نسخة باهتة بلا ألوان…روح ما بعد الإجهاض..
بقلم علا خليفة
سلاماً على من فعله أبلغ من الكلام
سلاماً للرجال الذين يمتلكون أكبر قيم الإنسان شمولاً،هي تلك التي يبدأ منها”بالرفض” على خاصية المرأة الحاملة بالمكروه الرفضي،بجنينه الذي وضعه رغبته منه ورفضه بأسلوب رجل أناني لأسباب غير مبررة مهما كبُرت عظيمة أو عظمة ظروفه الاقتصادية أو الاجتماعية أو…
هو من الرجال الذين يمنعون إنجاب طفله الى هذا العالم ولديه الأحقية الكبيرة في ذلك نظراً لتأثير القوالب الذكورية الشرقية وتفشي ظاهرة الرجل المسيطر المُتحكم بكافة القرارات،في البيئة التي تربى فيها وتلعب دور كبير في سلوكياته المستقبلية،وللأسف معظم المجتمعات العربية مجتمعات ذكورية تشجع وتدعم الولد وتوفر كل الظروف لخدمته وكأنه ملك،وبعدها تنتج الأسرة ذكوراً لا تستطيع تحمل المسؤولية فتجني على امرأة ذنبها الوحيد أحبته وتزوجته لتنجب طفلاً وعائلة،فكان له الأحقية بعدم اتمام حبلها…
فبدأت قصتها عندما وقعت بين
سعادة الحرمان وشقاوة الخطوة.
طقس بارد،الثلج يملأ كل الأمكنة لاترى شيئاً سوى اللون الأبيض، ووجوه شاحبة تنتظر ربيعاً يتأخر بالعودة..ولكن..حمل معه بشارة ولد جديد فزفت الخبر لزوجها،فإذ به يتكدر ويغضب “أجهضي الجنين بعملية اجهاض قبل بلوغه الاربعين”
أصرت على إبقائه فإذ به ينتفض غضباً وينهال عليها ضرباً مبرحاً ..بفقد جنينها…وينقل سبب إجهاضها بنزيف حاد..دمر أمومتها وفقدت رحمها …
لم تتخيل يوماً أن تتزوج رجلاً بلا رحمة،رجل يمارس رذيلة الأخلاق بإتفاقية ذاتية ومقبولة تحت غطاء العلم والدين والابتزال العاطفي…
بعد فترة الاجهاض أصيبت بصدمة نفسية واضطرابات التوتر،بالإضافة الى الصور المزعجة والاحداث المحزنة،كانت تستيقظ في منتصف الليل بقلبٍ يرتجف لشدة حزنها..تشعر بأصابعه الغير مكتملة تكتب على وجهها لا تحزني فقدري حدده رجل بائس حرمني نعمة الحياة جهرةً ويغيب طيفه…ويتركها معلقة بين سعادة الحرمان وشقاوة الخطوة،فضلاً عن شعورها بالاكتئاب المكبوت…فكانت تذبل شيئاً فشيئاً،
لم تستطع تفريغ مشاعرها واستعادة عافيتها النفسية نظراً لوحدتها الانثوية المكبلة المكسورة في ركن الخيبات من قبل الأهل والمجتمع، في ظل رجل منفصم أخلاقياً ونفسياً …
بعدها وقفت باتجاه مرآتها وابتلعت دموعها المالحة وأغمضت عيناها،وطبطبت على كتفها فقد حان اتخاذ القرار ولن أخسر نفسي بعد الآن …وسأهجر كل ما يؤذيك ولن ألتفت…