همروجة 14 حزيران ، بين المسؤولية التاريخية والتسلية في الوقت الضائع
كتب د. حسن محمود قبيسي
التقاطع حول الأزعور ،أحد ناهبي المال العام ،وأبرز ما نهب كانال11مليار التي أثارها الرئيس بري، ثم كان السكوت ، التقاطع كشف عورات الذين حاضروا بالعفة السياسية و بدستورية الجلسة ، وتناسى بعضهم ارتكاباتهم كلها . وعورات من ندد بالترهيب وكأن اكتساح مناطق المسلخ و الكرنتينا واقتلاع أهلها وذبح من ذبحوا ، وقتلوا من على غير سياستهم من جيرانهم ومواطنيهم ، اغتيال طوني فرنجية الجد ورشيد كرامي وداني شمعون و أسرته و … كلها كانت تمسكًا ب«الوصايا العشر » . وكشف عورات البدل عن ضائع في بعض التغييرين وحروبهم الدوكشوتية ضد الفساد بتقاطعهم مع أركان » المسماة«المنظومة » .
ويحدثون عن السابع من أياروهي ردة فعل لرفع الضررعن شبكة الاتصالات الحيوية التي كان وراءها مروان حمادة وورط أفرقاء بها ، ومنهم من أقحم نفسه فيها ولا مصلحة له بذلك .
بيوتهم من زجاج ويرشقون الآخرين بالحجارة . فالترهيب الذي وصل إلى حد الأرهاب (ومنه قطع طريق الدامور ثم طريق صيدا ثم خلدة ثم طريق الناعمة ، وآخره تهديدات و شتائم جعجع لنواب رفضوا الانصياع لتقاطعه ) .
تبقى ملاحظات على مقدمات الجلسة و مجرياتها و تداعياتها:
– من حرر لبنان من العدو الصهيوني ليس في منزلة عملائه وخونة وطنهم . للأول أن يفاخر ، وعلى الآخر- وفي المقدمة « القوا ت اللبنانية » – أن يتوارى أجيالًا قبل أن يطلهو أو ورثته برأسه من جديد .
– لو تدلنا النائبة جعجع على شواهدها بدستورية تنصيب بشير ومصلحة لبنان بتولية أمين الجميل ، والديموقراطية يومها المحروسة بالدبابات الصهيونية .
– ما جرى داخل المعسكر العوني أظهر مدى هشاشة نفوذ باسيل ووهنه، وما عليه – وقد استنفذ كل مدخرات عمه القائمة على الشعبوية الخادعة الساقطة أمام العقلانية وبقية من الصدق مع النفس – إلا الدعاء له بالعمر المديد ، حتى لا يضطر باسيل « يكفي باللي بيقوا » .
– قيادة « حزب الله » ليست نيرون ولا « امرأة القيصر » التي هي فوق الشبهات .
*****
لبنان بحاجة إلى مؤتمر تأسيسي جديد يؤسس ولا يتوقف عند تسوية الطائف . وينبثق عنه إصلاحات اقنصادية لا دستورية ولا سياسية فقط . فالدستورية تضييق هامش المناورة زمنًا وخيارات ، والسياسية تحل مشكلة المحاصصة بين زعماء الطوائف و المذاهب ، بينما الأولى تحل أزمات الوطن و المواطن .
*****
-لأن الرئاسات الثلاث ليست ملكًا لطوائف من يتبوأها ، وحتى التمثيل النيابي هو تمثيل لكل الشعب ، لا لطائفة و لا لمذهب .لذا لا يصح الادعاء بحصرية حق الموارنة بالاتفاق والموافقة على مرشح، كما نقرأ و نسمع ، وفرضه بالترغيب و الترهيب على النواب ؛ فرئيس الجمهورية ليس رئيس المجلس الملي الماروني حتى يُطلب من الجميع سحب أياديهم من التدخل .
*****
الشعب ينتخب الرئيس
أثبت النواب ككل أنهم عواجز وغير مؤهلين لانتخاب رئيس بالتوافق أو بالحوار ، فصار لزامًا أن تعود الوكالة إلى الموكل ، وأن يُنتخب الرئيس من الشعب لمدة أربع سنوات فقط غير قابلة للتجديد إلا …في الظروف الأمنية القاهرة .
ينتخب الرئيس بأغلبية 70% من الأصوات في الدورة الأولى ،على أن لاتقل نسبة المقترعين عن70% في حال لم تتحقق الشروط؛ يحق بالترشح لمن نال أقله 40% من أصوات المقترعين، ويفوزمن ينال الغالبية.
المصدر :pressnewsnow