“مؤتمر نموذج هيئة الأمم المتحدة لهذا العام –2023HARMUN” بعنوان “REDIFINING 21ST CENTURY INNOVATIONS : THE BIRTH OF GLOBAL PROSPERITY
– إفتتح طلاب ثانوية رفيق الحريري في صيدا “مؤتمر نموذج هيئة الأمم المتحدة لهذا العام –2023HARMUN” بعنوان “REDIFINING 21ST CENTURY INNOVATIONS : THE BIRTH OF GLOBAL PROSPERITY “، وذلك في قاعة حسام الدين الحريري في الثانوية بمشاركة رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة النائبة السابقة بهية الحريري. وحل ضيفا ومتحدثا رئيسيا لحفل الافتتاح الإعلامي منير الحافي، بحضور عقيلته كارين عباس ومديرة الثانوية نادين زيدان وأفراد من الهيئتين الإدارية والتعليمية ولجنة الأهل في المدرسة بالإضافة إلى مجموعة من الخريجين.
بداية، النشيد الوطني، ثم بكلمة ترحيب وتقديم من الطالبة مجدالينا الدادا، افتتح بعدها الامين العام لنموذج الأمم المتحدة الطالب وليد المكاوي المؤتمر، وبعد كلمة لنائب الامين العام الطالب يوسف الثعالبي، توجهت الحريري بكلمة الى الطلاب المشاركين فقالت: “أردت أن أشاركم اليوم هذا اللقاء المميز، والذي يكتسب أهمية إستثنائية هذا العام، حيث العالم بأسره يعتبر العودة إلى ميثاق الأمم المتحدة ضرورة ملحة لإعادة البشرية إلى مساراتها السلمية، بعد أن عادت أشباح الحروب العالمية تعود إلى الخطابات السياسية لرؤساء الدول والقيادات العسكرية، وتشكل الموضوع الرئيس للمؤسسات الإعلامية، وذلك بعد مرور أكثر من عام على الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الإنسانية والإقتصادية والمعيشية، والتي أصبح يعتبرها البعض إحدى مظاهر الحروب العالمية الأولى والثانية”.
و: “وكل هذه التطورات تعيد الإعتبار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لأنهما الضامن الأساس للأمن والسلم الدوليين منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وأهوالها، والتي ذهب ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا من القتلى والمشردين، بالإضافة الى الدمار والخراب والفقر والجهل والمرض، فجاء تأسيس منظمة الأمم المتحدة ليشكل أساس النظام العالمي الجديد. واعتبر ميثاق الأمم المتحدة إنجازا فكريا إستثنائيا وأرفع ما قدمه العقل البشري للنظام العالمي الجديد، وإلى عالم ما بعد الثورات الصناعية والثورات التكنولوجية، وتطوراتها السريعة والمكثفة والتي حولت العالم الكبير إلى قرية صغيرة، ونحن نشهد كل يوم تطورا جديدا في عالم التكنولوجيا والذكاء الصناعي مما يساعد على تعميق ثقافة الحوار ورفعة التفكير العلمي الدقيق”.
وقالت الحريري: “إننا فخورون بهذه التجربة المميزة، وبالإرادة المشتركة في تأسيسها وإدارتها والتي تساعد طلابنا على فهم العالم ومؤسساته الناظمة وفروعها وتطورات منظماتها التخصصية الإنمائية والمناخية والبحثية، بالإضافة إلى الأمن الألكتروني والطاقة الذرية والصحة وحقوق الطفل والمرأة وغيرها، من دون أن ننسى الدور الكبير لمؤسسة اليونسكو ودورها الرائد في التربية والثقافة والفنون والتراث، والتي تزامن تأسيسها 1945 بعد تأسيس الأمم المتحدة بأسابيع قليلة، والتي جاء في ديباجتها التأسيسية، أن “الحروب تقع أولا في عقول البشر وفي عقول البشر تبنى حصون السلام”. أتمنى أن تكون هذه التجربة المميزة فاتحة خير وسلام لشاباتنا وشبابنا ولوطننا الحبيب لبنان”.
