أخبار لبنان

بري يطلق مبادرة لإنهاء الشغور في الذكرى 45 لتغييب   الامام  الصدر يجب إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل فوات الأوان 

أطلق رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري “مبادرة للخروج من مأزق إنتخاب رئيس للجمهورية”، قائلا: “تعالوا إلى حوار في شهر أيلول لمدة أقصاها سبعة أيام، والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية الى أن يقضي الله امرا كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية”.

وأكد أن “استحقاق رئاسة الجمهورية كان يجب أن ينجز بالأمس قبل اليوم وغدا قبل بعده وقبل أي أوان وقبل فوات الأوان”، سائلا: “هل ممنوع على مكون سياسي وروحي مؤسس للكيان اللبناني أن يكون له صوت ورأي في مواصفات رئيس جمهورية بلاده؟”.

وأشار إلى أن “أطرافا عادت لتعزف على وتر التقسيم والفدرلة، وهي صيغ عانى اللبنانيون مآسيها وويلاتها”.

وأكد رئيس المجلس أن “إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يتم بفرض مرشح أو بوضع فيتوهات على مرشح ولا ينجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وشل أدوارها، لا سيما عمل السلطتين التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة وبتعطيل عمل السلطة التشريعية التي لها الحق في أن تشرع في كل الأحوال”.

وسأل: “هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول أعمال آخر جلسة قانون تشريع الشذوذ كي يكتمل عقد الجلسة؟”، مؤكدا أن “المجلس النيابي لا يبتكر الضرورة بدل انتخاب رئيس الجمهورية”.

وانتقد رئيس المجلس “من أسماهم فريق الوشاة، الذي يسير خطوط ترانزيت جوية عابرة للقارات باتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويشكل مجموعات ضغط في عواصم القرار تحريضا وتشويها”، وقال: “هؤلاء مخطئون في العنوان ولا يعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة أمل”.

ودعا إياهم الى “توفير أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم”، قائلا: “إنتو غلطانين بالنمرة، وخيطوا بغير هالمسلة “.

وعن الثروة النفطية والبدء بعملية الحفر، قال الرئيس بري: “ان شاء الله ستأتي أكلها مهما “ناوش” البعض وادعى وتعالى صراخه ورد على الحملات التي تحاول التشويش على انجاز ترسيم الحدود والبدء بعملية التنقيب”.

وبين “الحقائق بالتواريخ والارقام”، قائلا: “رغم ذلك، يحاولون تشويه هذا النصر بزعمهم أنهم هم الذين أنجزوه، (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم…) سكتنا طويلا حتى صدقوا انفسهم.

وعن التهديدات الإسرائيلية للبنان، أكد الرئيس بري أن “حركة أمل بكل مستوياتها الجهادية معنية الى جانب حزب الله بأن يكون كل فرد منها فدائي للدفاع عن حدود أرضنا المقدسة”.

وأكد أن “قضية الامام الصدر لن يطويها الزمن وغير قابلة للمساومة او المقايضة”.

وتطرق الرئيس بري إلى “الاحداث التي حصلت في مخيم عين الحلوة”، مؤكدا أن “ما حصل يدمي القلب، وهو لو استمر أو تكرر لا سمح الله، سيكون بمثابة طعنات خناجر في ظهور المقاومين في الداخل الفلسطيني، وهو عمل مشبوه كائنا من كان خلفه”.

كلام ومواقف الرئيس بري جاءت خلال الكلمة التي ألقاها في الاحتفال الجماهيري الحاشد، الذي نظمته حركة “أمل” في مدينة بيروت في منطقة الجناح، إحياء للذكرى ال45 لإخفاء سماحة الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.

شارك في الاحتفال عشرات الالاف من جماهير حركة أمل و الامام الصدر توافدوا منذ الصباح الباكر من مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما من البقاع ومحافظتي الجنوب والنبطية وبيروت وضاحيتها الجنوبية وجبل لبنان والشمال، وضاقت بهم الشوارع المؤدية الى العاصمة، وصولا الى باحة المهرجان الذي حضره اضافة إلى الرئيس بري، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأب عبدو ابو كسم، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ خلدون عريمط، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس  يوحنا يازجي المطران باتريك مراد، ممثل بطريرك الارمن الاثوذكس الاب سركيس ابراهيم، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى الشيخ غاندي مكارم، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وممثل أية الله السيد علي السيستاني الحاج حامد الخفاف.

