فضاءات ميديا…تعزيز الوحدة والتفاهم في الإعلام العربي
فضاءات ميديا…تعزيز الوحدة والتفاهم في الإعلام العربي
بقلم / الناشر
مروان القاسم
في خضم الدعوات التي لا حصر لها والتي تصل إلى صحيفة عين الأردن، هناك لحظات نادرة تبرز فيها دعوة من البقية، وتحثنا على مشاركة تجربة غير عادية. كان هذا هو الحال عندما تلقيت دعوة كريمة من فضاءات ميديا لحضور حفل عشاء خاص نظمته المجموعة في عمان.
سجل فضاءات ميديا الحافل بالنجاحات في العمل وقدرتها على استكشاف أعماق الوعي العربي وإلقاء الضوء على القصص التي لا تُروى أثار اهتمامي. لقد قبلت دعوتهم بتوقع كبير، وما حدث أكد توقعاتي، إذ من الواضح أن هذا التجمع كان مهيأ ليكون حدثا استثنائيا
وأثني هنا على جميع الجهود الدؤوبة والريادية التي يقودها الدكتور عزمي بشارة الذي ظلّ أميناً للثقافة، بوصفها ضمير الأمة العربية والذي من خلال سعيه الدؤوب للحفاظ على الاستكشاف الفكري، ومساهماته في إثراء الهوية العربية قام برعاية الاتجاهات الفكرية وشرع بلا خوف في مبادرات رائدة تعزز الشعور العميق بالانتماء والفخر بالثقافة العربية وهذا دليل دامغ على إيمانه الراسخ بقدرتها على تشكيل المجتمعات وتوحيدها.
وللحقيقة انا معجب منذ البداية بادراك فضاءات ميديا مسؤوليتها العميقة في التأثير الإيجابي على الرأي العام، وتحدي الصور النمطية، ودفعها باتجاه التغيير الهادف وتمكين الأصوات التي لطالما تم تهميشها. وفي هذا أيضا تذكير قوي بأن المؤسسات الإعلامية لديها القدرة على تشكيل السرد الجماعي وإشعال التحولات المجتمعية الإيجابية.
إن تجربة مجموعة “فضاءات ميديا” من التلفزيون العربي إلى العربي الجديد وتلفزيون سوريا هي شهادة على الروح التي لا تقهر للشعب العربي، وتذكير دائمً بالقوة التحويلية لوسائل الإعلام. إعلام يشجع الأجيال على تجاوز الشدائد وتفكيك الهياكل القمعية وإعادة كتابة الروايات التي تشكل واقعنا الجماعي.
كان التلفزيون “العربي” رائدا في تقديم تغطية إخبارية غير منحازة وتحليلات مثيرة للفكر. فيما استقطبت “العربي 2” الجماهير بمجموعة متنوعة من البرامج التي تعرض النسيج الثقافي للمنطقة. كما برز “تلفزيون سوريا” كمنارة أمل مكرسة لإلقاء الضوء على نضالات وانتصارات الشعب السوري. ودأب موقع وصحيفة “العربي الجديد” على تحدي الوضع الراهن وإعطاء صوت للمهمّشين وبدء حوارات جوهرية.
وقولا واحد، أصبحت هذه المؤسسات الإعلامية التابعة للمجموعة حجر الزاوية في المشهد الإعلامي، حيث لعبت دورًا أساسيًا في إعلام الجمهور وإلهامه وإشراكه. من خلال توفير محتوى متنوع وعالي الجودة.
حضور الزميل عباد يحيى، المعروف برواياته الآسرة التي تستكشف تعقيدات التجربة الإنسانية، أضفى بعدًا فريدًا مذكّرًا الجميع بالعلاقة التي لا تنفصم بين الرواية والأدب وتطور المشهد الإعلامي>
وفي حين أن شهادتي في الزميل عباد قد تكون مجروحة إذ أعرفه قبل أن التقي به من خلال رواياته وفيها قدرته على بث الحياة في شخصياته التي لم تكن مجرد إبداعات خيالية. بل أناس حقيقيون، بشخصيات معقدة، ونضالات مترابطة، وأحلام يتردد صداها مع القارئ، أؤكد على الحضور القيّم لزملائنا الأعزاء الآخرين حسام كنفاني رئيس تحرير صحيفة وموقع “العربي الجديد”، ومدير “تلفزيون سوريا” حمزة المصطفى، والزميل معن البياري.
الوعي العربي يمر بفترة تغير سريع. والربيع كان لحظة فاصلة، المنطقة الآن في حالة تغير مستمر. ومن هنا أدعو فضاءات لمواصلة عملها في استكشاف أعماق الوعي، والمساهمة في تفكيك الحواجز التي تعيق التقدم، والدفاع عن الحقيقة والأصالة، ورعاية نظام إعلامي يعكس حقًا النسيج المتنوع لمجتمعاتنا العربية