي القائم في العالم عموماً وعبره على الارض العربية وبصورة خاصة في لبنان الى ان:
نؤكد بأن المال كما هو مسيطر على السياسة اصبح ايضاً بصورة ام بأخرى مسيطر على الاعلام المقرؤ والمرئي والمسموع، ولا بد من العمل الجدي لفصل المال عن الاعلام لما له من تأثير مباشر على عقول الناس، حيث تميل وفق اهوائه وتوجيهاته بغياب الصحافة والاعلام المستقل، كما وغياب صحيفة الحزب او الجبهة التي يمكن معها ان تكون منبراً للناس الذين يؤمنون بما يطرحه هؤلاء من افكار ومشاريع ومواقف.
واشار رئيس المنظمة بأن الكيان الصهيوني وباعتباره عنصرياً ودولة احتلال فإنه يصادر الحق في حرية الرأي والتعبير، ويلاحق الصحفيين في الاعلام المقرؤ والمرئي ويمنعهم من القيام بوظيفتهم ومهامهم المهنية كي لا يفضحوا اجرامه امام الرأي العام العالمي.
ورأى زين بأنه مع الاسف فإن معظم الصحافة انحازت الى الانتقائية بدل الموضوعية بحيث تُظهِّر ما تريد، وتخفي ما تريد، وتغفل عن تناول قضايا الفساد بجدية وبمسؤولية وطنية واخلاقية، مما يؤثر بشكل ام بآخر على الشعوب على الرغم من امكانية الوصول الى المعلومات اينما كانت خاصة في بلد كلبنان، وذلك باعتماد اسلوب الصحافة الاستقصائية للوصول الى المعلومات الصحيحة واستخدامها في تحليل موضوعي يكون الهدف منه الوصول الى الفاسدين وبأن ينال كل فاسد عقابه، ومن هنا تتطلب هذه الصحافة بأن ترتكز على اقتصاديات قوية قابلة للتطوير الدائم تمكّن هذه الصحف من الحفاظ على موضوعية عميقة تجعل منها مرجعيات موثوقة ليس فقط في بلادها وانما ايضاً على امتداد العالم، وان المساهمة الشعبية في شركة لكل صحيفة من الصحافة الحرة لا بد ان تؤمّن ذلك وان لا تكون رهينة اخطبوط الرأسمالية.
وطالب رئيس المنظمة زين جميع الدول التي في سجونها ومعتقلاتها صحافيين واعلاميين وسجناء رأي ان تطلق سراحهم في هذا اليوم عملاً بالرسالات النبوية، والدساتير والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية وفي المقدمة منها الاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث ان في ذلك حق انساني قبل اي حق آخر.
ووجه زين في هذا اليوم العالمي للصحافة التحية الى الاعلاميين والصحافيين والمراسلين الذين يبحثون عن الحقيقة ويقفون الى جانب الانسان وهمومه ويواجهون الظلم والباطل من اي جهة اتى، وقدموا التضحيات دفاعاً عن الحرية والعدالة وسقط الكثير منهم شهداء الكلمة، ونقول كم نحن اليوم أحوج الى الكلمة الحرة والصادقة، والى القوانين التي تحمي حقوق الصحافيين وحقهم بالوصول الى الحقيقة وتؤمن لهم العيش الكريم بعيداً عن الارتزاق او اللجوء لاصحاب السلطة.
كل التحية لكل الصحفيين ولكل شهداء الصحافة في لبنان والعالم.
الحرية الدائمة للصحافيين والاعلاميين وسجناء الرأي فلا حرية لأمة دون ذلك.
* رئيس المنظمة العربية لحماية ومساندة الصحفيين وسجناء الرأي
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 3/5/2021