وحضر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ممثلا رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، السفير الجزائري رشيد بلباقي، سفير دولة فلسطين اشرف دبور، النواب: محمد رعد ممثلا الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، تيمور جنبلاط على رأس وفد من “اللقاء الديمقراطي” وقيادة الحزب، غسان عطالله ممثلا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، نائب رئيس جمعية المشاريع الاسلامية النائب عدنان طرابلسي، امين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد، ورئيس حزب الاتحاد النائب حسن مراد، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن حسن جوني، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، رئيس “تيار التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد الركن حسين خشفة، المدير العام للامن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي على رأس وفد، عائلة الامام السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب، إضافة إلى حشد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين وممثلين عن القيادات الروحية والفصائل والقوى الفلسطينية ومختلف قادة الاجهزة الامنية وقضاة ووفد من العشائر العربية وفاعليات بلدية واختيارية واغترابية والسلك القنصلي المعتمد في لبنان، وشخصيات اقتصادية وتربوية ونقابية.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد حركة “أمل” عزفتهما الفرقة الموسيقية في كشافة الرسالة الاسلامية.

ثم قدم الاحتفال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “امل” الشيخ حسن المصري.

الرئيس بري

بعدها القى الرئيس نبيه بري الكلمة التالية:
“بسم الله الرحمن الرحيم :
سيدي سماحة الإمام لك دائما فاتحة الكلام وصدارة المقام والمقال .
سيدي خمسة وأربعون عاما لقد بلغ التغييب من العمر عتيا .
كما في كل آب ، كلما أحاول أن أكتب حرفا في كتاب إخفاءك يجثوا اليراع . . .
ويتأوه المداد على ضفاف الكلمات .
خمسة وأربعون عاما نبحر إليك .
أنت حيث أنت.
محراب صلاة
ودرب جهاد
عباءتك تمتد وتمتد مساحة لوطن .
نسرج من خيوطها ضوءا للنهار .
سيدي خمسة وأربعون عاما
أنت حيث أنت .
كلما التمسنا طيفك أو ظلك
ندرك الفجر
فنقرأ الحاضر نصرا
وترسم لنا المستقبل
وتمتد بنا عمرا لا رقما
سيدي أنت الصدر لنا دون العالمين أو القبر .
يا موسى عصرك وعصرنا وعصر الأجيال القادمة .
والعصا لم ولن تسقط .
ستبقى فينا عينا وقلبا وسيفا
تسكننا ونسكنك إماما للوطن والمقاومة .
لك سيدي ولرفيقيك فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحفي السيد عباس بدر الدين ومن كل الوافدين والمحتشدين في بيروت وعلى بواباتها .
من العاصمة التي أحبها .
وفي مسجد عامليتها اعتصم ، وفي كنائسها وعظ.
داعية وحدة وسلام وحوار .
من بيروت المعمدة بنسيم الشمال المحروسة بعين الجنوب
المسورة ببقاع الوعد
السامية والشامخة بالجبل الأشم المزدهرة بجناح لبنان المغترب .
للأمام ولرفيقيه ولكم جميعا ألف تحية وبعد” .

واضاف رئيس المجلس : “عائلة الإمام وأخويه
أصحاب السيادة والسماحة والسعادة
أيها اللبنانيون
من قضية الإمام ورفيقيه نبدأ بعد خمسة وأربعين عاما على التمادي في ارتكاب جريمة الإخفاء هي سنوات يجب أن تكون كافية لمن يجهلعن حسن نية أو يتجاهل عن قصد في استبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود لجريمة العصر هذه ، ولماذا ارتكبت هذه الجريمة بحق لبنان وبحق الإنسانية ؟ ولماذا إختيار الإمام بشخصه ؟ وهل لأنه يمثل رمزية كبيرة في وجدان الطائفة الإسلامية ولدى غالبية اللبنانيين ؟ وهل لأن المشروع الذي حمله الإمام الصدر وأطلقه في لحظة سياسية ووطنية مفصلية في تاريخ لبنان والمنطقة كداعية للحوار والوحدة ومبتدأ للمقاومة في مواجهة الخطر الصهيوني ومشاريعه وأطماعه التوسعية والعدوانية وفي مواجهة مشاريع التقسيم والتجزئة والعزل والاقتتال الداخلي كان هو الهدف ؟ أيها السادة إن الإمام الصدر مثل مشروع الخير المطلق في مواجهة الشر المطلق ، الإمام الصدر مثل مشروع الوحدة على المستوى الوطني والقومي ولكل شعوب الأمة في خياراتها وتلاقيها الرسالي والحضاري ،  وفي مواجهة مشاريع الشرذمة والتفتيت للبنان والمنطقة وتحويلها إلى إسرائيليات ،لأنه كل ذلك وأكثر من ذلك استهدف كشخص واستهدف كمشروع نهضوي للبنان والأمة كانا ولا يزالابأمس الحاجة إليه في كل زمان ومكان”.

