مجلس النواب اللبناني يفشل للمرة 12 في انتخاب رئيس للجمهورية
فشل البرلمان اللبناني، الأربعاء، في انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الثانية عشرة على التوالي منذ أكتوبر الماضي، بعد عدم تحقيق أي من المرشحين النسبة المطلوبة.
فشل النواب اللبنانيون، في انتخاب رئيس جمهورية للبنان الذي يمر بأسوأ أزمة سياسية واقتصادية في تاريخه ، لتستمر بذلك حالة الشغور الرئاسي القائمة منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي
المرشح جهاد أزعور، حصل على 59 صوتا مقابل 51 لمنافسه، سليمان فرنجية، المدعوم من الثنائي حركة امل وحزب الله. ولم يحدد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، موعدا لعقد جلسة ثانية لإعادة التصويت.
ويحتاج المرشح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتا للفوز. وتصبح الغالبية المطلوبة إذا جرت دورة ثانية 65 صوتا من 128 هو عدد أعضاء البرلمان. لكن النصاب يتطلب الثلثين في الدورتين. ولا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية تخوّله فرض مرشحه المفضل.
وفي الجلسة التي عقدت اليوم الأربعاء، وبعد قرابة خمسة أشهر من آخر جلسة عقدت لانتخاب رئيس، والتي كانت مكتملة النصاب (128 نائبا)، حصل الوزير السابق جهاد أزعور على 59 صوتا، الوزير السابق سليمان فرنجية 51، ورقة بيضاء 1، الوزير السابق زياد بارود 6، أوراق ملغاة 1، قائد الجيش جوزيف عون 1، لبنان الجديد 8.
وإثر عدم اكتمال نصاب الدورة الثانية من الجلسة، خرج رئيس المجلس، نبيه بري من القاعة دون تحديد موعد جديد لانتخاب رئيس للبنان.
وجوبِه ترشيح أزعور بحملة قوية من حزب الله وحركة أمل بوصفه “مرشح التحدي”، إضافة إلى مجموعة اتهامات بشأن حقبة توليه منصبه وزيرًا للمالية، بجانب مزاعم عن “علاقات مشبوهة” مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يتم التحقيق معه حاليًا في مخالفات مالية.
هذا ووصف عدد من النواب الجلسة بأنها غير دستورية، وطالبوا بإعادة التصويت، حيث أنه باحتساب الأصوات يتبين العدد 127، وبالتالي هناك ورقة مفقودة.
وفيما بعد اعلنت مصادر مجلس النواب: ان الصوت الضائع هو مغلف فارغ من أي ورقة والأمين العام لمجلس النواب أبلغ ذلك لنواب من مختلف الكتل في اجتماع في مكتبه
وبعد انتهاء عملية فرز الأصوات، فقد نصاب الجلسة وبالتالي لم يتمكن المجلس من عقد جلسة ثانية لانتخاب رئيس.
يذكر أن في الدورة الأولى يحتاج أي مرشح إلى 86 صوتا للفوز بمنصب الرئيس، وفي الجلسة الثانية يحتاج إلى 65 صوتا أي النصف زائد واحد.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر الماضي، فشل البرلمان في انتخاب رئيس في وقت لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكنه منفردا من إيصال مرشحه إلى المنصب.
ألرئيس بري :إنتخاب رئيس للجمهورية لن يتحقق الا بالتوافقوبسلوك طريق الحوار : صرح رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري بما يلي : بعد جلسة اليوم كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ ولنعترف جميعاً بأن الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وإنتهاج سياسة الإنكار لن نصل الى النتيجة المرجوة ، التي يتطلع اليها اللبنانيون والأشقاء العرب والاصدقاء في كل أنحاء العالم ، الذين ينتظرون منا أداءً وسلوكاً يليق بلبنان وبمستوى التحديات والمخاطر التي تهدده وأن بداية البدايات لذلك هو الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهوريه وذلك لن يتحقق الا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار … ثم الحوار …ثم الحوار .
نعم حوارٌ بدون شروط لا يلغي حق أحدٍ بالترشح .
وأضاف : حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤيا مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق دون إقصاء أو عزل أو تحد أو تخوين .
حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة .
وختم : آن الاوان لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق فهل نحن فاعلون ؟
بعد نيله العدد الأكبر من الأصوات أزعور يعلّق
صدر عن الوزير السابق جهاد أزعور عقب جلسة مجلس النواب اليوم الاربعاء، البيان الآتي: “أتقدم بالشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من جلسة اليوم. وأتمنى أن يكون المشهد الجديد حافزاً على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، وعلى المضي في العملية الانتخابية من أجل مصلحة الشعب اللبناني.
الفت الانتباه إلى أنني حالياً في اجازة من صندوق النقد الدولي وتخلّيت موقّتاً عن مهامي كمدير لدائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والمواقف التي أدلي بها شخصية ولا تعبّر بالضرورة عن رأي صندوق النقد الدولي”.
فرنجيه: نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع
غرد رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيه عبر حسابه على “تويتر”: كل الشكر للنواب الذين انتخبوني وللرئيس نبيه بري وثقتهم أمانة، كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع”.
فرونتسكا: على أعضاء البرلمان اتخاذ خطوات عاجلة لانتخاب رئيس
غردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على “تويتر”: “جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة اليوم في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوض الممارسات الديمقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لاعادة البلاد إلى مسار التعافي”.