وتحدث الحافي، فتوجه بداية بالتهنئة بحلول شهر رمضان، آملاً أن” يحمل لجميع اللبنانيين واللبنانيات، الخير والسعادة والأمل”، وقال:”كم أنا سعيد في هذا الصباح إذ ألتقي بهذه الوجوه الطيبة وأتحدث أمام باقة من طلاب لبنان وطالباته عن قصة نجاحي الشخصية. لكن مهلا، هل يمكن أن أتحدث عن نفسي في حضرة الرجل الذي تحيط روحه في المكان والذي تحمل الثانوية اسمه؟ هل يمكن أن أتحدث عن منير الحافي، ورفيق الحريري حي في وفينا؟ وكيف يمكن أن أكتب عن نجاحاتي وأمامي سيدة فاضلة رافقت أخاها الكبير، وهي تعتبر رمزا من رموز الصبر والعمل، والنجاح؟ عنيت بها طبعا السيدة بهية الحريري. لكن ما يعزيني أنني من هذه المدرسة الوطنية الحريرية التي خرجت أجيالا في كل المجالات: في التربية والتعليم والثقافة والإعلام ناهيك عن السياسة والاقتصاد والمال”.
وأضاف: “في العام 1982 أسس الرئيس الشهيد رفيق الحريري مدرستكم الزاهرة في مجمع كفرفالوس الذي كان يعمل الحريري على أن يكون مركزا طبيا علميا فريدا من نوعه في الشرق الأوسط. في تلك السنة كانت مؤسسة الحريري ترسل المساعدات الغذائية إلى العائلات المحتاجة في كل لبنان. سمعت يومها برفيق الحريري وحلمت منذ ذلك الحين بلقائه لأنه كان بالنسبة إلينا “المخلص” الذي سيعمل يوما ما على إنقاذ لبنان. وفي العام 1986 تخرجت من مدرسة المقاصد – الحرج لأقدم أوراقي الى الجامعة اللبنانية الأميركية وإلى مؤسسة الحريري، ذلك لأن عائلتي لا تستطيع أن تعلمني في الجامعات الخاصة بسبب عدم قدرتها على ذلك. وكم كانت فرحتي كبيرة حين تم قبولي في المؤسسة والجامعة اللبنانية الأميركية. حتى اللغة الإنكليزية تم تقويتنا بها في الجامعة الأميركية وذلك ببرنامج خاص من مؤسسة الحريري. وفي العام 1993 بدأ رفيق الحريري مشروعا من نوع آخر هو مشروع تلفزيون المستقبل. كنت من أوائل الموظفين الذين دخلوا التلفزيون إيمانا بالمشروع الوطني الذي يحمله رفيق الحريري. وبدأ التلفزيون من هنا، من صيدا قبل أن ينتقل إلى بيروت”.
واستعرض الحافي مسيرته الإعلامية الطويلة التي بدأت مع تلفزيون المستقبل كمذيع الأخبار الرئيسي، ومعدا ومقدما لبرامج سياسية وغيرها، وكيف أنه خلال 27 سنة قدم آلاف النشرات الإخبارية وأعد مئات المقابلات وكتبت عددا لا يحصى من الأفكار على الورق وعلى الشاشة. وقال: “في كل تلك السنوات كنت أضع أمامي فكرة رائدة: الأمل دائما بالله وبالإمكانات الموجودة عندي شخصيا وعندنا كفريق. لكن لا أمل من دون عمل. الأمل يجب أن يكون مقرونا بالعمل. لذلك كنا نعمل بلا كلل لساعات طويلة لا نعرف خلالها الليل من النهار. وعندما نجح معنا برنامج صباحي يومي اسمه “عالم الصباح” كنا نعتبر أنفسنا “ممرضين” في مهمة إنسانية، بمعنى أننا كنا نبدأ العمل التحضيري للظهور على الشاشة عند الخامسة صباحا لنكون جاهزين عند السابعة”.