واضاف:   “على هذا النحو من الأهمية نقارب ويجب على كل حر وشريف أن يقارب قضية الإمام الصدر ورفيقيه وجريمة اختطافهم بكل أبعادها لكي ندرك خطورة طمس معالمها والإمعان في تبرئة من ارتكب هذه الجريمة والتي هي برسم الإنسانية جمعاء ، ونؤكد لكم بأن رأس النظام الليبي المقبور معمر القذافي ومن نفذ معه هذه الجريمة هم أدوات خبيثة لمشروع خبيث كان مسرحه الأراضي الليبية، وبناء على ما تقدم ولأن قضية الإمام الصدر وأخويه بقدر ما هي قضية إخفاء أشخاص أعزاء، هم بالنسبة إلينا عناوين عزتنا وقوتناوكرامتنا ، هم أيضا بنفس القدر يمثلون من خلال استهدافهم والاستمرار بخطفهم إستهدافا واختطافا للبنان الدور والرسالة، وعليه نؤكد الالتزام والتمسك بمتابعة هذه القضية ونعتبر أن كل محاولات حرف الأنظار والتشويش وإثارة الغبار من هنا وهنالك ونسج روايات لا تستند على شيء من الحقيقة هي روايات لا تفضي إلا إلى المزيد من تضليل التحقيق ، ومحاولة مكشوفة لتبرئة المجرمين ، وإن المعزوفات السخيفة تعودنا عليها في كل عام في مثل هذه الايام مع اقتراب موعد إحياء ذكرى الإمام ، وهي من نسج خيال مطلقيها ، ومن إعداد من تربى وإقتات على موائد أموال القذافي ونظامه الذي أعاد إنتاج نفسه بوجوه جديدة في ليبيا،  فالمسؤولية التي حملها القضاء اللبناني وكذلك الإيطالي منذ اللحظات الأولى للقذافي وأعوانه في تنفيذ هذه الجريمة وإستمرار طمس معالمها حتى آخر لحظات حكمه ، بنفس القدر من المسؤولية نحملها وتتحملها السلطات الليبية القائمة حاليا إذا ما استمرت في عدم تعاونها مع القضاء اللبناني أو فيما لو استمرت في حجب المعطيات التي تفيد التحقيق العدلي في هذه القضية التي نعود ونؤكد أنها قضية لن يطوها الزمن وغير قابلة للمساومة أو المقايضة”.

وفي الشأن السياسي الدخلي وإستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية  قال الرئيس بري :”أيها اللبنانيون، من قضية امام الوطن إلى قضية الوطن قضية لبنان وإنسانه لا سيما الإستحقاق الرئاسي الذي عملنا من أجل إنجازه قبل حصول الشغور ونؤكد اليوم أنه كان يجب أن ينجز بالأمس قبل اليوم وغدا قبل بعده وقبل أي أوان وقبل فوات الأوان.
وفي هذا المجال لا بد من المصارحة لتصويب مسار بعض الأطراف في الداخل وتحديدا لفريق “الوشاة ” الذي يسير خطوط ” ترانزيت ” جوية عابرة للقارات باتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويشكل مجموعات ضغط في أكثر من عاصمة تحريضا وتشويها  ، أقول لهؤلاء” الوشاة ” إنكم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة أمل ، أنصحكم بأن توفروا أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم ، انتو “غلطانين بالنمرة ”  وخيطوا بغير هالمسلة “.

 

وتابع الرئيس بري: “لا أيها السادة ليس بهذه الطريقة ولا بهذه الأساليب ينجز الاستحقاق السيادي الأول والأهم في لبنان، ونؤكد أن هذا الاستحقاق لا يتم بفرض مرشح أوبوضع فيتوهات على مرشح.

إن هذا الاستحقاق لا ينجز ولا يتم بتعطيل اعمل المؤسسات الدستورية وشل أدوارها لا سيما عمل السلطتين التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة وفقا لما نص عليه الدستور اللبناني، ولا يكون بشل عمل السلطة التشريعية التي لها الحق أن تشرع في كل الأحوال وهي ضرورة قصوى تفرض على الجميع تفعيل عمل هذه المؤسسة لا تعطيلها، هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول أعمال آخر جلسة قانون تشريع الشذوذ كي يكتمل عقد الجلسة؟ إن منظومة قيمنا كما أرضنا وعرضنا وديننا خط أحمر ، ونقطة على السطر ، وأيضا نحن لا ” نبتكرالضرورة” بدل إنتخاب رئيس الجمهورية”.

