المقاصد الابية ستبقى القوة الدافعة للأمة
بقلم المحامي عمر زين*
إن ما كتبنا سابقاً وما سنضيء عليه لاحقاً هو للتأكيد بأن خير وسيلة لمقاومة رياح التغيير التي تهب من الخارج وتحديداً من الغرب تجاه المقاصد للقضاء على الأصالة والتراث وطمس الهوية والانتماء، وخير وسيلة هي الصحوة الشاملة والتصدي بأسلوب حضاري جماعي منظم، والاعتماد على الذات للوقوف بوجه ذلك، وبوجه الانحرافات أياً يكن حاملها والساعي لها والمسهل والساكت عنها، فهذا هو طريق تحقيق الإصلاح، والمحافظة على الروح الإسلامية والأصالة العربية ومواكبة مستجدات العصر.
لقد بدأنا نلحظ والحمد لله لقاءات وتجمعات وحركية جادة لبزوغ فجر صادق جديد كالذي قاده الشيخ عبد القادر قباني يوم قيام المقاصد لتعود أعلى منارات الشرق ومصانع الرجال، وحصن الكرامة والحرية، وامة التراث والمؤسسات وقلعة الايمان.
ليعلم القاسي والداني ان صوت المقاصديين ضد التقسيم والفتنة والطائفية والمذهبية سيبقى عالياً مؤكداً على الوحدة والمحبة والسلم الأهلي، ولن يستطيع أحد أن يبدل هذا التوجه، خاصة وأن الصحوة الشاملة بدأت بقوة ولتعود “صوت الوطن” لتملأ رحاب لبنان آمناً وحباً وسلاماً ببرامجها، ولنشر رسالة المقاصد بكل وسائل الإعلام المتاحة.
وإن ما تمر به المقاصد من ظروف على كل مستويات تستدعي استنفار أبناء المقاصد وأحرار الأمة من الناقورة حتى النهر الكبير لدعمها ورفع المعوقات من وجه مسيرتها، ومنع أي جنوح مشبوه لزعزعتها والوقوف بوجه سيطرة العولمة المتوحشة التي اثرت بشكل ام باخر في كيان المجتمع من انهيار أخلاقي واقتصادي ومعيشي أدى إلى عجز الشباب عن دخول المدارس والجامعات مما يهدد بأوخم العواقب وما يجعل الحاجة إلى المقاصد أكثر من أي وقت مضى، وهي المقاصد التي عرفناها بعهودها السابقة قائدة للمجتمع الإسلامي والناهضة به تربوياً وصحياً واجتماعياً ووطنياً، ولتبقى ركناً اساسياً في إذكاء شعلة النهضة العربية الشاملة.
اطمئنوا يا أبناء المقاصد فموقفنا واضح، فمن أقدم على محاولة زعزعة الروح الإسلامية والوطنية للمقاصد لا محل له بيننا ولا يمكن أن يكون صاحب القرار فيها.
ليعلم الجميع أن من يشطب من لائحة اسماء الجمعية العامة أو يزيد عليها اسماء بدون أي مبرر شرعي أو قانوني لا محل له بيننا، وأن من يتناسى ويغفل ويهمل أرشيف الجمعية وهو ملكها وهو ملك المسلمين في لبنان بعامة والبيروتيين بخاصة لا محل له بيننا.
وأن أي تغييرات إدارية لمسؤولي القطاعات الإدارية والتربوية والاستشفائية والصحية والتعليمية إذا لم تكن ضرورية وبالمستويات العلمية والأخلاقية والروحية والوطنية العالية فانها تؤدي الى اضعاف اعز مؤسسة إسلامية لبنانية ومن يقوم بذلك لا محل له بيننا.
نحن المقاصديون مع التطوير والتحديث في كل نشاطات المؤسسة، وضد الانغلاق والتحجر، لكن بشروطنا ومفاهيمنا بعيداً عن الإملاءات الغريبة عن تراثنا وتربيتنا ومن يعمل غير ذلك لا محل له بيننا.
من هنا نرى ضرورة أن تتحرك الهيئة العامة الحالية للجمعية لتعقد اجتماعاً لها عاجلاً وبحضور الأشخاص الذين شطبت أسماؤهم للوقوف على مسيرة المؤسسة وتوجيهاتها واتخاذ القرارات المناسبة بالخصوص.
ولنرى ايضا ونظراً لخطورة ما يحصل لابد من عقد مؤتمر وطني إسلامي وفق روح المؤسسين الاوائل لبعث الفجر الصادق من جديد حتى تتمكن المقاصد من خلال هذا الدعم الجدي من متابعة رسالتها في قيادة المجتمع الإسلامي والوطني والنهوض به، وهذا ليس ببعيد، وقد بدأ التوجه الجدي للاصلاح والتغيير.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 17/4/2023