خُلِقَ الليلُ للغَزَل
بقلم الاديبة زينة جرادي
صمتُكَ المرسومُ على شفتيكَ يفتَحُ أبوابَ أسئِلَةٍ
جَمَدَتْ طَيَّ صَفَحاتِ العُمُر
كصقيعٍ تغلغلَ في الأوصال
كغيمٍ نَثَرَ دمعَ البَرَد…
يَحرِقُني البُعدُ حينَ يتَّقِدُ الشَّوْقُ
فأطاردُ طَيْفَكَ المُخَبَّأَ بينَ كفَّيّ
هلّا مَنَحْتني بِضعَ دقائقَ أم إنها فَرَّتْ قبلَ الغَسَق!
بادِرني وارجُمني بالقُبَل
آتيك على مطرٍ يُذيبُنا كَقِطَعِ سُكَّر
لا كغرباءَ تاهوا في مَرمَى القدر
يجدِلونَ النَّجاةَ وتَرًا على وَتَرْ
أَتْرِعِ الكأسَ واسْقِني واثْمَل
غامِرْ …كُنْ شُعلةَ نارٍ تُحاصِرُني،
عانقني
وحدَهُ الليلُ خُلِقَ للغَزَل
دَعِ الشوقَ يغلي على جمرٍ علا المُقَل
تَرَجَّلَ عن صَهوَةِ فجرٍ هلَّ قَبَسًا ،
قمرًا في سماءٍ تَدَوَّر
تعِبَتِ الفِجاجُ منَ الانتظار
والشَّجَنُ بِها ألَمّْ
جُرحِيَ الصَّادي تَخَثَّرَ هامِسًا
مُحَدِّثًا ضوءَ القمر
عَمَّنْ عَشِقوا، عن كُلِّ وَالِه ٍالطريقَ نفسَهُ عَبَرْ
شاخَتْ حُروفي وتَفَلَّتَتْ من قَيْدِ الورق
يا نديمَ الحُبِّ قد تاهَت منّا الأماني
تَخِذْتَ روحي مَلاذًا
صدَّعَ القلبَ قبل التَّلاقي
من قَتَامِ الأحداقِ أنا في غَرَق
طالَ صَبري على خِلٍّ نَزِق
رمى الكلامَ على عَوَاهِنِه ومَضى
على قلبٍ مُتَيَّمٍ احترق
تَفَتَّحَتْ أكمامُ الزَّهْرِ ولم تُنصفني يا عُمر
هذي قصةُ قِصَّتِنا
رامَ الفُؤادُ الصَّبُّ اللِّقاء
فنحن خُلِقنا لنكونَ حُلْمًا وقَدَر
هيَّا نُضِئْ شمعةً تُوقِدُ اللَّهب
لنَذوبَ و تَسْتَعِرَ القُبَل