المرتضى من الزرارية: الامان هو بفضل المقاومين ولولا الرئيس بري ما كان احد قبل الطائف وبعده ليبالي بتثبيت الناس في الجنوب.
رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الاحتفال الذي أقامته مؤسسة سعيد وسعدى فخري الانمائية لافتتاح مركزها الجديد في بلدة الزرارية الجنوبية في حضور حشد كبير من الفاعليات السياسية والثقافية والاجتماعية والقى كلمة بالمناسبة جاء فيها :”
نلتَقي اليَوم في الزرارية التي تُشكِّل، هي وسائر قرانا الجنوبية، عنواناً مُضيئًا في ليلِ هذا المشرِقِ الّذي يتناسَى البعضُ تاريخَهُ فيقفِزُ فوقَ جِراحِ مَن قاوَموا المحتلّ في هذه البلدَة العَزيزة فيذهَبُ نحَو الإستسهال والإستِهتار والتفريطِ بالإنجازاتِ التي حقّقها نَفرٌ مِن شبّانِ هذه البلدَة الذينَ سرعانَ ما انتشرَت شجاعًتُهُم إلى البازوريَّة والقليلِة وعَرَبصاليم وإقليم التفّاح برمّتِه وصولًا إلى الزّهراني، فتحيَّة إكبار وإجلال لأرواح شهداء هذه البلدة وعلى رأسهم الشهيد نعمة هاشم وإلى كلِّ من تكبّدَ الجراح البليغَة ثمنًا للحرية والكرامة وهما غاليان عند الأحرار ورخيصان يًباعان بِقَليلٍ من الفضَّة عند المتخاذلين.
وقال: من ارض الجنوب ، من هذا المناخ الذي يبثُّ أمانًا بفضل المقاومين المرابطين ،كان لا بدَّ أن يواكبَ الإنماءُ الحريَّةَ، فالإنماءُ بلا حريَّةٍ سكبٌ للجَنى في سلالٍ مثقوبَة والحريَّةُ والتحرير من دونِ إنماءٍ قيمتان تفتقران إلى المحتوى الذي يحاكي حاجات الناس وتطلّعاتهم إلى تطوير حياتهم بملء شواغرها اليومية التي كنّا ننتظرُ من الدولة قبل الطائف وبعده الإهتمامَ بها فإذا بها تتخلف عن واجبها في خدمة المواطنين وتثبيتهم في هذه الأرض ولولا ثبات دولة الرئيس نبيه برّي وصلابته ما كان ليبالي أحدٌ من القيّمين حينها على الدولة بهذه المناطق التي قدّمت للبنان الغالي والنّفيس من أجلِ البقاء والإرتقاء.
اضاف: ومن عمق هذه الحاجة الملّحة الى الإنماء وُلِدَت “مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائيّة” التي نعوّل على أن تتحوّل من قيمةٍ جنوبيّة صيداويَّة إلى قيمَة وطنيَّة جامعة ومثالًا حبّذا لو يُحتَذى من المؤسسات في لبنان فتحيَّةُ احترام وتقدير إلى هذه المؤسسة التي نفتتح اليوم مركزها الجديد في حيّ البيدَر الذي يحتضنُ اليوم بيدرَ عطاءٍ وإنماء يجعلنا نشهدُ على بيدَرَينِ واحد في الجغرافية وواحدٌ يصنعُ تاريخًا من الإنسانيَّة الملتزمة بشؤون وشجون الناس.
وقال: الشّذوذ في لبنان يكاد يتحوَّل إلى ثقافة مدمِّرَة في كل وجوهه فما أن ينجح لا سمح الله في تثبيت موبقاته في مجتمعنا حتى تتبدّلَ الأولويات وتتسرطَنَ القيَم فنتحوّلَ من ترسيخ تراثنا وتضامننا الإجتماعي إلى ترسيخ الفلتان والفوضى وبذلك تصبح المؤسسات الإجتماعيَّة مؤسسات ترويجيَّة للتدمير الإجتماعي ويصبح كل مجهودنا ومجهود مؤسستكم الكريمة إلى شذوذ عن قاعدة الشّذوذ المطلوب تعميمُها وهو ما لم ولن نقبل به، وما حضورُنا معكم اليوم إلاّ دعمًا غير مشروط لما تقومون به منذ عقود في سبيل الالتزام بقيمنا وتقاليدنا خصوصًا من ناحية ترسيخ المواطنين في أرضِهِم، ونحن نشدُّ على أيدي المؤسسين الذين سخّروا علاقاتهم اللبنانية والعربية والدوليَّة في سبيل ابناء بلدتهم وبلدهم ولهم منّا كلّ الدّعم والمؤازرة.