وتابع: “كانت عندنا رؤية مأخوذة من “الرجل الكبير” – رفيق الحريري. هو يدير البلد والمؤسسات ويعطي الأمل والتشجيع ونحن نواكبه، ونبتكر، ونجتهد، ونثابر، وننافس كبريات المؤسسات الإعلامية حتى صار تلفزيون المستقبل متميزا على الصعيد العربي، حتى أننا صدرنا العديد من زملائنا وزميلاتنا للعمل في مؤسسات عربية وحتى عالمية”.
واستعاد الحافي بعضا من التحديات والأزمات والمراحل الصعبة التي واجهت عمله وزملاءه كإعلاميين في التلفزيون وكيف استطاعوا تخطيها بالصبر والأمل بالمستقبل، ولا سيما، خلال الحروب التي شنت على لبنان من قبل العدو الإسرائيلي وفي مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وكذلك تحديات الإنماء والإعمار التي خاضها الرئيس رفيق الحريري ضد المعرقلين، وكل الصعوبات السياسية والأمنية التي رافقت وواجهت مسيرته، وصولا الى الزلزال المدمر في العام 2005 باغتيال الرئيس رفيق الحريري، واستدرك قائلا: “كنا أمام خيارين إما الانهيار وإما إكمال المسيرة. فاخترنا الصمود وأتى الأمل مع الرئيس سعد الحريري. وعلى الرغم من كل الصعوبات الهائلة التي رافقت عمله وعملنا، إلا أننا استطعنا الحفاظ على المؤسسة الإعلامية واشتغلنا مع الحريري الابن على محاولة تطويرها رغم بعض العقبات التي واجهتنا. لكن حصلت أمور خارج إرادتنا، أدت الى اقفال التلفزيون. وكما كنت أول مذيع قدم نشرة أخبار تلفزيون المستقبل مع الزميلة المرحومة نجوى قاسم في العام 1993، قدمت آخر نشرة أخبار في تلفزيون المستقبل في آب 2019”.
وختم:”وبعد؟ هل نيأس؟ طبعا لا، نتمنى أن تحمل الأيام المقبلة فرجا على لبنان وأبنائه ونحن عانينا من أزمات وحروب عديدة، نتمنى أن تنقشع قريبا، وأتمنى أن يذهب كل واحد من أبنائنا إلى اختيار الطريق الذي يراه مناسبا له في المستقبل. من الطب والهندسة والاقتصاد والأعمال والإعلام والتكنولوجيا ومختلف الاختصاصات الجديدة. المهم أن يكون الشاب أو الفتاة يحب – تحب هذا الاختصاص. فبالحب والشغف ينجح الإنسان. أنا أحب اختصاصي وعملي لذلك نجحت فيه. وسأظل أنجح وسيبقى عندي أمل. فأنا من “مدرسة الأمل” التي أسسها “رجل الأمل والعمل” رفيق الحريري”.
انطلاق جلسات نموذج الأمم المتحدة
بعد ذلك انطلقت أعمال مؤتمر “نموذج الأمم المتحدة” حيث توزع الطلاب بصفاتهم مندوبين مفترضين للدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة على جلسات عمل تحاكي جلسات لجان المنظمة الدولية لمناقشة قضايا شعوب المنطقة والعالم على اكثر من مستوى وصعيد، وجال الحافي برفقة المديرة زيدان على بعض هذه الجلسات مستمعا الى مداخلات الطلاب – مندوبي الدول الأعضاء.
وتألفت هيئة “نموذج الأمم المتحدة” في الثانوية بمؤتمرها لهذا العام من الطلاب وليد المكاوي: الأمين العام، يوسف الثعالبي نائب الأمين العام، دلال اللاز مسؤولة مديري اللجان، خليل خاسكية مسؤول الفريق التقني، نايا درة مسؤولة فريق المرشدين، مجدالينا الدادا مسؤولة فريق التدقيق اللغوي، تمارا ابو زينب مسؤولة العلاقات الخارجية، لين منياتو مسؤولة التصوير والتسويق وفاطمة مسعود وعمر الحاج حسين: مسؤول التدريبات”.
———— ع.ح