وفي انجاز استحقاق رئيس للجمهورية قال الرئيس بري: “نعم اليوم يكون قد مر سنة بالتمام والكمال على الجريمة التي اقترفها “نبيه بري” من على منبر الإمام السيد موسى الصدر في صور، بدعوته الكتل النيابية إلى وجوب إنجاز توافق وطني يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرق، رئيس يتمتع بحيثية مسيحية كما الحيثية الإسلامية وقبل أي شيء حيثية وطنية ، وحددنا يومها موقفنا ورؤية كتلتنا حيال المواصفات التي نرى أنها مطلوب أن تتوفر بشخص الرئيس العتيد لتطبيق الطائف وإخراج لبنان من أزماته ، هذه الدعوة كانت قبل حصول الشغور، وقبل أيام من الدخول في المهلة الدستورية وهي دعوة لم تكن تتضمن اسما معينا.

بالله عليكم هل أصبحت الدعوة إلى التوافق والحوار جريمة؟ أي قيمة للبنان إذا سقطت فيه ميزة الحوار، وهل لبنان إلا الكلمة والحوار ؟ وفي البدء كانت الكلمة؟ هل ممنوع على مكون سياسي وروحي مؤسس للكيان اللبناني أن يكون له صوت ورأي في مواصفات رئيس جمهورية بلاده؟ مع يقيننا أن أطرافا أخرى عادت لتعزف على وتر التقسيم والفدرلة وهي صيغ عانى اللبنانيون مآسيها وويلاتها ، وإلا ما معنى أن يرفض الطرفان المعنيان بهذا الاستحقاق أي صيغة من صيغ الحوار والتوافق ؟ لن نيأس سنبقى نراهن على صحوة الضمير الوطني لهؤلاء، ولا نريد أن نصدق أن أحدا ما في لبنان لا يريد رئيسا للجمهورية إذا لم يكن هو الرئيس، لو كان على أنقاض لبنان إشباعا لنزواته”.

وتابع: “ولان اللحظة السياسية التي يعيشها لبنان واللبنانيين هي الأخطر في تاريخه اسمحوا لي أن اقتبس كلاما للوزير السابق الراحل الاستاذ غسان تويني وهو أحد الذين شاركوا في وضع ميثاق حركة أمل، أقتبس كلاما لطالما ردده أمام الإمام الصدر وخلال اجتماعاتنا ونشره في مطلع السبعينيات في صحيفة النهار، كلام أوجهه لنفسي وأيضا لكل المعنيين وأيضا الذين يمارسون الكيد والنكد على حساب لبنان واللبنانيين، فيقول: “نريد توافقا يولد من المصارحة لا من النفاق. نريد ان يكون التفاهم، تبادل فهم لا تبادل رياء ، نريد عقولا منفتحة وقلوبا منفتحة ،إن لبنان أعطي لنا هل أحببناه؟ ومن قال إن لبنان لواح ددون الآخر؟ وإن الحكم كالحياة وكالوطن ملك مشترك ، ومستقبل لبنان ليس ما يفرق اللبنانيين بل ما يجمعهم ، وميثاق لبنان الوطني يجبأن يكون شرعة الحياة المشتركة لا شرعة التناحر والتقاتل ” . ( انتهى الاقتباس)”.

واضاف: “والآن الآن، يا جماعة الدين… يا ابناء وطني… آخ يا بلدي. لو جلسنا آنذاك لما كنا في هذا الوضع المزري، مجددا وللمرة الأخيرة  اقول تعالوا في شهر أيلول لحوار في المجلس النيابي لرؤساء وممثلي الكتل النيابية لمدة حدها الاقصى سبعة أيام وبعدها نذهب لجلسات مفتوحة ومتتالية، حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية”.

وفي موضوع البدء بالتنقيب عن الثروة الغازية والنفطية في البلوك رقم (9) قال الرئيس بري: “في المقلب الآخر للصورة القاتمة التي تظلل المشهد السياسي ثمة بارقة أمل كبيرة ودائما هو الجنوب الرئة التي يتنفس منها لبنان برسومنصة التنقيب فوق البلوك (رقم 9) وبدء تحالف الشركات النفطية عملية الحفر لإستكشاف مكامن وكميات الثروة الغازيه فيه ، ورغم ذلك يحاولون تشويه هذا النصر بزعمهم أنهم هم الذين أنجزوه (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم)، سكتنا طويلا حتى صدقوا انفسهم”.

