جامعة الروح القدس كرّمت الشيخة انتصار الصبّاح تقديرًا لنشرها ثقافة السلام ودعمها طالبات اختصاص العلاج بالدراما
أقامت جامعة الروح القدس – الكسليك حفلًا تكريميًّا لصاحبة السّموّ الشيخة انتصار الصباح، رائدة الأعمال الاجتماعية الكويتية التي تسعى إلى نشر ثقافة السلام من خلال تنمية قدرات مليون سيدة وفتاة عربية عانين من الأزمات والحروب في بلدانهن، وذلك تقديرًا لشراكتها مع الجامعة ولدعمها المستمرّ لطالبات في درجة الماجستير – اختصاص العلاج بالدراما، وهي شهادة فريدة في الشَّرق الأوسط تمنحها جامعة الروح القدس – الكسليك بالتعاون مع جامعة Sorbonne Paris-Cité.
حضر الحفل إلى المحتفى بها، رئيس الجامعة الأب طلال هاشم، القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في لبنان عبدالله سليمان، القنصل فهد السالم، عميد كلية الآداب والفنون في الجامعة البروفسور باسكال دميان، إضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة ورئيسة قسم الفنون المسرحية والأدائية الدكتورة لينا سعادة جبران وجمع من الفعاليات والطلاب.
وخلال الحفل، أُطلق على قاعة HS304 المجهزة بأحدث التقنيات لتدريس الاختصاص اسم: “الفضاء التجريبيّ لمؤسسة انتصار” Intisar Foundation Experimental Space. هذا وقدّم الأب هاشم درعًا تقديرية للشيخة الصبّاح، واختتم الحفل بنقاش معها، شكّل فرصة أمام الطلاب لتشارك الهواجس والاطلاع على المسائل التي تهمّهم.
وتجدر الإشارة إلى أنه في العام 2020، تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الروح القدس- الكسليك مع “مؤسسة انتصار”، تغطي بموجبها المؤسسة النفقات التعليمية لـ 15 طالبة من العالم العربي في برنامج الماستر في العلاج بالدراما في الجامعة. وجاءت هذه الخطوة لمؤسسة انتصار، التي تتخصص في تقديم الدعم النفسي للنساء المتضررات من الحرب والعنف، انطلاقاً من مبادرتها #1MillionArabWomen التي تهدف إلى مساعدة مليون امرأة عربية لتخطي صدمة نفسية ناتجة من الحرب أو العنف من خلال المسرح خلال عشرين سنة، أي بحلول العام 2040.
الكلمات
سعادة
استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والكويتي ثم تحدثت باسم الطالبات ميريام سعادة التي شكرت الدعم الذي تقدّمه الشيخة الصبّاح، مؤكدة “أنه في ظل هذه الأزمات، تبرز أهمية هذا التعاون الذي يعطينا الأمل بمستقبل أفضل والمقدرة على الكفاح في سبيل ما نحب وتطوير مهاراتنا وإمكاناتنا… إنّ هذا الفضاء سيكون مساحة آمنة تقدّم العلاج والشفاء لمجتمعنا”.
جبران
ونوّهت رئيسة قسم الفنون المسرحية والأدائية الدكتورة لينا سعادة جبران “بدعم الشيخة انتصار، منذ سنتين، لهذه الشراكة مع الجامعة الفريدة في الشرق الأوسط لتدريب معالجين بالدراما، وقد أثمر ذلك تخريج 8 معالجين يزاولون مهنتهم بشغف. وبفضل هذا الدعم أيضًا في ظل الأزمات التي ضربت لبنان، نجحنا في أن نسلّح أنفسنا بالشجاعة والتضامن ونخوض مغامرة حقيقية لننقل إلى الشباب شغف العمل مع الآخرين وشغف الاقتراب من الآخر. وقد تميّزت شراكتنا، منذ بدايتها، بالشغف لتعليم وتدريب أكبر عدد من الأشخاص، ولاسيما النساء، ليقفن إلى جانب نساء أخريات اللواتي بصدمات من جراء الحروب وكافة أنواع العنف، ولتقدمن الدعم الإنساني عبر العلاج بالدراما…”
وأضافت: “لطالما آمنت الشيخة انتصار بأنّ استقلالية المرأة العربية تجعلها قادرة لتكون فاعلة سلام وتنمية ذات تأثير كبير في المجتمع. من هنا، قررت مؤسسة انتصار تشجيع الطلاب ودعمهم عبر تقديم منح تعليمية تجاوزت الـ 65%، لتمكين أكبر عدد من الشابات للانخراط في مجال العلاج بالدراما والحصول على شهادة ماستر والمساهمة في كسر سلسلة المعاناة لأكثر من مليون امرأة في العالم العربي تبحثن عن توازنهن الشخصي. وهكذا، تعاونت جامعة الروح القدس- الكسليك مع الشيخة انتصار حيث جرى وضع برنامج دولي يسمح بتدريب عدد كبير من النساء العربيات في مجال العلاج من خلال المسرح، اللواتي سيدربن الآخرين وسيعملن على بناء جيش السلام عبر استخدام الأداة الفعّالة الوحيدة، ألا وهي الشغف لنكون أشخاصًا يستحقون حياتهم وإنسانيتهم…”
الأب طلال هاشم
بدوره، ألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب طلال هاشم كلمة ترحيبية أكد فيها: “صحيحٌ أنّنا نجتمع اليوم لنكرّم الشيخة انتصار، ولكن، أوّد أن أضيف إلى ذلك أنّنا نكرّم مبادرات الشيخة انتصار الخيّرة وجهودها الإنسانية والقيم الرفيعة التي تنادي بها والقضايا السامية التي تدافع عنها”.
وثمّن مبادرة الشيخة انتصار في اعتماد العلاج بالدراما كوسيلة ناجعة لعلاج معضلة أساسية وبغاية الأهمية، لاسيما في هذا الظروف الحالية التي يمر بها مجتمعنا.
وأضاف: “أنا على ثقةٍ تامة بأنّ هذه الخطوة تحمل تأثيرًا مهمًا، لا سيما على طلابنا ومجتمعنا ككل. ومع إرساء هذا التعاون المشترك مع الشيخة الصبّاح، كنتُ متأكدًا بأنّ هذه الشراكة ستستمرّ طويلاً وأنها ستتطوّر مع الأيام، الأمر الذي سيأتي بالمنفعة على مختلف الأطراف المعنية”.
الشيخة الصباح
وفي ختام الحفل، ألقت الشيخة الصبّاح كلمة استهلتها بتوجيه عبارات الشكر للأب طلال هاشم
والمسؤولين في الجامعة، وفريق العمل في مؤسسة انتصار الذي نفّذ العديد من المشاريع الهادفة إلى إحلال السلام في العالم العربي، من خلال تمكين التعافي النفسي والتمكين الذاتي للنساء العربيات المصابات بصدمات نفسية بسبب الحرب والعنف، وذلك من خلال استخدام العلاج بالدراما، معربة عن امتنانها للطالبات المجتهدات وللعقول الشابة اللامعة، نواة المستقبل في الوطن العربي، معتبرة أن خرّيجات هذا الاختصاص بإمكانهن العمل في قسم الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات والمدارس… لتحفيز الموظفين الآخرين وجعلهم أكثر قدرة على الإنتاج ومساعدتهم على التفكير السوي والعيش بسلام.
كما أعربت عن سرورها بالتعاون مع جامعة الروح القدس التي كان لديها رؤية واضحة حول أهمية العلاج بالدراما والفائدة التي يعود بها إلى مجتمعنا العربي، وقد نفّذت وطوّرت بالتالي برنامج الدعم النفسي للعلاج بالدراما.
وأضافت: “في حين نسمع الكثير عن جهود تصب لجهة تمكين نسائنا العربيات وكسر الحواجز الزجاجية في بلدان معينة من عالمنا العربي، لا تزال مئات النساء العربيات تعشن جحيم صدمات الحرب والعنف والفقر ونقص الدعم التربوي والمالي والمهني وكذلك الصحة النفسية. هذا هو المكان الذي ستبرز فيه المرأة، بالمعرفة والخبرة الفريدة التي ستكتسبها في هذا الفصل الدراسي. وأنا متأكدة أن هذه الخبرات المكتسبة والمهارات المستقبلية ستقود ليس فقط إلى الابتكار بدعم نمو الصحة النفسية وبناء السلام في العالم العربي، بل في مجال تقدمنا الاجتماعي المستقبلي”.
وتمنت الشيخة الصباح على الجميع المساعدة في “تحقيق هدفنا المتمثل في شفاء مليون امرأة عربية من الصدمات النفسية للحرب والعنف بشكل أسرع”، داعية إلى “تكثيف الجلسات المثمرة والمثيرة في هذه القاعة خلال هذا الفصل الدراسي، على أن تحمل الطالبات العديد من الذكريات الجميلة مع أساتذتهن التي ستنطبع فيما بعد في مسيرتهن الفاعلة والمثمرة”.
وأكدت الشيخة الصبّاح: “أمام المرأة التي تعاني من أي نوع من الاضطراب خياران: إما أن تبقى مكتوفة الأيدي والاستمرار في الألم أو البحث عن أي طريقة تخرجها من الدائرة العنيفة التي هي فيها”، لافتة إلى أنه “من حق المرأة الخروج من هذه الدائرة لأن حياتها ستكون أفضل. هذا وتضع مؤسسة انتصار على حسابها على انستغرام مجموعة من التمارين التي يمكن أن تملأها المرأة من منزلها، تساعدها على التغلّب على التوتر والقلق والحزن”.
وختمت: إن الشعب اللبناني خلّاق ومبدع ويجد دائمًا طريقة للخروج من المآزق، لذلك لن تطول معاناته”.