باسيل يحلم بفرض الفدرالية كأمر واقع.. ويتذاكى حواريا للاستعانة بقوة حزب الله..
*كتب علي يوسف
قرأت تغريدة نرجسية للمعجزة جبران باسيل يقول فيها :”اذا لم نستطع اقرار اللامركزية الادارية والمالية فأدعو كل منطقة الى التفكير كيف تكفي نفسها بنفسها لفرض اللامركزية الادارية والمالية كأمر واقع “..؟؟!!!!!!
حينها تذكرت واستغربت …
تذكرت تغريدة الوزير زياد بارود الذي اعد مشروع اللامركزية الادارية والتي قال فيها؛ اللامركزية هي لامركزية ادارية ولا يحتاج تطبيقها الى قانون وكل حديث عن اضافة لامركزية مالية او غير ذلك و اقرار قانون في شأنها هو حديث عن فدرالية بغطاء اللامركزية ..….
واستغربت ان يقبل حزب الله بحوار مع هذا النرجسي الذي لا يكتفي بالتذاكي بمحاولة استخدام قوة الحزب للوصول الى فدرالية مقنعّة بل يطلّ بمؤتمر صحافي ليعلن شروطا مسبقة لنجاح الحوار لا تكتفي فقط بالموافقة على مطلب اللامركزية التي يُطالب بها ويُلزم الحوار بها بل بشترط فرض صدور قانونها عن مجلس النواب قبل تنفيذ اي خطوة اخرى كانتخاب رئيس الجمهورية او لنقل بصراحة امكان انتخاب سليمان فرنجية كرئيس …… مع إضافة مشروع الصندوق الإئتماني كشعار بلا مضمون ….
وهو ما يمكن تسميته الغلوّ في النرجسية ليظهر كقائد مسيحي يفرض شروطا على الحزب المسلم القوي في لبنان الذي يضطر لانجاح الحوار معه الى استخدام قوته على حلفائه لتحقيق الفدرالية للمناطق المسيحية ..؟؟؟!!!!
وبغض النظر عن الخلفية الغبية لهذا التذاكي النرجسي والتي ضرب مرتكزاتها السيد نصرالله اكثر من مرة بهدوء وبوضوح بالتأكيد ان الحوار مع التيار الوطني الحر هو حوار ثنائي فقط وانه لم ولن ولم يخطر على باله يوما ان يضغط على اي حليف من حلفائه في اي موقف وانه يحترم خياراتهم بما فيهم التيار حين كان حليفا، فإن المعجزة الباسيلية اللبنانية تظن انها يمكن ان تفرض واقعا مختلفا يُضاف الى” انجازاتها” خلال العهد العوني حتى وصل به الامر الى الرد على توضيحات السيد في هذا الشأن في كلمته الأخيرة بالدعوة الاخيرة للمناطق بدراسة فرض تطبيق اللامركزية الادارية والمالية كأمر واقع وذلك بمثابة تهديد بأنه في حال عدم اقرارها بالحوار فسيتم اقرارها بالامر الواقع !!!!! …..
والحقيقة ان خلفية باسيل هي الخلفية عينها للقوى المسيحية الانفصالية الاخرى والتي بغض النظر عن ارتباطاتها تعتقد ان حزب الله يحتاج الى غطاء مسيحي ليبقى على قيد الحياة..!!! وان الفدرالية تشكل ضربة قاصمة للحزب بحيث يمكن للقوى الغربية الاستفراد به وحيدا من دون دعم وانهاء وجوده بالتعاون مع اسرائيل ..
ويختلف باسيل عن القوى المسيحية الانفصالية الاخرى في ان التيار الوطني الحر ليس بمعظم مكوناته انفصالي وان جزءا من مكونه لا يأخذ موضوع اللامركزية كمشروع فدرالي وانما يأخذه بالمعنى الاداري وان كان باسيل يأخذه في منحى آخر ..
وفي حين ان القوى الانفصالية تريد الوصول الى الفدرالية بالمواجهة وتأخذ على التيار الوطني الحر انه يشكل الغطاء المسيحي لحزب الله الذي يستفيد منه الحزب في المحافظة على عدم استفراده .. يعرف باسيل ان المواجهة ليست اسلوبا ناجحا مع الحزب بل هو اسلوب خاسر حكما .. ولذلك يعتقد انه يمكن الوصول الى الفدرالية بالتذاكي في اتجاهين : الاول هو الوصول الى الفدرالية بالاحتيال والاستغباء تحت شعار اللامركزية العمومي وعبر اضافة اللامركزية المالية كإضافة وليست تغييرا في المحتوى .. والاتجاه الثاني هو التذاكي على حزب الله انطلاقا من فرضية حاجته الملحة اليه كغطاء مسيحي في ان يتوصل مع الحزب الى الاتفاق و عبر الحوار تحت الضغط الى توافق على مشروعه الملغوم للامركزية ووفق شروطه بحيث يحقق هدفين :
١-استخدام قوة الحزب الاسلامية والعسكرية والاقليمية لتحقيق مشروع الفدرالية المسيحية الذي ترحب به قوى مسيحية اساسية مرجعية وسياسية وحتى اقتصادية انسجاما مع احلام وهمية ….
٢-فرض قيادته على القوى المسيحية كمحقق انتصار الحلم بالامن المسيحي السياسي والاقتصادي والانتماء الغربي مستعيدا ومستلهما حلم البشير ولو باختزال كاريكاتوري لمساحة الارض ….
الا ان كل هذه المشاريع الاحلام الغبية ان بالمواجهة او بالتذاكي تفتقد لادنى رؤيا ولأجوبة على اسئلة في محورين : الاول حقيقة القدرة على الاستغباء وقابلية التحقيق وتوافر الظروف وتوازن القوى …الخ …والثاني حتى في حال النجاح المرحلي ماذا بعدذلك والى اين والى اي عالم واي هوية واي توازن واي انتماء ؟؟؟الخ …
باسيل اسمح لنا في تصوير هذه المسرحية ان نقول cut…..
*عضو في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين