المرتضى مكرّماً من كبير مشايخ البياضة: القاف التي تُجلجل في حلوق بني معروف، ستبقى القوة القاهرة القادرة على قول الحق وحفظ القيم والمِطرقةً التي تنزلُ على مواقف مروّجي الشر،
حذّر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى من وجود حملةٍ ممنهجة :”تهدف إلى تدمير مجتمعِنا وخليّتِه الأساسية التي هي العائلة، وذلك عبر الترويج بالإعلام تارةً وبعناوين ثقافية أحيانًا وبالمحاولة التشريعية أخيرًا، لما ينافي إيماننا مسلمين ومسيحيين وتقاليدنا وتاريخَنا وهويتنا الحضارية الضاربة في جذور الإنسانية منذ فجر الاجتماع البشري.”
مؤكدا ان:وزارة الثقافة ستستمر مركزاً لبثّ الوعي لما يحاك لهذا الشعب وستبقى صوت وسوط كلّ غيورٍ على القيم ساعٍ الى خدمة قضايا الحقّ والوحدة ورفعة الإنسان وعزّة وطننا الغالي.
كلام الوزير المرتضى جاء خلال تكريمه من كبير كبير مشايخ البياضة حاصبيا الشيخ فندي جمال الدين شجاع والذي اقام للوزير استقبال حاشد في منزله بحضور حشد كبير من مشايخ البياضة الاجلاء ووجوه حزبية وثقافية وتربوية من بلدة حاصبيا والقرى المحيطة .
ورحب الشيخ شجاع بمعالي الوزير وقال :”اننا نكن لمعاليك كل احترام وتقدير ونثمن مواقفك الوطنية وتوجهاتك التي باتت مثلا يحتذى واضاف اننا معك يا معالي الوزير في كافة الخطوات التي تتخذونها وفي مختلف المجالات واننا نثمن وندعم ونقف الى جانب المقاومة الشريفة التي حررت الارض رلا تزال تدافع عن الارض والعرض حتى تحرير كامل المناطق اللبنانية التي لا زالت محتلة انطلاقا من تلال شبعا وكفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة وصولا الى المناطق المحتلة من بلدة الماري والمتداخلة مع بلدة الغجر السورية المحتلة .
وفيما يلي كلمة الوزير المرتضى استهلها بالقول :”
”الحكمةُ بنت بيتَها، نحتت أعمدتَها السبعةَ”، هكذا جاء في أمثال النبي سليمان. أمّا في سِفْرِ لبنان، فإنّ الحكمة بنت لها بيوتًا سمتّها خلوات، ونحتت أعمدتَها من رجالٍ بعمائمَ بيض، اتخذوا لهم هذا الموقع، “البياضة”، ومواقع أخرى في الجبلّ الأشم، أمكنةً للتعبّد والذكرِ والصلاةِ وترويضِ الأجسادِ والأرواحِ على الفضائل السامية. فالآتي إلى بيوت الحكمة ههنا، تملأه البركةُ فيزدادُ ولعًا بالحق وعزمًا على الدفاع عنه.
أيها المشايخ الأبرار،
يا سادة بني معروف،
بالأمس اتخذنا موقفًا دستوريًّا إيمانيًّا من موضوع فيلمٍ يعلمُ العالم كلّه انّه يروّج ُللشذوذ الجنسي، وموقفاً آخر من إقتراح قانونٍ يرمي إلى تشريع الشذوذ وإباحته. فانهالت علينا من أبواقٍ عديدة كلماتٌ ومواقفُ أقلُّ ما يقالُ فيها أنّها شتائمية غرائزية شاذّة في اسلوبها والمضمون. أوضحنا موقفنا خلال سلسلة تغريدات أتبعناها بمقالين نشرناهما في جريدتين محليتين مقروئتين جدًّا(النهار والجمهورية)، نٌفند فيهما بالأدّلة القانونية والدستورية فسادَ مشروع القانون، ودوافعَ القرار المتعلّق بالفيلم المذكور. وبدلًا من مناقشتِنا مناقشةً علميةً حقوقيةً رصينة، استمرت أبواقُ الفتنةِ من أفواهٍ وشاشاتٍ ومنصّات، على وتيرة الشتم والتحريض نفسِها، حتى إننا لم نتلقَّ ولا جوابًا واحدًا على الأسباب القانونية والدستورية التي عرضناها تباعًا في التغريدات والمقالين، بل استمرت منظومة القدح والذم على النهج الذي بدأته، رافعةً شعارَ الحريّة وحقوق الإنسان، بشكلٍ مزيّف خالٍ من مضمونه الحضاري والإنساني. فتأكّد لنا ما نعرفه قبلًا من أننا أمام حملةٍ ممنهجة تهدف إلى تدمير مجتمعِنا وخليّتِه الأساسية التي هي العائلة، وذلك عبر الترويج بالإعلام تارةً وبعناوين ثقافية أحيانًا وبالمحاولة التشريعية أخيرًا، لما ينافي إيماننا مسلمين ومسيحيين وتقاليدنا وتاريخَنا وهويتنا الحضارية الضاربة في جذور الإنسانية منذ فجر الاجتماع البشري.
أيها المشايخ الأجلّاء
باسم الحرية يريد جماعةٌ منا أن يقمعوا كل رأيٍّ مخالف، كما كان يحصل في القرون الوسطى.
باسم حقوق الإنسان يريدون لقلّةٍ من أبناء المجتمع أن تفرض توجّهاتها وميولَها على الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني.
باسم الدين يتقاتلون على تقاسم المغانم الطائفية في البلد المنكوب، ويتّهمون بالرجعية من يدعو إلى التمسّك بالقيم الأخلاقية المستمدّة من تعاليم الدين الشريفة. كأنّما الدين بالنسبة اليهم مجرد مطيّة للوصول الى الكراسي والمناصب وتحقيق المكاسب ويتنكّرون له وللأخلاق والقيم المتولّدة عنه اذا تعارض، وهو يتعارض بطبيعة الحال ،مع الأجندّات الشيطانية التي يعملون على تنفيذها في لبنان.
يجهلون القانون ويتبجّحون بإعطاء تفسيرات له لا تعرفُ إلى الصوابِ طريقًا ولا وجهةً.
وفوق ذلك كله يتخرّصون ويتّهمون المحامي عن الدستور والقانون والأخلاق والتعاليم بأنّه ضدُ الحرية.
أيها المشايخ الأجلّاء
وكما قال الجواهري : “لنحنُ أعرفُ مَن همُ ولمن همُ، ولمن تُمثّلُ هذه الأدوارُ”. لكننا، أنتم ونحن، واثقون بأنّ القاف التي تجلجل في حلوق بني معروف، ستبقى القوة القاهرة القادرة على قول الحق وحفظ القيم والأخلاق والتقاليد، وستبقى مِطرقةً تنزلُ على مواقف كلِّ من يريد بوطننا ومجتمعِنا ووحدتنا وهويتنا شرًّا،
الشكر كلّ الشكر على دعوتكم لي لأكون بينكم في هذه الدار المباركة وعلى ما أبديتموه من إحاطةٍ واحتضان، وأعدكم بأنّ وزارة الثقافة ستستمر مركزاً لبثّ الوعي لما يحاك لهذا الشعب وستبقى صوت وسوط كلّ غيورٍ على القيم ساعٍ الى خدمة قضايا الحقّ والوحدة ورفعة الإنسان وعزّة وطننا الغالي،
عاشت البيّاضة حصناً للحكمة موئلاً للصفاء وعنواناً للنقاء
عشتم، عاش لبنان
والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.