وقال: مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائيّة تسطعُ فينا فضائِلَ وقيمًا وتعاليمَ سماويّةً وأخلاقيَّةً وإنمائيَّة تحفظ الفرد والمجتمع في التحام الأواصِر ولقاء الناس الطيّبين على الودّ والرحمة والتضامن الإجتماعي فأنتم بوابةُ الناس نحوَ الصمود المجتمعي وجسرُ العبور نحو الإستقرار في الأرض وعلى مثل هذه الجسور التي شيّدَتها مؤسستكم الكريمة ترتقي المواطنةُ ويتحققُ عمران البشر والحجر
.
واردف: فلنتأمَّل قليلًا من رحاب هذا المركز الجديد أيها الإخوة في معنى العطاء المجاني الذي تقدمونه لبناء عالم جديد فيه حقٌّ وخيرٌ وجمال يبني الإنسان ويستجيب لتأوّهاتِه التي يخنقُها في صدرِهِ لشدّة عزّةِ نفسِه وكرامتِه فتتلقفونَها عنه وله ومن أجلِه فتعطونه في حقله وعمله ومهاراته من دون منّة ولا مقابل.
نتعلّق معكم ونتحلّقُ ونحلّقُ برفقتكم من أجل قيمة العائلة نواة مجتمعِنا مثمّنين علاقات المودّة والقربى التي تجمع الناس بعضهم مع بعض متمسكين بقيم الأخلاق التي تنشرونَها عبر مؤسستكم ونعلن وقوفَنا إلى جانبكم في مواجهة محاولات هدمها وتفتيتها رافضين الأفكار والمشاريع المشبوهة التي تتلطّى وراء مسخ الحداثَة المزوَّرَة التي لا تتشابه معنا في شيء.
فَلتبقَ هذه المؤسسة عامرةً وليكن هذا المركز الجديد الذي نفتتحه اليوم ملاذًا لكل محتاجٍ لخبرة ومشورة ومهارة في المهنة والحرفة وأسأل الله أن يبارك في جهودكم وأستذكر معكم قول الإمام عليٍّ عليه السّلام: “افعلوا الخير ولا تُحقّروا منه شيئًا فإنَّ صغيرُه كبير وقليلُه كثير ولا يقولَنَّ أحدُكُم إنَّ أحدًا أَولَى بفعلِ الخيرِ منّي فيكونُ واللهُ كذلك
“وختم: تابعوا يا اصحاب العطاء برامجَكُم وندواتكُم ودوراتِكُم مع النحّالين والمرضى ورسلَ الصحّةِ البدنيّةِ والنفسيَّةِ ومع المؤسسات الإنسانيَّةِ الشّريكَة وحوّلوا هذه المؤسسة إلى قفيرِ نحلٍ تجني رَحيقَ المحبّة وتنشرهُ بين الناس وتذكّروا أنَّ سببَ الإئتلاف الوفاء وسببَ المحبة الإحسان لأنَّ أحبَّ الناسِ للناس هو المشفِقُ النّاصِحُ ومن اشتاقَ خدَمَ وانتم مشتاقون ومن خدمَ اتّصَل وانتم متواصِلون ومن اتَّصَلَ وصَل وانتم واصِلون متواصِلون ومن وصَلَ عرِف وانتم من العارِفين وأهل المعروف يعرفونَكُم ولكم منهم الإجلالَ والإكبار.
أيّها الأحبّة، “إنّ للشرّ والخير أهلاً ” كما يقول عليٌّ سلام الله عليه ونحن نسأل الله أن يجعلنا وايّاكم من أهل الخير الذائدين عنه النابذين للشرّ المناهضين له.