وتابع الرئيس بري: “الآن الآن … مرة أخرى سأبين الحقائق لكل اللبنانيين لقد بدأ الأمر كله عام 2002 عندما كلفت شركة (سباكتروم)  بإجراء مسح في بحر لبنان كله ، وكانالجنرال عون آنذاك في باريس ، وعندما تاكدنا من النتائج أقدمت كتلة التنمية والتحرير على توقيع إقتراح قانون وقعه الزميل علي حسنخليل بتاريخ 9 حزيران 2010 وبذات اليوم حولته الى اللجان المشتركة برئاستي ، حيث كنت مريضا ونزلت الى الجلسة آنذاك لإقرار القانون بتاريخ 12/8/2010 ، وحول الى الهيئة العامة التي أقرته في ذات الشهر ونشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 24 آب 2010، سبحان الله، اي في ذات اليوم الذي بدأت فيه شركة توتال أعمال الحفر في بحر الجنوب ، كل هذا تم قبل الوصول الى مجلس الوزراء في العهد الغادر واختلفوا من أين يبدأون ، حيث طرحت منذ سنوات آنذاك على مجلس الوزراء أن تطرح البلوكات كلها وتلزم من نختار||، وشبهت الأمر حينها بشخص يعمر بناية، هالبناية 6 طوابق او 5 طوابق او 9 بدنا نأجرها ما بحط شقة للايجار بحط للاجار نحن كان امامنا ان نطرح كل البلوكات لكن لزم البلوك (رقم 4). وبدأ التصوير من هناك من ناشطي “الانتحار” و”طواحين الهواء” ، في الوقت الذي سارعت فيه للتفاوضمع الأمم المتحدة والامريكيين لترسيم الحدود الى ان تم إتفاق الإطار وأعلن من عين التينة في 20/10/2020  والذي أوصلنا الى هذا المشهدفي البلوك (رقم 9 )، ورست المنصة. وكلي أمل ان شاء الله أنها ستاتي أكلها مهما “ناوش” البعض وادعى وتعالى صراخه”.

واضاف: “فالشكر والتقدير لمن صنع هذا الإنجاز للشهداء المقاومين الذين رسموا حدودنا في البر والبحر بخط أحمر كما لون دمائهم والشكرلأمير البحر ، الاستشهادي هشام فحص الذي صبغ مياه هذه البقعة بأرجوان دمه فأنبت زرعه حدودا وحقا وثروة وحاضرا وتاريخا لا يقبلالسرقة أو التزوير أو التفريط أو التنازل أو المقايضة. الشكر لكل اللبنانيين لوسائل الإعلام ولقادة الرأي الذين واكبو مسار تحقيق هذا الإنجاز والذي لا يجب أن يحجب الرؤية عن ضرورةاستكمال معركة تحرير كافة التراب الوطني اللبناني من العدوانية الإسرائيلية من أعلى نقطة في العرقوب إلى الشطر الشمالي لقرية الغجر، مرورا بالنقاط المتحفظ عليها عند الخط الأزرق وصولا إلى النقطة B 1 عند رأس الناقورة، بالاضافة الى مزارع شبعا، وفي هذا المجال ومع تصاعد وتيرة التهديدات التي يطلقها المستويين السياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي تجاه لبنان، وآخرها التهديد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري ، نؤكد أن حركة أمل بكل مستوياتها الجهادية ، معنية الى جانب اخوتنا في حزب الله بأن يكون كل فرد منها فدائي للدفاععن حدود أرضنا المقدسة”.

وقال: أيها اللبنانيون، في الموقف من القضية الفلسطينية فالقدس هي قبلتنا الاولى وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا وأن ومقاومة وجهاد الإخوةالفلسطينيين في سبيل تحرير أرضهم هو جهادنا ومسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية والتاريخية، كما هي مسؤولية كافة الشعوب العربيةوالإسلامية وكل الأحرار في العالم ، وأن دعم نضال الشعب الفلسطيني المحق في تحرير أرضه وتحقيق أمانيه بالعودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومؤازرته في تثبيت هوية القدس في مواجهة محاولات التهويد الممنهج للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتقسيمالمدينة زمانيا ومكانيا ، فالرهان على ذلك يبقى على سواعد المقاومين في جنين ومخيمها، ونابلس وحي الشيخ جراح ، وأريحا ، وعلى المرابطين في المسجد الأقصى وكنيسة المهد وعلى المقاومين في غزة وفي الجليل وكل فلسطين من بحرها إلى نهرها، وصدى صوتهم صدى لصوت الشاعر محمود درويش :
“وأعد أضلاعي فيهرب من يدي بردى
وتتركني ضفاف النيل مبتعدا
وأبحث عن حدود
فأرى العواصم كلها زبدا .
كلما مرت خطايا على طريق
فرت الطرق البعيدة والقريبة
وكلما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة
فالتجأت إلى رصيف الحلم والأشعار
وكلما أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر”.

ولكي لا تسبق الخناجر أحلام المقاومين الفلسطينيين الرهان أيضا على الأخوة من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات في لبنانلا سيما القوى الفلسطينية على مختلف توجهاتها بوجوب الوعي والتنبه من الوقوع في براثن فتن الاقتتال الداخلي بين أبناء القضية الواحدة، إن الذي حصل في مخيم عين الحلوة يدمي القلب وهو لو استمر أو تكرر لا سمح الله، وممنوع أن يتكرر، سيكون بمثابة ” طعنات خناجر” في ظهور المقاومين في الداخل الفلسطيني، وعمل مشبوه كائنا من كان خلفه”.

وفي شأن العلاقة مع سوريا قال الرئيس بري: “نؤكد انحيازنا إلى جانب سوريا في نضالها في مواجهة الإرهاب المزدوج الإسرائيليوالتكفيري وفي استعادة وحدتها وسيادتها على كامل التراب الوطني السوري، وحقها بالاستفادة والاستثمار على ثرواتها في النفط والمياهوالحبوب ، ونقدر عاليا الجهود الطيبة التي بذلتها المملكة العربية السعودية والجزائر ومصر فأثمرت عودة سوريا إلى الجامعة العربية وعودةالعرب إليها ، وفي هذا الإطار نستغرب حالة التردد والخجل التي يتخبط بها لبنان الرسمي حيال تطبيع العلاقات بين البلدين الشقيقين بمايحفظ مصالحهما المشتركة وهي كثيرة وفي مقدمها حل مسألة النازحين وعودتهم الآمنة إلى وطنهم الأم “.

وعن العلاقة مع العراق قال: “ومن أجواء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام التي تشكل محطة إنسانية وروحية جامعة ليس لأبناء العراق الشقيقفحسب على مختلف ألوان طيفهم الروحي والعرقي فحسب ، بل لكل الأحرار في العالم كمدرسة في التضحية والفداء ، إننا ننظر بأمل وارتياح إلى مسار التعافي الذي يسلكه العراق ونتطلع نحو مزيد من رص الصف والوحدة ، فاستقرار العراق وإزدهاره وتقدمه يوفر مظلة أمن وأمان للمنطقة وشريان تواصل استراتيجي للتلاقي والتواصل بين الجوار العربي والجوار الإسلامي”.

وتطرق الرئيس بري في كلمته الى الشأن المتصل بالإتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: “في الشأن المتصل بالإتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران إننا إذ نقدر عاليا لقيادتي المملكة والجمهورية جهودهما والجهود التيبذلتها جمهوريتي الصين الشعبية والعراق الشقيق لإنجاز هذا الاتفاق التاريخي بين البلدين، نتطلع بأمل كبير إلى العمل به وتنفيذ كلمندرجاته لما لهذا الاتفاق من إيجابيات كبرى تتعدى النطاق الجغرافي والمصالح المشتركة للبلدين الصديقين إنما تطال هذه الإيجابياتمصالح كافة دول المنطقة وشعوبها في الاستقرار والتقدم والاقتدار”،

وختم: “الشكر كل الشكر لبيروت لكل عائلاتها وفعالياتها الشكر والتحية لهذه العاصمة العظيمة التي تخرج منتصرة من كل محنة وعلى كل أزمة،وتنهض أكثر تألقا .
شكرا لها وهي دائما تحتضن آمالنا وأحلامنا وتضمد جراحاتنا .
شكرا للضاحية لاتحاد بلدياتها وللقوى الأمنية والعسكرية ولكل من آزر وقدم جهدا أو دعما لإنجاح هذا اليوم الوطني الجامع الذي نعود فيه إلى الإمام… والصوت والصدى والقسم هو هو، والعهد أبدا ودائما “وما بدلنا”، من أجل لبنان  ومن أجل الإنسان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *