أفكار وآراء

الصديق العدو؟….

ريتا بشارة
في الحياة الاجتماعية ، الصديق صديق و العدو عدو ، اما البعض يقول : من بين اعدائك اختر صديقا، هذا هو المبدأ المتعارف عليه في العلاقات الخارجية للافراد و الصداقات . اما في السياسة بمختلف انواعها بشكل عام و السياسة الدولية بشكل خاص، المسألة مختلفة، عدو الامس يمكن ان يكون صديق اليوم ، هذه المقولة المشهورة في عالم السياسة ، فمن الملاحظ على جميع الاصعدة السياسية، ان هناك تغيرا دائما ولو كان تدريجيا من الناحية الايجابية او السلبية ، هناك دائما مصالح مشتركة ، فهل تتفقون؟
فأننا نشهد تغييرات في العلاقات الجيوسياسية والديبلوماسية وخاصة بعد الثورات العربية التي اثرت على المشهد السياسي العربي ؛ من حقنا ان نسأل اذا، هل هذه التحولات سوف تغير من المكونات الاساسية للمشهد العربي لتعيد تشكيله على اسس جديدة ، تركز على مشاركة اوسع للرأي العام الداخلي واحترام حقوق الانسان والمواطنة ومساحة اوسع للمشاركة والتعددية السياسية ورفض التبعية والاختراق الدولي للمنطقة ؟ هل هذه التغيرات ستمد جسور للتعاون والعمل المشترك والى خفض التوترات الحادة والصراعات المحتدمة في منطقة الشرق الاوسط ؟
فأن العالم اليوم في امس الحاجة الى بناء عمل مشترك لضمان الامن و الاستقرار في المجتمع ، فالتعايش هو الحل الامثل لتجاوز التحديات والصراعات الدينية والسياسية والاجتماعية التي تعيق مسألة التفاعل بين الناس . فاننا نجزم القول بان الانسان لايقوى على العيش دون الاخرين ولن يعمر طويلا دون اتخاذ الاصدقاء والخلان الامر اشبه بالصداقات الديبلوماسية في سياسات الدول لما يجمع بينهم من مصالح تجعلهم يتجاوزن كل الاختلافات لبناء علاقاتهم السياسية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *